حادثه الطائرة المزدوجة الميج 21 المرقمه 1038

26 يناير , 2020

للعميد  الطيار الركن محمد طارق عمر

اليوم 26-1-1975 في منهج الطيران لدي طلعه قتال جوي واحد ضد واحد مع النقيب الطيار خالد محود مسلط اوجزني امر السرب حول كيفيه تنفيذ الطلعه في غرفته وحالما اردنا الخروج من الغرفه الى خط الطيران لتنفيذ الواجب رن هاتف الامر واذا بالرائد المهندس رشدي عطيه امر معمل تصليح الطائرات يطلب من نقيب خالد بارسال طيارين اثنان لفحص طائره ميك 21 YM  مزدوجه عائده للسرب 11 حيث تم تبديل محركها بمحرك جديد وحيث ان السرب 11 ارسل ضباط احداث برتبه ملازم فطلب امر المعمل فحصها من قبلنا ومن قبل ضباط ذوي خبره ومن ثم تسليمها الى ضباط السرب 11 بعد القرار على صلاحيتها فقال نقيب خالد طيب ساحضر انا لفحص الطائره ومعي ملازم اول محمد طارق والتفت الي قائلا هيا سنذهب الى فحص طائره في معمل تصليح الطائرات ومن ثم نكمل واجب القتال الجوي بطلعه لاحقه وهكذا ذهبنا سويه الى ساحه وقوف طائرات معمل تصليح الطائرات وتم استلام الطائره الميك 21 YM  المزدوجه المرقمه 1038 وطلب مني خالد بالجلوس في المقصوره الخليفه لمراقبه العدادات وسيقوم هو بالطيران بالطائره من المقصوره الامامية وتم تشغيل الطائره وفحصها على الارض وكانت كل العدادات والمؤشرات طبيعيه وتم الدرج والاقلاع والتوجهه الى منطقه الطيران رقم واحد الجنوبي والتسلق الى ارتفاع 5000 متر وعمل دورانات بمختلف السرع ومن ثم تم اجراء بعض المناورات العموديه من الالعاب الجويه وبعدها تم التسلق الى الارتفاع 11 الف متر اي 34 الف قدم وتم اختراق حاجز الصوت وصولا الى سرعه 1.5  Mach  اي بسرعه مره ونصف بقدر سرعه الصوت وتم مراقبه حركه المخروط حيث تقدم الى الامام حسب وضعيه هذه السرعه وهنا تم ارجاع الحارق الخلفي الى وضعيه ال 100% والعوده الى المطار ولحد اللحظه كانت الامور كلها طبيعيه وبينما كنا نقترب باتجاه منطقه السلمان وبارتفاع 6000 متر حدثت فرقعه وانطفأت الطائره على اثرها فقال خالد :طارق لقد انطفأ المحرك فكانت اجابتي طيب سيدي لنشغلها مره ثانيه فقام هو باول محاوله تشغيل صحيحه ولم تتجاوب الطائره وفي المره الثانيه والثالثه كذلك لكني لاحظت بان ال RPM  يسجل كما يلي حيث ان المؤشر N1 يقف على RPM 40  والمؤشر N2  يقف على ال 20 RPM  وانهما ثابتتان في محلهما بدون اي حركه او اهتزاز وحيث يجب ان تكون الحاله بالعكس اي ان يكون الفرق بينهما من 12-18 فقط بشرط ان يكون ال N2  اكثر من ال N1  ولاحظت اشتغال ضوء ضغط الدهن عندي في المقصوره الخلفيه ولعدم وجود مؤشر ضغط الدهن في المقصوره الخلفيه وتفاديا للشك بان لايكون هذا انعكاس ضوء الشمس قلت لخالد سيدي ضوء الدهن عندي يضى مالموقف عندك حسب المؤشر فقال لقد فقدنا ضغط الدهن فقلت له سيدي هذه حاله تجييم المحرك وهنا اشتغل ضوء الحريق فقام خالد بمحاوله اطفاء الحريق الا اننا لم نفلح بذلك واشعرنا السيطره الجويه بمكاننا وقررنا ترك الطائره بواسطه كرسي القذف فضغط خالد على العتله من المقصوره الاماميه فانطلقنا خارج الطائره واصبت بحاله اغماء موقت نتيجه ال G العالي والذي يبلغ 20 G اي 20 ضعف الجاذبيه الارضيه وحيث ان وزني هو 65 كيلو غرام فان وزني اصبح في تلك اللحظه 1300 كيلو غرام وعندما افقت كانت المظله مفتوحه وشاهدت مظله خالد ايظا مفتوحه فحمدت الله وبدأنا هبوطنا باتجاه الارض حيث كنا قد تركنا الطائره بارتفاع 1800 متر ونحن نهبط بالمظله سمعت صوت طائره هليكوبتر فالتفت فوجدتها تقترب نحونا وكنت افكر في تلك اللحظه باحتماليه عدم مشاهده الطيار لنا مما سيسبب قتلنا بمراوح طائرته وتبين لاحقا بان الطائره السمتيه كانت في نفس المنطقه وسمعت نداءنا فتوجهت لانقاذنا وكان طيار السمتيه هو الملازم اول الطيار حميد العيثاوي وهو من دورتنا الدوره 19 من مجموعه العراق وكان الحادث في موسم فيضان نهر ديالى والمنطقه مغطاه كلها بالماء وكنا نبحث عن منطقه يابسه كي نهبط عليها وهبط خالد قبلي ونام على الارض ولم يتحرك فقلقت عليه وبينما انا اقترب من الارض تذكرت الحادثه الاولى وكيف سحبتي المظله وخرطوم الاوكسجين فتخلصت من خرطوم الاوكسجين ورميته في الجو وفتحت القفل الاول للمظله وابقيت القفل الثاني فقط  وحال ملامستي للارض في منطقه يابسه لكنها محاطه بالماء من كل الجهات ضغطت على القفل الثاني وتحررت من المظله كل هذا وخالد لايزال متمدد على الارض بدون حركه وصلت الهليوكبتر ولم يتمكن الطيار من الهبوط بسبب المياه فاشرت اليه انا بخير اذهب لانقاذ خالد اولا فلم يوافق الطيار ورمي بحبل الانقاذ لي فربطته على خاصرتي بعقده الانقاذ وتم رفعي الى الطائره وتوجهنا نحو خالد وكانت المسافه بيننا بحدود 500 متر وكانت فسحه ارض عنده كافيه للنزول فهبطت السمتيه وتم رفع خالد وكان متالما جدا حيث اصيب بخلع في كتفه الايسر واقلعت السمتيه باتجاه مستشفى الرشيد العسكري وهبطت في ساحه المستشفى وتم نقلنا بالنقالات الى غرفه الاشعه وكان امر المستشفى والاطباء الاختصاصين بانتظارنا وتم اخذ صور بالاشعه لنا من قمه الراس الى اخمص القدمين ورقدنا في غرفه واحده في قسم الجراحه وكانت نتيجه تقارير الاشعه اصابه خالد بخلع في كتفه الايسر مما اضطرو لاجراء عمليه جراحيه له وانا اصبت بكسر انكباسي في الفقره السابعه والثانيه عشر في العمود الفقري وعلى اثرها كنت اشعر دوما بالالام شديده في ظهري وكان الطبيب المعالج هو الدكتور مظفر حبوش وتم اعطائي برنامج علاج طبيعي