بعضاً من ادوار اسلحة الجو العراقية في الحرب مع ايران 1980 – 1988 الحلقة السادسة

13 نوفمبر , 2016

د علوان العبوسي

الاجراءات الفورية المتخذة من قبل الدفاع الجوي العراقي لعلاج مشاكل القيادة والسيطرة

اتخذت بعض الاجراءات الفورية لمعالجة بعض مشاكل القيادة والسيطرة في السنة الاولى من الحرب اهمها ما يلي : –

  • تشكيل آمريات دفاع جوي الفيالق والفرق وتطوير عملها بعد ادخالهم دورات ضمن الدفاع الجوي القطري ذات علاقة بالعمل المشترك .
  • أعداد سياقات عمل لاحكام مبدأ القيادة والسيطرة على موارد الدفاع الجوي القطري والميداني .
  • تخويل الصلاحيات في المناورة بالاسلحة ومعدات الدفاع الجوي الاخرى .
  • تخصيص ممثلين من قواطع الدفاع الجوي للعمل في مواقع قيادات الفيالق .
  • أستخدام المتصديات بشكل اكثر فعالية لحماية القطعات بعد تفهم دورها من قبل الدفاع الجوي الميداني .
  • إنضاج مفاهيم واسس وفن استراتيجية استخدام الدفاع الجوي ضمن الدورات الاساسية والتطويرية للقوات البرية وفي مناهج  كلية القيادة وكلية الاركان المشتركه  والحرب والدفاع الوطني في جامعة البكر .

الاستخدام القتالي للمتصديات

اقتصر دور المتصديات العراقية في بداية الحرب التصدي للطائرات الايرانية المهاجمة للاهداف الحيوية والقوات البرية العراقية بثلاث طرق رئيسة كما اشرت في الحلقة الخامسة  الا ان هذه الاساليب ادت الى استنزاف قدراتها  كثيراً سواء باعمار الطائرات الزمني والتقويمي وكذلك   محركاتها او بعض المعدات المهمة الاخرى كالاسلحة والاطارات وخزانات الوقود الاحتياطية التي كانت تقذف اثناء الاشتباك الجوي وغير ذلك ، وقد تزامن هذا الاستنزاف مع ايقاف توريد الاسلحة ومنها الطائرات ومعداتها من قبل الاتحاد السوفيتي  مما اثر ذلك على الموقف القتالي للقوة الجوية في هذه الفترة ، وقد حفز ذلك هيئة التصنيع العسكري بقيامها  بمد الاسراب المتصدية وغيرها ببعض الاحتياجات الانية  للطيران كما نشطت ابداعات مهندسي القواعد الجوية في علاج الحالات المستعصية للحفاظ على صلاحيات عالية للطائرات ،كما ادى استنزاف المتصديات الى استخدام الطائرات المقاتلة القاذفة ( سوخوي/ 22)  بواجبات التصدي في الكمائن الجوية بعد تحميلها بصواريخ جو – جو  حرارية وقد ادت دورها بنجاح ولكن لم يصدف ان اشتركت بعمليات قتال جوي حقيقي لكون دورها كان محدود ولفترات محدودة  لم تتجاوز الثلاثة اشهر .  بلغ معدل طلعات المتصديات اليومي لكل سرب حوالي  60 –  80 طلعة قتال ، وقد استمرت هذه المعدلات لحين استقرار المواقف الجوية  للطرفين في  نهاية عام 1980.

لقد تطور عمل طائرات التصدي واصبح اكثر ديناميكية في عام 1981 بعد استلام العراق لطائرات الميج/ 25والميراج/ ف1 ذات القدرات القتالية والتفوق الجوي العاليين وكما يلي :

  طائرة الميج/ 25

في بداية عام 1981 بدأ العراق استلام طائرات الميج 25 بنوعيها المتصدية والاستطلاعية ، في 18/8/1981  شكل منها  السرب 87 ( متصدي )  في قاعدة تموز ( الحبانية ) الجوية  تبعه  السرب 96 ( متصدي ) في نفس القاعدة ثم السرب 97 ( للاستطلاع الجوي الاستراتيجي العميق ) ، هذه الاسراب  زادت من معامل التفوق الجوي العراقي العام  كثيراً واصبح شبه متعادل مع القوة الجوية الايرانية  بعد ان كان اقل من النصف كما زيد عدد اسراب المتصديات الى تسع  أسراب بدلا من سبعة   ، ومن اعمال التصدي المميزة التي قامت بها هذه الطائرة هي التصدي لطائرات الجسر الجوي عبر الحدود العراقية التركية الايرانية التي كانت تنقل الاسلحة الاسرائيلية الى ايران واسقاط احداها فوق الاراضي الايرانية مما ادى الى ابعاد مساراتها في اعماق بعيده تجاوزت الاراضي السوفيتية ومع ذلك تمكنت هذه الطائرات من اسقاط احداها في الاراضي السوفيتية  بتاريخ 18 /7/1981 ( اكدت صحيفة صنداي تايمز  البريطانية ان الطائرة التابعة لشركة الطيران الارجنتينية قد تحطمت فوق الاراضي السوفيتية في 18/7/1981 حيث كانت تقوم بثالث رحله لها لتسليم اسلحة امريكية مرسله من اسرائيل الى إيران ) .

