حرب المدن (9 /1 / 1987 – 19 / 2 / 1987)

13 فبراير , 2017

حرب المدن (9 /1 / 1987 – 19 / 2 / 1987)

بعضاً من ادوار اسلحة الجو العراقية في الحرب مع ايران

1980 – 1988

الحلقة / 18

 

 

حرب المدن هو احد الادوار الاستراتيجية  قامت بها طائرات القوة الجوية العراقية ضد ايران اضافة لسلاح صواريخ ارض – ارض .

في حقيقة الامر بدأت  ايران مبكراً بهذه المهمة ومنذ عام 1982 وتحديداً بعد انسحاب الجيش العراقي من الاراضي الايرانية في حزيران  1982 حيث تبدأ مدفعيتها الثقيلة يومياً منذ الصباح الباكر وحتى المساء بقصف المدن الحدودية القريبة منها مثل البصرة العمارة مندلي  خانقين …الخ ،حيث اصبحت هذه المدن  ساحة حرب امتلأت بالمتاريس واجريت فيها اعمال التحصينات الميدانية للدور السكنية والمحال التجارية اضافة الى تشييد ملاجىء محصنة في كل دار ساهمت الدولة بدعم  تشييدها ، أما المدن البعيدة فكانت تقصف بصواريخ ارض- ارض  ،  الغرض من هذا القصف  ترويع ساكنيها  واجبارهم على مغادرتها وفعلا هاجر الكثير من منهم  الى المحافظات الوسطى  والشمالية  البعيدة عن الحدود الايرانية  مما دعى الحكومة العراقية  إصدار بيانات بمنع مغادرتهم الى هذه المحافظات ،  اذن  حرب المدن هو حصيلة صبر طويل من القيادة السياسية العراقية تجاه قصف المدن ، وقد حذر الرئيس العراقي صدام حسين إيران في احدى خطبه بعد ان قصُفت محافظة البصرة بشدة مسببة مئات القتلى والجرحى قائلا  ..( ومرة ثانية اذا تجاسروا وضربوا البصرة فسوف نهدم مدنهم على رؤوسهم …) ولكن ايران كعادتها وتعنتها لم تعر اي اهتمام لهذه التحذيرات .

وعليه في 9 كانون الثاني (يناير)1987  قررت القيادة السياسية العراقية التعرض الجوي والصاروخي تجاه كافة المدن الايرانية  واوعزت الى قيادة القوة الجوية ألمباشره بقصف المدن الكبير اولا  مثل ( طهران ، اصفهان ، قم ،كرمنشاه ، همدان ….الخ ) ثم باقي المدن الاخرى وقد بلغ عدد المدن الايرانية التي قصفت خمسين مدينة ، شاركت كافة  طائرات القوة الجوية في هذه المهم حيث  تميزت بالدقة والكثافة ، استمر القصف الجوي لغاية 19 شباط 1987 ، بالنظر للموقف الجوي الملائم الذي حققته القوة الجوية  بعد السنة الخامسة للحرب فقد استخدم اسلوب الطيران العالي جداً والعالي  والمتوسط في هذه المهام بعمق الاراضي الايرانية دون ان تتعرض طائرات الضربة  للمتصديات الايرانية واسلحة الدفاع الجوي الاخرى بتخطيط متقن من قبل قيادة القوة الجوية العراقية .

كان الغرض من قصف المدن الايرانية هو تحريك الشعب  الايراني الذي بات لايفهم ما يجري في ساحات القتال حيث  تُصّور له قيادته السياسية انتصار قواتهم في المعركة ضد العراق ،  بلغ معدل الطلعات اليومية للقاصفات من (20 – 25 )طلعه قتالية بحموله قصوى اما باقي اسراب الهجوم الارضي فقد  بلغت طلعات كل سرب حوالي خمسين طلعه ، كان رد الفعل الايراني هو قصف مكثف لمدينة  ألبصرة والمدن القريبة منها باستخدام المدفعية الثقيلة  اما المدن البعيده مثل بغداد والمحافظات الاخرى استخدمت ضدها صواريخ ارض – ارض نوع (سكود ) وقد الحق هذا القصف اضرار جسيمة بالدور السكنية والدوائر الحكومية ومدارس الاطفال  بلغت مئات القتلى والجرحى ، ونتيجةً  لزخم الطيران في هذه الفترة  خسرت القوة الجوية طائرة تي يو/16مع طاقمها المؤلف من ستة افراد بسبب خطأ في توقيتات طائرة خمد الدفاعات  الجوية الايرانية وعدم اشعار طاقم الطائرة بالغاء الواجب  بذلك .

المصادر

د علوان العبوسي كتاب القدرات والادوار الاستراتيجية لسلاح الجو العراقي للفترة 1931- 2003 : دار نشر الاكاديميون : الاردن – عمان ص ص 175- 176-  في 2014