ضرب محطة ضخ النفط (غرة) وشيراز – ومصافي اصفهان

14 نوفمبر , 2016

قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم)

صدق الله العظيم / التوبة 14

عبد الرحمن العبيدي

1. استمرت طائرات القوة الجوية بتنفيذ واجباتها القتالية في العمق الإيراني في جميع الأجواء (صافية – رديئة) حيث نفذوا صقورنا هذه الواجبات وتحملوا الكثير من الصعوبات والتي تم تجاوزها بأيمان وعقيدة ونكران ذات.

ضرب محطة ضخ النفط غرة

2. وصل ( العميد الطيار الركن احمد خيري – معاون قائد القوة الجوية للعمليات) من (قاعدة الرشيد الجوية – بغداد) الى ( قاعدة الوحدة الجوية – الشعيبة) وفي نهاية (شهر نيسان 1982) وقد استقبل من قبل (العميد الطيار الركن رباح صابر الرمضاني – امر القاعدة , والعقيد الطيار هـ ا ب – امر جناح الطيران , والعقيد الطيار ق ر امر السرب / 5 ) , وقد جلب معه واجبا خاص بضرب محطة ضخ النفط (غرة) من قبل السرب / 5 والمسلح بطائرات السوخوي – 22 بتشكيل مؤلف من (4) طائرات على ان تحمل الطائرات بحمولة ( (4X500 كغم قنابر + (800×2) كغم خزانات وقود اضافية.

3. كان الجو في (قاعدة الوحدة الجوية – الشعيبة) ردئ والغيوم واطئة 8/8 وزخات مطر رعدية ومدى الرؤيا بحدود (800) متر والجو غير صالح للطيران , فقال (المعاون) لأمر السرب/5(اختر لي الطيارين الذين ينفذوا هذا الواجب) فرد عليه امر السرب/5 وقال له ( سيدي ان الجو ردئ والغيوم 8/8 ومدى الرؤيا اقل من (800) متر وزخات مطر رعدية والجو غير صالح للطيران ) فقال (اخي ينفذ الواجب واحتمال الجوفي تلك المنطقة صالح للطيران فلنتوكل على الله) فقال امر السرب/5 للمعاون (سيدي نؤجل الواجب لحين تحسن الجولان محطة الضخ في منطقة غرة واقعة بين سلسلة من الجبال واحتمال ما يشوفون الطيارين الهدف في مثل هذه الأجواء) فقال المعاون لأمر السرب/5 ( اخي ينفذ الواجب واختر لي الطيارين ) فقال امر السرب للمعاون (سيدي انا انفذ الواجب ) فقال المعاون (انت امر سرب وحاليا أنتوا امري الاسراب ما تنفذون الواجبات لأنه فقدنا الكثير منكم ونريد ان نحافظ عليكم) تم اختيار (اربع) من الطيارين الذي اعتمد عليهم وكلي ثقة بهم وطيرانهم جيد ومن المشهود لهم بالشجاعة والكفاءة وهم (النقيب الطيار عماد عبد الرحمن توفيق قائدا التشكيل ورقم (2) الملازم الاول الطيار محمد محمود شاكر ورقم (3)النقيب الطيار هاتف مدلول ورقم (4) الملازم الاول الطيار سعيد علاوي )) , تم شرح تفاصيل الواجب من قبل قائد التشكيل امام(المعاون ) وامر القاعدة وامر جناح الطيران وامر السرب/5) .

4. بعد استحصال الموافقات الخاصة بالواجب من قبل قاطع الدفاع الجوي الثالث , اقلع التشكيل بسلام , كنت حينها قد ذهبت الى الكرفان القريب من المدرج لاحتمال اعطاء التعليمات في لحالات الاضطرارية , أنني غير مرتاح من تنفيذ هذا الواجب لكون الجو ردئ , الا ان الأوامر اوامر يجب ان تنفذ , بعد مضي ما يقرب (خمس وثلاثون) دقيقة سمعت قائد التشكيل ينادي ويقول لي ( سيدي ما كدرت الوصول الى الهدف بسبب الغيوم الواطئ وهناك هدف كبير اضربه فقلت له (اضربه) فضربه وبقية التشكيل ورجع التشكيل محافظا على وحدته ورجع بسرعة عالية وارتفاع منخفض ومر من فوق مدينة البصرة (مخترقا للصوت) ونزل في القاعدة بسلام , ومؤشر وقود طائرات التشكيل مقاربة (للصفر)وبعد نزول قائد التشكيل اوضح بان الغيوم الواطئ جدا قبل الهدف ولم نستطع رؤيته , وقد تبين فيما بعد ان التشكيل ضرب ميناء( ما شهر) والذي يحتوي على ( معمل البتروكيماويات) الواقع بالقرب من ميناء ( بندر شاهبور) وكانت الضربة مؤثرة وتم تدمير الهدف.