ومن الاعمال المميزه الاخرى لهذه الطائرة هي اسقاط طائرة الاستطلاع الالكتروني الايرانية(سي /130 ) بعد التصدي لها في منطقة بوشهر جنوب ايران اضافة الى عمليات تصدي اخرى ناجحه ، وقد تمكنت هذه الطائرة من اسقاط 19 طائره ايرانية باستخدام اسلوب التصدي من الامام لدقتة العالية ومن مسافات تجاوزة 30 كلم باستخدام الصواريخ الرادارية جو – جو .

طائرة  الميراج ف/ 1

باشر الجانب الفرنسي في الشهر الاول من عام 1981  تجهيز العراق بطائرات ( الميراج/ ف1 المتعددة المهام  ) رافقها وصول الطيارين العراقيين اللذين تم تدريبهم في فرنسا  ، الا ان عملية تشكيل اول سرب  واعداده  للمساهمة  في الاعمال القتالية الفعلية  استغرق فترة طويلة بسبب عدم توفر بنية تحتية للطائرات الغربية تجهيزاً وتدريباً في  القوة الجوية العراقية ، وهي بنية معقدة ومتطورة وتختلف اختلافا كليا عن البنية التحتية للطائرات الشرقية لذلك فان جاهزية اول  سرب ميراج/ ف1 تكاملت مع بداية شهر ايلول ( سبتمبر) من نفس العام ، وتم زجه في عمليات دفاع جوي  بالقاطع الشمالي والاوسط ومن ثم القاطع الجنوبي وجرت معظم الاشتباكات الجوية في العمق الايراني ، و تم اسقاط اعداد من الطائرات الايرانية ، الامر الذي شكل مفاجأة  بنوع السلاح والاستخدام واظهر للايرانين استعداد  القوة الجوية العراقية على المطاولة ونقل المعركة داخل  اراضيهم ، و هذا دون  شك أجبر قيادة سلاحهم الجوي  في إعادة النظر بحساباتهم  لمواجهة القوة الجوية العراقية التي باتت تمتلك سلاحا فعالا جديدا المتمثل بطائرات التفوق  ميج/ 25 و الميراج/ ف1  المتطوره المزودة بمنظومات كشف وتسديد واسلحة موجهة جو/جو متوسطة وقصيرة  المدى ، ومع استمرار توريد مزيد من طائرات الميراج  تم تشكيل سرب ثاني منها   وتمت المباشرة بزجها في مهام متنوعة كمهام الضربات الجوية والتي سارد اليها لاحقاً  . لقد بلغ عدد اسراب المتصديات في نهاية عام 1981 عشرة  أسراب متصدية تمكن الدفاع الجوي من خلالها فرض إرادته على قواطع  العمليات، فمثلا كان القاطع الجنوبي الاكثر سخونة في الحرب  كونه يحوي حقول النفط الايرانية  الرئيسة  إضافة الى موانىء تصديره وحتوائه كذلك  على بعض المدن المهمة مثل ديزفول / الاحواز /المحمرة / عبادان (1) ،  ( يمتد هذا القاطع  من بندر خميني جنوباً مرورا ًبالاحواز وجبال زاجروس وحتى منطقة ديزفول شمالا ) .  كان الطيران الايراني فعال في هذه المنطقه وعليه إرتأت  قيادة القوة الجوية العراقية حشد  مفارز من طائرات الميراج ( 4 – 8 ) طائرة في القواعد الجنوبية بغرض مباغتة الطائرات الايرانية  والاشتباك معها وجها لوجه لزيادة في الدقه وبالفعل ارسلت المفارز الى قاعدة الوحدة ( الشعيبة ) الجوية في آب 1981 وبدء الدفاع الجوي نشطاً حيث جرت اكثر من 24 عملية اشتباك جوي مع الطائرات الايرانية اسقط فيها 20 طائرة  من الانواع ف/4 وف/5 خاصة في منطقة شمال وغرب الاحواز والمنطقة المحصورة بين ديزفول والقاطع الوسطي وقد  استطاع الطيارين العراقيين السيطرة التامة على هذه المنطقة محققين موقف جوي ملائم تمكنت من خلاله الطائرات القاصفة  وطائرات المقاتلات القاذفة المناورة  بحرية اكثر ضمن القاطع الجنوبي  . من الادوار المميزة الاخرى لطائرات الميراج/ ف1  ففي آب ( اغسطس ) 1982استهدف تشكيل من هذه الطائرات اقلع من قاعدة صدام الجوية  طائرة نقل إيرانية تحمل اسلحة ومعدات عسكرية من إسرائيل الى إيران  واسقطها فوق مطار الرضائيه شمال إيران   ، وفي خطة مدبره أخرى  قام بها الدفاع الجوي العراقي باستخدام تشكيل من  طائرات الميج/21 اقلع من مطار عين كاوه ( اربيل حالياً) في 17 /8 /1981باتجاه طائرة نقل ايرانية محملة باسلحة الى ايران من قبرص واسقطوها في المثلث العراقي الايراني التركي  .