يوم السمتيات التداعيات والاسباب

5 أبريل , 2022

 

بقلم الصقر

رجت صنوف قواتنا المسلحة السابقة الاحتفال بيوم تاسيسها استذكاراً للجهود المبذولة من اجل تطوير جيشنا الباسل وهو يتقدم الى الامام يضيف حقبة جديدة لسفر تاريخه النضالي … ففي 27 تشرين الاول (اكتوبر) من كل عام يحتفل فرسان السمتيات ومعهم باقي صنوف قواتنا المسلحة بعيد صنف طيران الجيش الذي اطلق عليه (يوم السمتيات)،عندما كان العراق حرا مستقلا وتوقف الاحتفال بهذه المناسبة بعد الاحتلال وما بعده ، ولكن سنعيدها ان شاء الله تعالى بعد اعادة السيادة الوطنية للعراق ولامجاد جيشنا الباسل ومعها كل مناسباتنا الوطنية . من ذكرياتي بهذه المناسبة ساقدم نبذة عن التداعيات التي قادت الى ولادة صنف طيران الجيش والظروف التي قادت ان يكون صنف من صنوف الجيش العراقي الباسل مستقل عن قوتنا الجوية البطلة له كيانه وفعالياته الخاصة التي لم تكن تذكر قبل ذلك اليوم. تمهيد شهدت المرحلة بعد سقوط شاه ايران وقيام الجمهورية فيها وحتى ايلول (سبتمبر) سلسلة من الاعتداءات ضد العراق ، زادت هذه الاعتداءات يوم 4 أيلول 1980 وما رافقها من قصف مستمر للمخافر الحدودية والمدن العراقية وعلى طول الحدود العراقية الايرانية،كان العراق يحاول بالطرق الدبلوماسية والقوانين الدولية ومذكرات الاحتجاج التي بعثها الى ايران يناشدها بالكف عن هذه الاعتداءات والتدخل بالامور الداخلية للعراق ، ولكن ايران لم تمتثل لكل ذلك بل زادت تدخلاتها والمماطلة في تنفيذ بنود اتفاقية عام 1975 بترسيم الحدود بل قيامها باستخدام الاراضي العراقية التي لم تنسحب منها تنفيذا للاتفاقية المذكورة في قصف المخافر والمدن العراقية الحدودية بدلا من تسليمها الى اصحابها الشرعيين حسب الاتفاقية المذكورة . نتيجة لذلك فقد قررت القيادة العراقية استعادة هذه الاراضي وابعاد المدفعية الايرانية التي تقوم بقصف المدن والمخافر الحدودية العراقية منها،وبدأت القوات الوطنية العراقية بتنفيذ واجبات ازاحة المدفعية الايرانية من مواضعها داخل الاراضي العراقية وتحرير هذه المناطق من الاحتلال اعتبارا من 7 أيلول (سبتمبر) 1980وحسب الاولويات الموضوعة للتنفيذ ، وقد سبق هذه الواجبات في 4 ايلول ( سبتمبر) 1980 مباشرت طائراتنا السمتية بعمليات الاستطلاع ( وكانت لا تزال من نظام معركة القوة الجوية العراقية ) وتقديم الاسناد المباشر للقطعات المكلفة بتنفيذ واجبات الازاحة والتحرير من خلال الاسناد الناري القريب والاستطلاع ونقل القادة واخلاء الجرحى ونقل القطعات المحمولة وبقية واجبات الاسناد المختلفة. نبذة عن تدريب وعمل سلاح السمتيات قبل الحرب دخلت الطائرات السمتية ألخدمة في القوة الجوية العراقية منذ خمسينيات القرن الماضي ولم تشهد تطور في النوع والاستخدام الا خلال السبعينيات بعد تنوع مصادر التسليح ودخول الطائرات الفرنسية الخفيفة المقاتلة للدروع ( الويت 3 و الغزال) والشرقية مي4 ومي 6 العملاقة و(مي 8 المخصصة لنقل القطعات ومزودة بصواريخ حرة .) ،شاركت طائرة الالويت 3 المسلحة بالمدفع الجانبي 20 ملم وطائرات مي8 في حركات الشمال وبشكل مؤثر منذ عام 1974 وصاعدا .. لم يجري التدريب على استخدام الصواريخ المضادة للدروع والمنعات المجهزة بها طائرة الالويت 3 لاستمرار مشاركة منتسبي السرب باحداث الشمال ولكن جرى تدريب عدد قليل من الطيارين على استخدام منظومة اطلاق الصواريخ قبل الحرب بمدة قليلة ، اما طائرات الغزال التي تسلحت بها القوة الجوية في الثلث الاخير من عام 1976 فقد استمر اعداد الطيارين لقيادتها وتم تشكيل سربين هما السرب 31 و88 و جرى تدريب الطيارين على استخدام