اجتماع خيمة سفوان

23 يوليو , 2019
 
منقول من صفحة الجيش العراقي السابق – من الفيس بوك
ادارة التحرير
  • * اعزاءنا متابعي صفحة الجيش العراقي السابق , ولغرض المحافظة على الارث الثقافي والتاريخي لجيش العراق الباسل ولنقل الصورة الحقيقية بدون تحريف او مبالغة وتصحيحاً للإشاعات والأقاويل البعيدة عن الحقيقة التي لطالما تم تداولها وتصحيحاً لمنشورات بعض الصفحات الشابة التي نشرت مؤخراً حول ما حدث في مفاوضات وقف اطلاق النار في خيمة صفوان ٣ آذار ١٩٩١م ؛ ارتأت إدارة صفحة الجيش العراقي السابق بنشر حقيقة ما وقع داخل الخيمة وعلى لسان شهود عيان كانوا جزءاً رئيسياً من هذه المفاوضات من الجانب العراقي وكذلك من مذكرات الجنرال الأمريكي نورمان شوارزكوف والفريق السعودي خالد بن سلطان من جانب قوات العدوان, لتكون الصورة واضحة أمام الشعب العراقي بدون مبالغة او انتقاص من قبل ضعاف النفوس .
    * تفاصيل الاجتماع نقلاً عن احد اعضاء الوفد العراقي ومدونة وكتاب مقاتل من الصحراء للفريق السعودي خالد بن سلطان :-
    1 – أعضاء الوفد العراقي :-
    . الفريق الركن سلطان هاشم ( معاون رئيس أركان الجيش لشؤون العمليات ) والذي ترأس الوفد ,
    . اللواء الركن صلاح عبود ( قائد الفيلق الثالث ) ,
    . اللواء الركن خالد حسين ( مدير التخطيط العسكري في وزارة الدفاع ) ,
    . اللواء البحري الركن لؤي كريم ,
    . العميد الركن طه المشهداني ,
    . العميد الركن محمد عبدالعزيز ,
    . العميد البحري نوفل عبدالهادي , والذي قام بأدوار الترجمة للوفد العراقي .
    2 – مجيء الوفد العراقي :-
    . كانت الساعة الحادية عشرة، عندما أبلغت أجهزة اللاسلكي وصول العراقيين إلى نقطة مفترق الطرُق، على بعد نحو ثلاثة كيلومترات خارج صفوان، حيث استُقبل الوفد العراقي، وجِيء به إلى مكان الاجتماع، في عجلات عسكرية ترفع علم جمعية الهلال الأحمر .
    3 – التفتيش قبْل الإجتماع :-
    . خضع الجميع للتفتيش بمن فيهم الجنرال شوارتزكوف والذي بادر للخضوع للتفتيش كبادرة حسن نية تلاه الفريق الركن خالد بن سلطان، على مرأى من العراقيين. وهكذا، وافق أعضاء الوفد العراقي على تفتيشهم، على مضض .
    4 – تنظيم الاجتماع :-
    . إلى أحد أجناب الطاولة الرئيسية، جلس الجنرال شوارتزكوف، متوسطاً الفريق الركن خالد بن سلطان، إلى يساره، والمترجم إلى يمينه. وقبالتهم، جلس الضباط العراقيين، بالزي العسكري الشتوي. وخلفهم، أُعد عدد من مقاعد معدنية قابلة للطيّ، ولكن الفريق الركن سلطان هاشم ، أوضح أن التدمير، الذي لحق بالطرُق والجسور، حال دون حضور أعضاء الوفد الآخرين .
    . وكان يجلس خلف الجنرال ” الفريق الأول ” شوارتزكوف والفريق الركن خالد بن سلطان، جميع قادة قوات التحالف، وكبار الضباط الأمريكيين. وهم: الفريق السير بيتر دى لا بليير (Sir Peter de La Billiere)، قائد القوات البريطانية؛ والفريق ميشال روكجوفر (Michel Roquejeoffre)، قائد القوات الفرنسية؛ واللواء صلاح محمد عطية حلبي، قائد القوات المصرية؛ واللواء علي حبيب، قائد القوات السورية؛ واللواء جابر خالد الصباح، قائد القوة الكويتية؛ وقادة آخرون، من إيطاليا وكندا ودول مجلس التعاون الخليجي وبلدان أخرى .
