حدث في مثل هذا اليوم 23 / 9 / 1980 ج/ الاول

29 سبتمبر , 2020

 

في مثل هذا اليوم من عام 23-9-1980 ومن خلال طلعة جوية ضد العدو الفارسي بالساعة 900 وأثناء العودة بالساعة 930 أطلقت على التشكيل 4 صواريخ سام 6 من قبل كتيبة د/ج المفاعل وأصيبت طائرتي وهبطت بالمظلة فوق الأسكندرية وأخذتني الرياح بأتجاه سلمان باك  والناس ترمي علىَّ ظناً منهم بأني أيراني وأصيبت يدي اليسرى وتجمع الناس في الجهة المقابلة من سلمان باك وسحبت المظلة وهبطت بوسط نهر دجلة وتحررت من المظلة وكان هناك فلاحين أثنين يراقبون الوضع وأمامهم زورق صغير فسبحت مسافة قليلة والدم يسيل من أنفي ويدي وشفتي ظنا مني أن هؤلاء الفلاحين سيهرعون لأنقاذي وأنا أصرخ أخوان عراقي أخوكم عراقي …!! ولا من مجيب وكنت مرتديا البوت الأيطالي وبدلة الضغظ وقد أمتلئت بالماء وتشنجت رجلي اليسار ولم أستطيع المقاومة وأصبحت  في وضع حرج جدا وأنا أصرخ عراقي أخوان عراقي..فأنهارت قواي ودخلت للماء بعمق 1م من شدة التعب وخرجت من الماء صارخا يا ناس عررراااقققي….ومرة ثانية دخلت الماء وفي الثالثة أنهارت قواي بشدة وغطست أكثر من 3م وأصبحت رجلي في الأرض وأنا أبلع الماء والطين ودعوت ربي أن ينقذني وجاء في ذهني أن الغريق شهيد وبكيت في الماء حقا …وبلحظة جائتني قوة رهيبة فضربت الطين برجلي وخرجت من الماء ( صحوة موت)
صارخا عرررراقي ولا من مجيب فأيقنت الآن بأني سأموت غريقا فأخذت نفساً عميقاً وقلت أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ولحظة دخولي للماء رأيت من جهة اليسار زورقا مسرعاً بلون أبيض وأحمر وقلت جاء لأنقاذي وفعلا بقيت يداي خارج الماء وبلحظة فرج ربانية تم سحبي للأعلى وتشاهدت بنفس طويل وقلت لهم أخوكم عراقي وأسقطت طائرتي عن طريق الخطأ وأسرعوا بي إلى الشاطيء حيث تجمهر الناس وهم يهتفون تيسر والله تيسر يسرناه والله تيسر فقال لهم المنقذون ( رجال المخابرات العامة) لا تهتفوا إنه عراقي وحملوني إلى أعلى الجرف وفي لحظة حضن رأسي أحد الرجال المنقذين ويقول لا لا مو دا أنكلك عراقي وصوت الطلقات يدوي وإذا بأحد أفراد الجيش الشعبي يحاول أيذائي ظنا منه بأني أيراني…وحملوني مسرعين نحو مستوصف صحي تابع لدائرتهم وعندما أنرلوني جائت مستخدمة مسرعة وبصقت على وجهي وهو مخضب بالدماء فقلت لها لج ليش مو آني أخوج عراقي …فأدخلوني لصالة العمليات وجائت أخت كريمة ممرضة وقالت لي أخويه أنفك ينزف نتيجة شق في الأرنبة وهذه المنطقة لا تبنج ويجب أن أخيط الجرح لكي أوقف النزيف فقلت لها توكلي على الله وكان ألم شديد ثم طلبت منهم أن يحضروا لي ضابط لكي أتفاهم معه خوفاً على نفسي من شدة الموقف فجائني رجل وقال لي أن نقيب عباس فقلت له أخي اني أخوكم عراقي قال نعم نعلم فقد أتصل بنا المقدم الركن الحكم حسن علي آمر قاعدة الرشيد حينها وقال أهتموا بالطيار بعدها نقلوني إلى مستشفى الرشيد العسكري وفي سيارة الأسعاف كان معي ضابط مخابرات أسمه أحمد فقلت له آني أخوك ودخيل عندك فقال لن أسمح لأي فرد أن يتقرب عليك ….وقد أستفرغت من بطني الماء والدم والطين وشعرت بأني مبنج ولا أستطيع  الكلام وأدخلوني لصالة عمليات الرشيد العسكري وبلحظات  تم قص بدلة الطيران وأبقوني بالملابس الداخية فقط وهم يرفعون رجل ويخفظون الأخرى فضربت رجلي بالسرير وقلت للدكاترة وخروا أقوى من الزمال تحت أيديكم وسألوني هل عندك أحد نتصل به فقلت نعم عمي لواء ركن متقاعد معاون رئيس أركان الجيش حسن صبري محمد علي ورأيت أحد الأطباء يبتسم عرفت بعدها إنه غسان حسن وأبوه ايضا لواء متقاعد ومن دورة عمي الله يرحمهم …وجائني ن ض صبيح وهو مضمد من أهل الوزيرية فقبلني وصاح بأعلى صوت حبيبي كفاح فقلت له دكلهم الخارج يسرى مال الوزيرية لكي يطمئنوا أكثر فقلت له أرجوك خذ بالك من أغراضي سويج السيارة وقلادة ذهب عليها آية الكرسي ،ثم نقولي لغرفة العناية خوفا من أن يكون هناك نزيف داخلي وهناك رآني مضمدتان وتقول إحداهما للأخرى لج هذا شلون أيراني يحجي عراقي بلبل..؟ وتقول الأخرى لها لج لا هذا شكولة شكول سوري إذا ما طلع سوري أيدي أكصها…وجاء العميد الطبيب الجراح عبد الخالق الأزري وشاهدني وبالمناسبة ن ض أمن مستشفى الرشيد لم يفارقني وبيده المسدس والطارق مسحوب…!! ومن بعدها نقولوني إلى الردهة الثانية في مستشفى الرشيد وللحديث بقية إن شاء الله…..
اللواء الطيار الركن بطل القادسية .