منظومة الرمي للصواريخ الموجهة ضد الدروع الثابتة ثم الاهداف المتحركة( وخلال التدريب على الاهداف المتحركة اصطدمت طائرتين مما ادى الى تحطمهما واستشهاد الطيارين والمدربين ومن ضمنهم آمر السرب 31 الشهيد الرائد الطيار ثامر صالح درويش وكل من الشهداء الطيارين الملازم الاول الطيار خلف العيثاوي والملازم الاول الطيار نجم عبدالله والملازم الاول الطيار عدنان دعدوش والملازم الطيار خلف قبل الحرب بشهرين ).. وفي نهاية السبعينيات تم تسليح القوة الجوية بطائرات مي 25 الشرقية وهي طائرات متقدمة ذات تدريع ضد الاسلحة المعادية وتحمل صواريخ مضادة للدروع ومدفع امامي (عيار12,7 ملم…) وباربعة سبطانات ومنظومة صوارخ حرة مضادة للاشخاص وذات مناورة جيدة (وبذلك تكون طائرة قتال رئيسة وذات فعالية كبيرة ) تم تهيئة كوادرها للعمل القتالي من طيارين وفنيين قبل بداية الحرب بمدة قصيرة داخل وخارج القطر, ( كانت بحق السلاح الرئيسي للسمتيات طيلة مدة القتال ) . تم تشكيل السربين 61 و66 مسلحين بطائرات مي 25 . اما طائرات النقل مي8 ومي 6 وويسكس البريطانية فواجباتها نقل القطعات والانزالات بانواعها.واستخدمت طائرات مي 8 خلال الحرب بمعالجة الاشخاص المعادين وتنوير ساحات المعارك اما اساليب القتال واالتعاون مع القطعات الارضية واسلوب استخدام التشكيلات القتالية في تقديم الاسناد ( التعبئة ) فلم يجري التدريب عليها او القيام بالتدريبات المشتركة قبل بداية الحرب لعدم وجودها اصلا في مناهج التدريب للقوات البرية او القوة الجوية وهذا تقصير كبير من مسؤولي التدريب دفعنا ثمنه باهضا في بداية الحرب ، يعني هذا اننا دخلنا الحرب دون اية لغة او تدريب مشترك مع القطعات الارضية ( يستثنى من ذلك العمل مع القوات الخاصة والمغاوير في عمليات الانزالات والاسناد ) من خلال لعمل المشترك في الشمال الوطن وادت الى لغة تفاهم وصداقات شخصية بين منتسبي هذه القطعات والطيارين ، ، مما ادى الى حدوث مشاكل عديدة وعدم فهم القطعات الارضية لامكانيات السمتيات وطبيعة عملها وادى ذلك لاسقاط واصابة عدد من طائراتنا من قبل قطعاتنا الارضية . اعتادت الفرق العاملة في الشمال وقبل بدأ الحرب مع ايران بان تعتمد على الطائرات المسلحة ( الالويت 3 ) السرب 30 بحسم المعارك نتيجة لاندفاع واخلاص الطيارين في تنفيذ الواجبات المكلفين بها وتجاوزهم احياناً على التعليمات او المناطق المخصصة لتنفيذ الواجب بقدر عالي من الشعور بالمسؤلية وبذلك كانت الفرق العاملة تحصل على النتائج النهائية ويتم تجييرها لفعاليات فرقهم وتكون ضمن مواقفهم اليومية لانجازاتهم،وقد تعرض طياروا السرب 30 للمحاسبة بسبب كثرة اصابة الطائرات بالاسلحة المعادية وشكوى الهندسة الجوية من ادامة المواد الاحتياطية لتعويض الاصابات وكلفتها العالية , مما ادى الى اصدار الاوامر للطيارين بعدم الطيران الواطيء والتحليق خارج مديات الاسلحة الخفيفة المعادية .. نفذنا هذه الاوامر رغم عدم قناعتنا بها, وخلال تنفيذنا لهذا الامر لم تحدث اية فعاليات ايجابية نتيجة عدم تمييزنا للاهاداف وكذلك اصيبت عدد من طائرات الانزال ( مي 8 ) بالاسلحة المعادية بسبب عدم الاسناد مما اجبر القيادة على الغاء الامر السابق ومنحنا حرية العمل .. وهذا الحال لم يكن يشمل الفرق المدرعة او الالية لعدم مشاركتها في تلك الفعاليات. بدأ الحرب وفعاليات السمتيات مع بدآ القتال منذ يوم 4 أيلول 1980 شاركت طائراتنا السمتية في تقديم الاسناد للقطعات من خلال الاسناد الناري المباشروالاستطلاع من قبل طائرات الغزال ومي25 وعمليات نقل القطعات بواسطة طائرات مي8 ومي 6 ، وكان اول واجب قتالي تكلف بها