النخوة العراقية الأصيلة –  الايام الخوالي

30 ديسمبر , 2019
الشيخ عبد الوهاب الفياض
اليوم هو احد ايام شتاء عام 1986 ولكن اي شهر بالضبط لا اكاد اتذكر فقد يكون كانون الثاني او شباط لكني اذكر جيدا ان صباح ذاك اليوم كان صحواً مشمساً
  الوقت قبل الثامنة بقليل …رن جرص الخط المباشر مع حركات قاطع الدفاع الجوي الرابع فاجابهم (ن.ع ) طارق … قائلا ..طيب سيدي ..واشار لنا بان آمر القاطع  على الخط يطلب احدنا ..وعلمت منه الامر
((طائرة من طراز ميك 25)) كانت في مهمة اعتراضية قرب المثلث العراقي التركي الايراني ..تمكنت من هدفها الذي طاردته داخل العمق الايراني وكان يقود الطائرة الرائد الطيار (أ.ع) وقد استهلك معظم وقودها ولم يبقى لديه سوى (500)كغم من الوقود وموقعه الحالي هو شمال شرق المطار ب (200)كلم واقرب مطار له هو قاعدة فرناس !!!
ليس من مهرب في اتخاذ الاجراآت السريعة لتدارك الموقف علما ان المطار
غير  مؤهلا لاستقبال طائرة من هذا النوع
حضر الى برج السيطرة المقدم(س) امر وحدة السيطرة والانواء الجوية ثم تبعه بعد قليل (عم ط ر..ق)امر القاعدة (والعقيد ط ) أ . ص آمر حناح الطيران
ونظرا لقلة وقود الطائرة وحراجة الموقف لم نجد بدا من الاستعانة بشاشة جهاز ال (سفود ..r.c.p.n.4)والذي يتعامل آليا مع الطائرات الروسية
(ارسال واستلام ذاتي transponder ..unit) ومع كل اتصال بقائد الطائة كان يؤكد (short full) حتى اصبح موقع الطائرة موازي المنطقة الشرقية ببعد (10)كلم ..الا ان الطيار لا يرى المطار
في هذه الاثناء فتحت باب البرج وخرجت الى السطح فسمعت صوت الطائرة من المنطقة الشرقية واستطعت تميزها بصريا ..فناديت المقدم (س) طالبا منه ان يطلب من الطيار ان كان يرى الضباب المتصاعد من معمل السمنت والذي يقع مابين الساعة (1..و..2) امامه فاجاب ..نعم ارى الضباب المتصاعد من المعمل
تنفسنا الصعداء لحظتها وطلبنا منه الدوران  يميناً الى الداخل الى اتجاه (340)
واثناء الدوران اخبرنا (الرائد .أ) بان مؤشر الوقود يقرأ صفر والطائرة معرضة للانطفاء في اية لحظة ..لكنه في هذه اللحظات كان قد تمكن من مشاهدة المدرج وقد اتخذ الاتجاه الاخير للنزول وكنا قد اتخذنا كل اجرآت السلامة بما فيها رفع (شبكة ايقاف الطائرات)
…الطائرة تقترب من المدرج وعيوننا اليها شاخصة وكنا ندعوا الله ان يتم نعمته علينا بسلامة الطيار والطائرة
…وسبحان الله على عظيم لطفه وسعة رحمته ..فما ان لامست الطائرة ارض المدرج حتى صرخ الطيار (انطفت الطيارة )
منقول عن ضابط سيطرة جوي..