    5 – بدء الجلسة :-
    . بدأت جلسة المباحثات، في الساعة 1134 (بالتوقيت المحلي لمسرح العمليات)، بكلمة من الجنرال شوارتزكوف، أكد فيها أنه سيتقيد بالموضوعات، الموكولة إليه من حكومته ومجلس الأمن، والتي وافقت عليها الحكومة العراقية مسبقاً، وأنه يمكن أن يناقش أي موضوعات أخرى، قد يثيرها الوفد العراق، بعد الانتهاء من مناقشة الموضوعات الرئيسية.
    . وأكد الجنرال شوارتزكوف، أن الغرض من هذا الاجتماع، هو مناقشة جميع الموضوعات العسكرية، الواردة في البلاغ الرسمي، الذي قدّمته الحكومة الأمريكية إلى الحكومة العراقية، في شأن إقرار الإجراءات، اللازمة لضمان الاستمرار في وقف إطلاق النار، وكافة العمليات العسكرية، من كلا الجانبَين؛ والطريقة التي يمكن العسكريين أن ينفذوا بها هذه الشروط، إلى جانب شروط قرار مجلس الأمن، الرقم 686، الصادر في 2 آذار1991م .
    ومن ثَمّ، يمكن للحكومات أن تتخذ الإجراءات الضرورية، في إطار الأمم المتحدة، لوضع اتفاقية وقف إطلاق النار موضع التنفيذ التام.
    وحدد الجنرال شوارتزكوف الموضوعات الرئيسية، التي ستُناقش، كالآتي :-
    · تبادل أسرى الحرب العسكريين؛ وترتيبات تسريحهم، وتوقيتاتها، والمكان المحدد لتسليمهم، عن طريق الصليب الأحمر؛ والالتزام بالقانون الدولي في معاملتهم، طبقاً لاتفاقية جنيف؛ على أن ينفَّذ ذلك، فور الاتفاق على إنهاء العمليات العسكرية.
    · تبادل المعلومات، في شأن العسكريين المفقودين وإعادة جثث القتلى .
    · إطلاق العراق أسرى الحرب الكويتيين، والإفراج عن الرهائن، والمعتقلين من الكويتيين المدنيين، الذين أُخذوا قسراً؛ وتحديد كيفية تسريحهم، على أن يعاملوا معاملة أسرى الحرب من العسكريين، في ترتيبات الإفراج عنهم.
    · تحديد مواقع حقول الألغام ، البرية والبحرية، التي زرعت في أرض الكويت ومياهها الإقليمية، أو في المياه الدولية وتزويد قوات التحالف خرائط هذه المواقع؛ على أن تشمل، كذلك، مواقع الأشراك الخداعية، في حقول النفط الكويتية.
    · ترتيبات الأمن بين قوات الطرفَين، وتحديد خط مؤقت للفصل بينهما، للحيلولة دون حوادث إطلاق النيران، خطأ، بعد توقف القتال .
    · السماح بتحليق الطائرات العمودية، تسهيلاً لتحركات القادة والمسؤولين العراقيين، التي عرقلها تدمير عدد من الجسور العراقية، بشرط وضع علامة مميزة على جوانبها، أو إعطاء إشارة ذبذبة ترددية لاسلكية، يُتَّفق عليها، تدل على أنها ليس لها نية عدوانية.