السمتيات يوم 7/9/1980 بالبحث عن المدفعية المعادية التي تقصف مدننا الحدودية في العمق الايراني دون اية احداثيات او دلالة ، ونتيجة مثل هذه الواجبات تم اصابة عدد من طائراتنا من قبل القوات المعادية وقطعاتنا الارضية وخصوصا عند عودتها من عمق الاراضي المعادية لاعتقادهم بانها طائرات ايرانية ( بسبب عدم التمييز و التدريب المشترك المسبق ) ،اول الشهداء من طياري السمتيات النقيب الطيار محمد عبيد من السرب 31 غزال بتاريخ 11 ايلول 1980 اثناء تنفيذ واجب الاسناد في منطقة سيف سعد حيث اصيب اصابة مباشرة اسفل البطن وتمكن الطيار الثاني من الهبوط بالطائرة وتحطمها اثناء الهبوط نتيجة الاصابة المباشرة وتم نقلهما بواسطة عجلة مدرعة لعدم تمكن الطائرة الثانية وطائرة الانقاذ من النزول لشدة الرمي واستشهد النقيب محمد عبيد خلال نقله بعد ان نزف بشدة ،كذلك طائرة مي8 بقيادة الملازم الاول الطيارصباح جسام والملازم الطيار محمود شكر ونائب ضابط براد جوي اسقطت بتاريخ 23 أيلول 1980 ،استشهد فيها معهم الشهيد العميد الركن عدنان شريف رئيس اركان الفرقة الثانية وضباط ركنه وطائرة مي 25 بقيادة الشهيد النقيب الطيار جميل عبد دروبش والملازم الاول الطيار فائز عزاوي بتاريخ 12 تشرين اول 1980 في قاطع سربيل زهاب وطائرة غزال بقيادة الشهيد الرائد الطيار غضبان احمد معيوف وطائرات أخرى اغلبها اصيبت بنيران قطعاتنا الارضية للسبب الذي ذكرته آنفاً . وبعد استقرار المواضع الدفاعية بعمق الاراضي الايرانية كان يتم تكليف الطائرات السمتية من قبل فرق المشاة وبنفس الاساليب القتالية في معارك الشمال ،بمهاجمة المواضع المعادية ويأملون بحصد النتائج كما كان يحدث في معارك الشمال مما ادى الى وقوع حوادث للطائرات وتحطمها واستشهاد عدد من الطيارين لواجبات غير ضرورية ويمكن الحصول عليها يواسطة اسلحة ومدفعية القطعات الارضية،وكذلك حصول عدد من المشاكل مع القادة بسبب سوء الاستخدام،فعند تحطم الطائرة او استشهاد طاقمها لا تكون الخسائر نتيجةً الاستخدام الخاطىء من الفرقة التي طلبت تنفيذ الواجب ،وعلى العكس من ذلك عندما تأتي الطائرات بنتائج جيدة يكون عمل تعرضي جيد للفرقة والخسائر تتحملها القوة الجوية،وكذلك الحال في تقارير المهمة لفعاليات السمتيات اذا كتبت في مقر الفرقة او الفيلق فتحسب للفرقة او الفيلق واذا كتبت في القاعدة الجوية فتحسب لفعاليات القوة الجوية ، ولا يتم ذكر اية فعالية لسلاح السمتيات ، وعليه فلا توجد اية فعاليات تذكر لها. اجتماع السيد رئيس الجمهورية مع مقاتلي السمتيات خلال هذه العمليات حصلت حادثتين مهمتين اولهما في قاطع الفيلق الثاني وكما ياتي ، بتاريخ 19 /10/1980 كلفت طائرتي غزال بواجب التعرض على اهداف معادية في منطقة (كوهينة )،ولعدم الدقة في تمييز المواضع المعادية تم اصابة مرصد عائد للفرقة الرابعة ادى الى استشهاد ضابط واصابة اثنين من المراتب , علما بان الهدف كان ضمن مدى اسلحة الاسناد الارضية ولا داعي لاستخام الطائرات السمية لمعالجته. والحادثة الثانية حصلت في قاطع الفيلق الثالث وايضا يوم 19/10/1980 حيث كلفت طائرتي غزال بواجب مهاجمة وتدمير القطار المتجه من الاحواز الى عبادان بقيادة الرائد الطيار (هـ ا ت ) والنقيب الطيار الشهيد نجيب يوسف منصور (استشهدفي 14 نيسان 1981 في الشوش الفرقة 3 ) ،وبعد توغلهم بالعمق الايراني وعبورهم نهر الكارون تتبعوا سكة القطار لم يعثروا على القطار وعادوا دون تنفيذ الواجب وعند مناقشة تقرير المهمة في حركات الفيلق انبرى احد ملاحي القوة الجوية ( المستشار الجوي للفيلق ) بتحميل الطيارين مسؤولية فشل المهمة وذلك لسوء الملاحة والتوقيت وكان حاضرا الايجاز العقيد الطيار قوات خاصة محمد عبدالله الشهواني (مستشار وزير الدفاع ) الذي قال للملاح انت ملاح وكان عليك مرافقتهم بهذا الواجب الذي هو بالاساس خطأ في تكليف الطائرات السمتية بالواجب وانما هو من واجبات الاسناد الارضي لطائرات القوة الجوية التي انت ممثلها في الفيلق ، والغي الواجب وعادت الطائرتين الى السرب،وتم عرض الحادثتين على القائد العام للقوات المسلحة رئيس الجمهورية مع بعض التقارير بخصوص عمل السمتيات ودورها خلال المعارك .