مهمة قتالية مميزة للصقر النقيب الطيار عامر عبد الله

26 أبريل , 2020
* في ذكرى هذه المهمة المميزة نود ان نشارك قراءنا بفاصل زمني من مراحل صنع غلاف كتاب ” مقاتلات الميراج العراقية في المعارك ” . والتي رسمها الفنان والكاتب المساعد واثب القزويني , والتي تُظهر مقاتلتين من نوع ” ميراج ف 1 أي كيو 5 ” في طريقهما إلى جزيرة فارسي لتنفيذ واجب شهير في صباحٍ غائم , بتاريخ 21 نيسان 1988م.
في مثل هذه الأيام , قامت مقاتلتين من نوع ” ميراج ف 1 أي كيو 5 ” بقيادة كل من النقيب الطيار عامر عبدالله , والملازم الطيار م.ن., غادرت المقاتلات قاعدة الشعيبة الجوية متوجهة نحو جزيرة فارسي لتنفيذ واجب الهجوم باستخدام صواريخ موجهة ليزرياً من نوع ‘’ AS.30L ‘’ .
بعد القيام بعملية الإرضاع الجوي “تعبئة الوقود جواً ” , اقتربت المقاتلات من الجزيرة من الشمال الغربي. في يوم غائم جداً , ساهم انخفاض مستوى الرؤية بتصعيب عملية التعرف على الهدف من قبل النقيب الطيار عامر عبدالله.
” مستوى الرؤية كان سيئًا عندما دخلنا منطقة الهجوم ولهذا لم أستطع تحديد موقع الجزيرة لأنها كانت صغيرة وكان الطقس سيئًا , لذلك قمت بسؤال الرقم 2 ان كان قادراً على رؤية الجزيرة , الا انه لم يتمكن من رؤيتها ايضاً. وبالتالي تم إلغاء الهجوم الأول. بعدها شاهدت الرقم 2 وقد قام برمي ستارات التشويش الحرارية لمرتين فطلبت منه ان يحاول التعرف على الجزيرة بشكل بصري “
عازمًا على إكمال مهمته ، قام النقيب عامر بمرور آخر على الجزيرة ، تمكن خلاله من إطلاق صاروخ من نوع AS.30L أثناء طيرانه على ارتفاع 200 متر من مسافة 4.1 كم فقط.
عندها قامت المضادات الأرضية الإيرانية بالانتباه للهجوم ، وعندما كان النقيب عامر يقوم بالانفصال عن الهجوم , تم ضرب عادم الطائرة بصاروخ أرض – جو محمول على الكتف من نوع ” سام 7 ستريلا ” .
” لقد قمت بالإقفال على الهدف بشكل متأخر وكذلك الرمي كان متأخراً ايضا , لكنني تمكنت من إصابة الهدف إصابة دقيقة ومباشرة , قمت بإبلاغ الرقم 2 ان الإصابة كانت ” DH”  ( مختصر Direct Hit في الإنكليزية اي “إصابة مباشرة” ) لكنني وعندما باشرت بالمغادرة من الموقع شعرت بضربة قوية على الطائرة. “
لعدة دقائق ، حاول الطيار العراقي السيطرة على طائرته ولكن دون جدوى. مع عدم قدرته على الوصول إلى العراق بـ 48٪ فقط من قوة الدفع , كان لدى النقيب عامر فكرة أفضل , باستخدام منظومة تنظيم الطوارئ والتي تستخدم في حالة وجود خلل في قوة دفع المحرك EMG REG لجعل الطائرة قادرة على الطيران , قرر النقيب عامر التقرب من الساحل السعودي بارتفاع 500 متر بتوجيه من الملازم م.ن. , وطلب اذن الموافقة لتنفيذ هبوط اضطراري في مطار الظهران بالمملكة العربية السعودية.
”  اشتعل عندي ضوء منظومات ,Hydro, Oil Yaw, Pitch, Roll , قمت باستخدام منظومة التزييت الاضطراري لكن ولكثره الأعطال لم اكن قادر على الاستمرار بالطيران وعليه قررت القذف الى البحر. ومع ذلك ، كنت أخشى أن تفشل العملية كان الأمر الأخير هو محاولة الوصول إلى الساحل والقذف باتجاه الأرض ، لذلك قررت أن أطير حتى تحترق الطائرة تمامًا .
ثم ، ذهبت نحو شاطئ البحر وبحثت عن مكان مناسب لهبوط الطائرة ، لكن لم أستطع العثور على أي مكان . ذهبت إلى مطار الجبيل ولاحظت من الجو أن المطار مغلق بسبب سوء الأحوال الجوية مع وجود علامة على المدرج تدل على ذلك. ثم قليلاً إلى الأمام ، لاحظت أن هناك طائرة بوينج تقوم بالإقلاع حتى عرفت أن هناك مطارًا أمامي! أخيرًا رأيت مطار الظهران العسكري لذا خفضت السرعة واخرجت معدات الهبوط “
ومع ذلك ، لم تكن هذه نهاية اليوم بالنسبة للنقيب الطيار عامر ، حيث أنه بعد لمسه المدرج تعطلت فرامله مما ادى الى قيام طاقم المطار استخدام الحاجز السلكي الثقيل والذي أنقذ حياته .
” أعتقد أنني لم أكن ناجحًا في خفض سرعة الطائرة حيث كانت جميع منظومات تقليل السرعة معطلة, باستثناء تروس الهبوط المنتشرة ومحرك يعمل جزئيًا … حاولت الهبوط بدون مكابح حتى لمست الأرض ونشرت المظلة. اشتعلت الإطارات في النيران لذا أوقفني الحاجز السلكي وتم إنقاذي, تم نقلي إلى مستشفى القاعدة الجوية لعلاج وتنظيف وجهي بسبب الإصابات التي لحقت بي أثناء كسر حاجز الأسلاك , بعد إخماد حريق العجلات ، بدت الطائرة “بحالة جيدة” ، باستثناء علامة الضرب (إصابة صاروخ الستريلا) على العادم الخلفي للطائرة. عشت تجربة غريبة لأنها كانت مميتة ولكن الحظ ساعدني. أخيرًا ، عدت إلى العراق في الساعة 2 صباحًا على متن طائرة جت ستار “.
* المذكرات القتالية للنقيب الطيار عامر عبدالله . 20-23 نيسان 1988م.