    . اتفق كلٌّ من الجنرال شوارتزكوف، والفريق الركن خالد بن سلطان، من جانب قوات التحالف، والفريق الركن سلطان هاشم أحمد، من الجانب العراقي ـ على تبادل قوائم بالأَسْرى والمفقودين، وكذلك الخرائط، لدراستها، في استراحة قصيرة، لا تتجاوز 10 دقائق، يعودون، بعدها، لمتابعة مناقشتها، والاتفاق حول ما جاء فيها. وتسلّم الفريق سلطان هاشم أحمد، من الجنرال شوارتزكوف، عدة قوائم بأسماء المفقودين من قوات التحالف. إحداها بأسماء الأمريكيين المفقودين، وأخرى بأسماء البريطانيين المفقودين، وثالثة بأسماء السعوديين المفقودين، وقائمة تضم اسمَيْ أسيرَين إيطاليَّين، واسم طيار كويتي. كذلك، تسلّم خريطة المنطقة، مرسوماً عليها الخط الفاصل بين قوات الجانبَين. بينما تسلّم الجنرال شوارتزكوف خرائط حقول الألغام، البرية والبحرية، من الفريق سلطان هاشم أحمد، الذي تعهد بإرسال بقية الخرائط، الموجودة في بغداد، في أسرع وقت ممكن.
    . انتهت مباحثات صفوان بالاتفاق على بعض الموضوعات؛ وتعليق بعضها، ريثما يشاور الوفد العراقي قيادته العليا؛ والتسويف في تنفيذ بعضها الآخر.
    أ. الموضوعات التي اتُّفِق في شأنها، ونفذت من الفور:-
    1 . الإفراج عن أسرى الحرب من العسكريين، عن طريق الصليب الأحمر، وفي نقاط محددة.
    2 . تبادل المعلومات، في شأن العسكريين المفقودين، وإعادة جثث القتلى.
    3 . تسليم الخرائط التي تحدد مواقع حقول الألغام ، البرية والبحرية، التي زرعت في أرض الكويت ومياهها الإقليمية، أو في المياه الدولية.
    4 . منع تحليق الطائرات العسكرية العراقية المقاتلة فوق العراق، ريثما يسري وقف إطلاق النار، رسمياً؛ مع السماح للطائرات العمودية، تسهيلاً لتحركات القادة والمسؤولين العراقيين.
    ب. الموضوعات التي علقت للتشاور، وهي:-
    1 . ترتيبات الأمن بين قوات الطرفين .
    2 . تحديد خط مؤقت، للفصل بين قوات الطرفَين، لمنع حوادث إطلاق النيران بينهما، بعد توقف القتال ” انسحبت قوات التحالف، بالفعل، عقب توقيع الاتفاق ” .
    * نص المفاوضات نقلاً عن كتاب مذكرات الجنرال نورمان شوارزكوف ” General H. Norman Schwarzkopf, The Autobiography, It Doesn’t Take A Hero ” ( الصفحة 484 – 485 – 488 – 489 – 490 والتي تم ارفاقها بالمنشور ) ,
    وكتاب مقاتل من الصحراء للفريق السعودي خالد بن سلطان ( الصفحة 495 لغاية 503 والتي تم ارفاقها بالمنشور ) :-
    – الفريق شوارتزكوف :-
    . “أعتقد أن حكومتي، أرسلت إلى حكومتكم مذكرة الصلاحيات المرجعية لهذا الاجتماع . وفي نيتي أن أتقيد، إلى أبعد الحدود، بالموضوعات الواردة في بيان تلك الصلاحيات. وسوف يسعدني أن أناقش أي نقاط أخرى، قد تودّون إثارتها، بعد أن نفرغ من بحث النقاط المذكورة. والغرض من هذا الاجتماع هو مناقشة، وإقرار الشروط، التي نعتقد أنها لازمة لضمان الاستمرار في وقف العمليات الهجومية، من جانب القوات المتحالفة، والطريقة التي نستطيع بها، نحن، كعسكريين، تنفيذ هذه الشروط، إلى جانب شروط القرار، الصادر عن الأمم المتحدة، ليلة أمس. وأودّ أن يُدوَّن كل ما يدور بيننا من حديث. وسيُسَجَّل ما نتفق عليه من نقاط. وسيعمل، كلانا، على تنفيذ ما اتفقنا عليه هنا. وسوف نبلغ حكوماتنا ما يؤديه كلٌّ منّا؛ ومن ثَمّ، يمكنها أن تتخذ الإجراءات الضرورية، في إطار الأمم المتحدة، لوضع اتفاقية وقف إطلاق النار موضع التنفيذ. وليس لدي ما أضيفه، في افتتاح الجلسة. فتفضلوا ببدء الحِوار”.