وحينها لم يكون هناك مستشار او ضابط ركن يمثل السمتيات في مقرات الفيالق وكان مستشار القوة الجوية هو من يقرر تنفيذ الواجبات التي تكلف بها السمتيات مع العلم بان المستشار لا يستطيع مناقشة الواجبات لعدم المامه بامكانيات السمتيات لعدم وجود سياقات لعملها . والحق يقال كان لمستشاري وزير الدفاع الشهيد العقيد الطيار الركن دروع سمير احمد ايوب والعقيد الطيار قوات خاصة محمد عبدالله منذ يوم 4 ايلول ( سبتمبر) دورا فعالا ومميزاً في اسناد طياري السمتيات معنوياً وقتالياُ من خلال المشاركة الفعالة معهم في عمليات الاستطلاع والتعرض على الاهداف المعادية ،بالاضافة الى حمايتهم من المشاكل التي جابهتهم في بداية الحرب نتيجة لعدم الالمام بمهام هذا السلاح الجديد وتحديداته وطبيعة عمله. يوم 22 تشرين الاول ( اكتوبر) 1980 استدعى رئيس الجمهورية القائد العام للقوات المسلحة نخبة من امري اسراب ومقاتلي سلاح السمتيات لاجتماع حول فعاليات السمتيات ودورها في المعارك .استهل رئيس الجمهورية الاجتماع بالترحيب بالمقاتلين قبل ان يبدأ تعنيفهم غاضبا من ادائهم في المعارك قائلا لهم اين انتم من الدفاع عن العراق؟؟وما هو دوركم وماذا ستقولون لاولادكم مستقبلا عن دوركم في هذه الحرب المصيرية ؟، وكان واضحاً من طرحه ان الصورة التي قدمت له لا تنصف فعاليات السمتيات والدور الكبير والتضحيات التي قدمت لحد ذلك اليوم ! ،عندها انبرى الشهيد البطل المقدم الطيار قاسم عاتي عذار آمر السرب 61 مي25 ((استشهد بتاريخ تشرين الثاني( نوفمبر) 1980 في قاطع الكارون (السليمانية )) ، وقدم شرح مفصل عن دور السمتيات والصعوبات التي تجابه الطيارين وان سبب عدم ذكر فعاليات السمتيات هو ان نتائج فعالياتهم تكون اما ضمن فعاليات الفيالق اذا تم تدوين تقارير المهمات في مقر الفيلق او تكون ضمن فعاليات القوة الجوية اذا دونت تقارير المهمات في القواعد الجوية ، واما التضحيات فلا احد يذكرها في الخسائر فالفيالق لا تذكرها لكون الطائرات ساندة وعائديتها للقوة الجوية والقوة الجوية لا تذكرها لكون اوامر التنفيذ تكون من الفيالق وبذلك تكون ضمن خسائر الفيلق ، وهكذا تم اغفال دور سلاحنا وفعالياتنا وتحسب للاخرين دون ذكر لدور السمتيات ، وبعد نقاش وسماع القائد العام للتفاصيل تفهم الحالة وانتهى الاجتماع وعاد الطيارين الى اسرابهم… يوم 23 تشرين الاول (اكتوبر)1980 صدرت توجيهات من القيادة العامة للقوات المسلحة وعلى ضوء اجتماع القائد العام مع مقاتلي السمتيات و كما يلي: 1- تمييز دور طيران الجيش في بيانات القيادة العامة للقوات المسلحة. 2- تمثيل طيران الجيش في المقرات البرية من خلال المستشارين الجويين ( ضابط ركن من طيران الجيش ). 3- تعيين يوم خاص لطيران الجيش اسوة بيوم القوة الجوية والقوة البحرية .والقيام بفعالية مميزة لطيران الجيش في هذا اليوم. 4- التخطيط لاستخدام الجهد السمتي المخصص بصورة مشتركة (طيران الجيش والقطعات الارضية ) وتكون السيطرة عليه بصورة مركزية من اعلى مستوى بمقر الفيلق وبالتشاور مع امر جناح الطيران ذو العلاقة بمنطقة المسؤولية.