ضرب مدينة شيراز ومصافي نفط اصفهان

5. وفي (نهاية الشهر تشرين الأول 1980) كلف تشكيل مؤلف من طائرتين قاصفة (TU-22) من (قاعدة تموز الجوية – الحبانية – الهضبة) بضرب مدينة (شيراز) ، بقيادة (الرائد الطيار قيس بدر الدين – من السرب /36 والملازم الأول الملاح وليد محمد سعيد) والطائرة الثانية بضرب مصافي النفط مدينة (أصفهان) بقيادة (الرائد الطيار عيد سرحان المجمعي من السرب /18 والملازم الأول الملاح دلف سبهان هيتاوي)على ان يفترقا قرب احد الوديان وكل طائرة تأخذ اتجاهها الى هدفها , كانت الاجواء رديئة والسماء ملبدة بالغيوم وزخات مطر في الاجواء العراقية وهناك (تحذير جوي ) ورغم هذه الاجواء و(التحذير الجوي ) الا انه جاء الامر بالتنفيذ .

6. اقلعت الطائرتين باتجاه أهدافها وبعد مضي الوقت المخصص التقريبي للعودة ورغم الاتصالات الكثيرة باللاسلكي لم تجب ولم ترجع الطائرتين واسقطت في الأراضي الايرانية ولم يعرف سبب سقوطهما؟ ( هل اسقطت بأسلحة الدفاع الجوي الإيراني ، او اصطدمت بإحدى الجبال الشاهقة لكون المنطقة ملبدة بالغيوم الواطئة او عطل فني , او خطأ طيار) كل هذه الاحتمالات قد تكون صحيحة ,ولم يعرف مصير طواقهما , انني ما استطيع ان افسر هذا التعنت بتنفيذ هكذا واجبات بعيدة المدى وتنفذ في مثل هذه الأجواء الرديئة وممكن ان تنفذ بأجواء افضل من هذه , ان مثل هذه الطائرات الاستراتيجية البعيدة المدى لا يمكن التفريط بها لكونها هي ( قوة الردع العراقي) وعند سقوطهما سوف تؤثر تأثيرا مباشرة على معنويات الطيارين والملاحين والفنيين في مثل هذه الاسراب .
ملاحظ
———-
ان تنفيذ مثل هكذا واجبات استراتيجية بعيدة المدى فلا بد ان يكون التخطيط بشكل صحيح وخاصة في الأجواء الرديئة، ان القرار على التنفيذ يجب ان ترجع (قيادة القوة الجوية) الى (القيادة العامة للقوات المسلحة) التي أصدرت امر التكليف بتأجيل الواجب ولحين انتهاء (التحذير الجوي) وانجلاء الغيوم او الغاء الواجب على ان ينفذ في أيام مقبلة، فالخطأ والتقصير موجود من جميع سلسلة القيادة (القاعدة – قيادة القوة الجوية – القيادة العامة للقوات المسلحة) الا ان ما حصل حصل والخسارة لا تعوض بالنسبة لطواقم هذه الطائرات .
هؤلاء هم صقورنا الابطال المضحين بأرواحهم الطاهرة، اللهم ارحمهم برحمتك الواسعة وأمد الله الباقين بالصحة والعافية والعمر المديد.

عبد الرحمن العبيدي
الاحد 13 تشرين الأول 2016

  1. airforce - نوفمبر 14th, 2016 at 7:04 ص

    تحية طيبة وكل التقدير والاحترام للاخ الصقر عبد الرحمن العبيدي لطرح هذا الموضوع المهم الذي كان يتعبنا كامري قواعد نشارك المسؤولية مع هيئة ركن قيادة القوة الجوية ، موضوع الجو كما معروف من اهم عوارض الطيران سواء القتالية ام التدريبية وكنا كامرين نحرص عليه لتجنب الحوادث القاتلة خاصة ان طائراتنا الروسية انذاك لاتملك الوسائل التي تساعد الطيار في الاجواء الرديئة كما هو الحال بالطائرات الغربية ، التعنت من قبل هيئة ركن القيادة كان يضغط به على امري القواعد تحديدا وتحميلهم المسؤولية دون ان تتحمل هذه الهيئة اية مسؤولية امام المرجع الذي امر بالتنفيذ وهذا هو الخطأ الذي اتسمت به اعمال هيئة الركن مع الاسف ، السجال بين القيادة وامر القاعدة احيانا يصل الى عدم الثقة بالامر الحريص على طياري اسرابه وهو اعرف بالجو من الاخرين خاصة كان امري القواعد اثناء القادسية الثانية هم من اكفئ طياري القوة الجوية انذاك مما يصيبهم احيانا عدم الثقة بقيادتهم الجوية ، اما بالنسبة للقاصفات السلاح الاستراتيجي المهم فلم يكن هناك اية معرفية بخصائص هذا السلاح ومع الاسف هيئة ركن القاصفات في قيادة القوة الجوية لم تبذل جهدا لايضاح هذه الخصائص وخسرت القوة الجوية اعداد منها كطائرات وطواقم قتالية طيارين وملاحين ومقاتلين شجعان ابطال في مهام قد تكون لاتغطي هذه الخسائر الموضوع طويل وقد عانينا مع قيادة القوة الجوية كثيرا سواء بالنسبة للاجواء الرديئة ام التخطيط للمهام القتالية الف شكر عزيزي ابا ربيع المحترم