بعضاً من ادوار اسلحة الجو العراقية في الحرب مع ايران 1980 – 1988 الحلقة التاسعة

4 ديسمبر , 2016

 

 

بعضاً من ادوار اسلحة الجو العراقية في الحرب مع ايران

1980 – 1988

الحلقة التاسعة

 

التجريد الجوي

التجريد الجوي هو أحد مهام القوة الجوية الرئيسة ( الغير مباشرة ) يستهدف تدمير  احتياطات العدو التعبوية والتكتيكية وعزل ميدان معركته عن مناطق تموينها ادارياً وفنياً وقطع طرق مواصلاته البرية والبحرية مما يسهل على القوات البرية التعامل معه .

يقسم التجريد الجوي الى تجريد قصير الامد وطويل الامد …وقد ظهر من خلال استخدام القوة الجوية العراقية  في الحرب مع ايران العديد من الاستخدامات والمفاهيم  التي أضيفت الى الدروس الجوية المستنبطة  في الحرب العالمية الثانية وما تبعها مثل مبدأ تجريد ساحة المعركة وتداخل مهام التجريد مع مهام القصف الاستراتيجي ذات التاثير المباشر على ادامة الآلة العسكرية الايرانية كالموانىء والسفن في عرض البحر ومعامل الانتاج الحربي والانتاج النفطي وتاثيرهما الاجمالي على الاقتصاد  الإيراني مما اضطرها الى استخدام الكتل البشرية لمعالجة النقص في الميزان العسكري ورغم ذلك لم ُتوقِف الحرب مع العراق واعتبرت ذلك فرصة ثمينه لقتطاع جزء آخر منه وضمه الى اراضيها رغم المطالبات العراقية المستمره طوال سنوات الحرب الى وقف القتال ، لقد استطاعت القوة الجوية العراقية  بعد حصولها  على وسائل الاستطلاع الحديثه كشف  الاهداف الايرانية الاستراتيجية كلها  واصبحت إيران عبارة عن هدف كبير تستطيع معالجة اي بقعة مهمة مؤثرة فيه في سبيل انهاء الحرب ومع ذلك رغم حاجة ايران الملحة لايقاف القتال لكنها لم توقفه ، ففي السنوات 1980 – 1981 تم شل/ تدمير اهداف التجريد المتداخلة مع الاهداف الاستراتيجية بواسطة طائرات السوخوي/ 22 والميج/ 23 –B  من القواعد الجوية  الجنوبية ، ( قاعدة  الوحدة وعلى بن ابي طالب ) لأهم  الاهداف وهي  ( مصافي نفط عبادان ، معمل نفط الويس ، محطة ضخ نفط آغا جاري ، ميناء سيروس العائم في الخليج العربي ، محطة ضخ نفط غره ، محطة ضخ رام هرمز ، بهبهان ، ميناء بندر شاهبور ( خميني ) ، ميناء ماشهر ، معمل الحديد والصلب في الاحواز ، محطة كهرباء مدينة الاحواز ، اذاعة الاحواز ، مخازن عتاد ديزفول ، محطة كهرباء اغا جاري ، خزانات النفط في الاحواز ، تدمير عدد من السفن الراسية في ميناء بندر شاهبور ، معمل البتروكيمياويات في ميناء بندر شاهبور ( خميني ) ….الخ )   .

اما في المناطق الشمالية من إيران والتي تقع ضمن مسؤولية قاعدة الحرية وقاعدة فرناس وابي عبيدة الجوية فقد تم شل / تدمير الاهداف الاتيه (العديد من المعسكرات والتحشدات الايرانية في مناطق جندريان ، الرضائية ، تبريز ، وسنندج ، وكيلان والمناطق المواجهة الى مندلي ، نفط شاه ، وقصر شيرين ، ومناطق التحشدات المدرعة في سربيل زهاب ، وعيلام ، وكرمنشاه ، دهلران وسومار …ناهيك عن اهداف لتحشدات إيرانية داخل العراق في ذات الوقت (1980– 1981 ) في جبال كردستان بعد التحالف الايراني مع متمردي (البيشمركة) من حزبي الاتحاد الوطني الكردستاني برئاسة جلال الطلباني  والديمقراطي الكردستاني برآسة مسعود البرزاني ، في مناطق بنجوين وسيد صادق وبيارة وطويلة وحلبجه في قاطع السليمانية وايضاً في قاطع اربيل ودهوك  حتى المثلث العراقي الايراني التركي وقد تخلل ذلك ايضاً مهام اسناد جوي قريب بعد تخصيص قوات برية عراقية في تلك القواطع .

 وقد  شاركت طائرات الميراج ف/1 بعد تكامل اسرابها  بمهام التجريد المتداخلة مع مهام القصف الاستراتيجي في شمال ايران مثل (مصفى تبريز ، جسر قطور الاستراتيجي ، جسر قافلانكو ، محطة كهرباء نكا على بحر قزوين ، مصفى طهران معامل الالمنيوم في لاراك ، محطة الاقمار الصناعية ، مضخات نفط فرعية عديده  ، شبكات توزيع الطاقة الكهربائية ، محطة الاذاعه في جبل نوح ، سد الدز …الخ) ، وفي جنوب العراق ساهمت الميراج في ذات الوقت استهداف ( محطة ضخ النفط في بيبي حكيمة ، وتنكي فني ، وجاسك ، امام  حسن ، ارصفة جزيرة خرج ، معمل شوشتر ، معمل  بندر خميني للكيمياويات ، العديد من الطرق المهمة والجسور منها تل الزنك وغيرها …) .وسوف ارد الى بعض اهداف التجريد الاخرى المتداخلة مع الاهداف الاستراتيجية لاحقاً   .

المراجع

اللواء الطيار الركن صلاح اسماعيل الولي

اللواء الطيار الركن قيس ربيع عبد الرحمن

كتاب القدرات والادوار الاستراتيجية لسلاح الجو العراقي في الفترة 1931- 2003 للواء الطيار الركن الدكتور علوان العبوسي.