بعضاً من ادوار اسلحة الجو العراقية في الحرب مع ايران 1980 – 1988

22 أكتوبر , 2016

بعضاً من ادوار اسلحة الجو العراقية في الحرب مع ايران

1980 – 1988

الحلقة الثانية

 

الفريق الأول الركن الطيار عدنان خير الله وزير الدفاع يهنئ ويستفسر عن الضربات الجوية لقاعدة الحرية الجوية  لهذا اليوم ( 22 ايلول 1980)

في الساعة 2030 أتصل هاتفياً الفريق الأول الركن الطيار عدنان خير الله بالأخ آمر القاعدة في غرفة الحركات  مهنئاً بسلامة تشكيلاتنا كافة ومستفسراً عن الضربات الجوية لهذا اليوم فما كان لأمر القاعدة الا أن قال لسيادته: ( سيدي لو تسمح تتكلم مع آمر جناح الطيران  ليوضح لسيادتك ماهية هذه الضربات… ) وبعد أن حييت سيادته… قال الحمد لله على سلامتكم والله يحفظكم.. وضحك معي بلطف مجاملاً ( يعني شلون احنا مع كلية الأركان ) قلت لسيادته أولاً أنا أشكر سيادتك على الموافقة وثانياً الأركان تأتي بوجودك سيدي ونحن الأن في وضع أهم بكثير من دخولي كلية الأركان ، لو تعلم سيادتك كم أنا سعيد ومسرور وأنا أطير مع ضباطي أعلمهم سياقات الطيران في مثل هذه الظروف الدقيقة للواجبات الحقيقية التي معظمهم لم يعتاد عليها وانشاء الله تسمع دائماً اخبارنا الطيبة اجابني بارك الله فيكم وهذا ليس بغريب عليكم فأنتم الطيارون تتسمون بالدقة والحرص والانضباط العالي والتضحية في سبيل المبادئ ، سألني عن التنفيذ لهذا اليوم شرحت له التفاصيل الدقيقة كافة للواجبات وما هو دور كل طيار في الواجب واندفاعهم والتزامهم العالي في التنفيذ ، شكرني مرة أخرى وأثنى على الجهود المبذولة وكلفني بايصال تحياته الى الطيارين كافة ، كان آمري الاسراب والوحدات يسمعون هذا الحوار الذي يدور بيني وبين السيد وزير الدفاع وهم في غاية السرور والامتنان لسيادته وفي الحقيقة كان لوقع المكالمة هذه  أثر بالغ في شحذ هممنا خاصة ونحن نعلم ان السيد الوزير يتابع سير عمل القوة الجوية أول بأول واستطاع بفترة قصيرة أن يقف على متطلباتها كافة بعد أن شاركنا في التدريب والواجبات القتالية وتفهم تفاصيل الاداء الدقيقة ودور وأهمية هذا السلاح الخطير اذا ما أحسن استخدامه .

في مقابلة مع آمر جناح طيران قاعدة الحرية الجوية الذي قاد جزء من تشكيلات  الضربة الجوية الشاملة الاولى من هذه القاعدة أكد ماياتي .. ( ظهور نتائج ايجابية واخرى سلبية اثناء التنفيذ  ، الايجابية هو ارتفاع الروح المعنوية للطيارين الاحداث ممن لم يسبق لهم اية مشاركة فعلية سابقاً وعدم ظهور اي تلكأ في التنفيذ وسبب ذلك هو انعكاس او رد فعل  قادة التشكيلات وشجاعتهم العالية امامهم وعدم تنحي اياً منهم في التنفيذ بدءاً من آمر الجناح وحتى اصغر قائد تشكيل فيه مما سهل أمر اعدادهم للطلعات القادمة كثيراً ، نجاح المباغتة ضد الاهداف الايرانية بشكل مطلق ،  النشاط المميز للمهندسين والفنيين في سرعة إعادة تجهيز الطائرات  وتصليح الاعطال ومعالجة اصابة الطائرات بالاسلحه المعادية والحفاظ على نسبة صلاحيات أكثر من 85%  اما السلبية فهي عدم توفر اية معلومات استخباراتية  عن الاهداف الايرانية  ولولا كفاءة  الطيار العراقي لما تمكنا الوصول الى اهدافنا لان طائرات الضربة الروسية  ليست لديها اية امكانية لمساعدة الطيارفي تحقيق ذلك (بمعنى اعتماد الطيار على خبرته في قرائة الخريطة) … بنفس اسلوب تنفيذ الضربة الجوية الشاملة الاولى تم التحضير للضربة  الثانية ولكن التوقيت كان   صباحاً وقبل الشروق لمباغتة القوة الجوية الايرانية قبل تمكنها  الطيران تجاه قواعدنا الجوية الا ان ذلك لم يتحقق حيث قامت القوة الجوية الايرانية بالاقلاع مبكراً مستهدفة  بعض قواعدنا الجوية ( قاعدة الرشيد الجوية ) وبعض الاهداف المدنية داخل بغداد وذلك لفارق  الوقت الكبير بين توقيتات  الشروق بيننا وبينهم  ( 30 دقيقه) مما يتطلب منا الطيران ليلا حتى الهدف وهذا لم نعتد عليه في تدريباتنا بتشكيلات كبيرة   ومع ذلك اقلعت تشكيلات الضربة الشاملة الثانية  قبل الضياء الاول بقليل  في الساعه 0530 باتجاه اهدافها المحددة في أمر التنفيذ وهو تكرار الضربة الاولى لشل القوة الجوية الايرانية …أنتهت المقابلة مع آمر جناح قاعدة الحرية الجوية ).

يتبع الحلقة الثالثة