    – الفريق سلطان :
    . “اننا حضرنا الى هنا ونحن على استعداد لمناقشه كل النقاط المذكوره اللازمه لضمان الاستمرار بوقف اطلاق النار وانهاء العمليات العسكريه ونحن مفوضون كوفد يحمل كل الصلاحيات اللازمه لانجاح هذا الاجتماع في جو من التعاون البناء ويمكن الآن ان نبدا ببحث محضر الاجتماع الذي سلمه لنا ممثلو الولايات المتحده والذي قدم الى حكومتنا صباح يوم 1 آذار. “.
    – الفريق شوارتزكوف :-
    . “ان اول ما نبدا مناقشته هو موضوع اسرى الحرب و نريد السماح لهيئه الصليب الاحمر الدولية بالاتصال فوراً بأسرانا المحتجزين لديكم”.
    – الفريق سلطان :
    . “إن حكومتنا، كانت واضحة تماماً، في شأن هذه النقطة. كما أعلنت، أنه سيتم تنفيذ ذلك، فور انتهاء الأعمال الحربية”.
    – الفريق شوارتزكوف: “هل سيتحقق ذلك؟”.
    – الفريق سلطان : “نعم”.
    – الفريق شوارتزكوف: “حسناً. ثانياً، نودّ…”.
    – الفريق سلطان (مقاطعاً):
    “ونريد أن نؤكد لكم، أن هذه كانت، وستظل نيتنا. وسيتم تنفيذ ذلك، فور انتهاء الأعمال الحربية”.
    – الفريق شوارتزكوف: “هل يعني ذلك، في الوقت الحاضر؟”.
    – الفريق سلطان : “بالطبع، فلدينا الآن نظام”.
    – الفريق شوارتزكوف:
    . “حسناً. الموضوع التالي، الذي نودّ بحثه، هو ترتيبات إطلاق أسرى الحرب جميعهم”.
    – الفريق سلطان :
    . “نحن، الآن، مستعدون تماماً لإطلاق أَسْرى الحرب جميعهم، على الفور، وبالطريقة، وفي المواعيد، التي يراها الصليب الأحمر مناسبة”.
    – الفريق شوارتزكوف:
    . “هل تقصد، أن هذا الأمر برمّته، ينبغي أن يُترك في أيدي لجنة الصليب الأحمر، للفصل فيه؟”.
    – الفريق سلطان : “بكل تأكيد، وفوراً”.
    – الفريق شوارتزكوف: “أودّ أن أناقش الموعد، الذي يمكن فيه البدء بإطلاق الأَسْرى”.
    – الفريق سلطان : “فوراً”.
    – الفريق شوارتزكوف: “في أي موقع، ينبغي أن يجري تبادل الأَسْرى؟”.
    – الفريق سلطان :
    . “في المكان، الذي تراه لجنة الصليب الأحمر مناسباً. ولن نعترض عليه أبداً، سواء من حيث اختيار الطرُق، أو نقاط التبادل، أو تحديد المواعيد؛ وقد سبق أن تعاملت معنا اللجنة في ما يتعلق بأَسْرى الحرب العراقية ـ الإيرانية. وسنبدي كل تعاون جادّ، في هذا الشأن”.
    – الفريق خالد :
    . “في ما يتعلق بعدد الرهائن من الكويتيين المدنيين، المحتجزين لدى العراق، كيف سيغادرون العراق؛ وهم لا يُعَدّون من أَسْرى الحرب؟”
    الفريق سلطان : “هنا لم ينظر الفريق سلطان الى الفريق خالد بل تحدث مباشره مع شوارتزكوف واجاب سوف نعطيكم قوائم كامله باسرى الحرب الكويتيين الذين اخذناهم من بدايه آب .”.
    – الفريق خالد :
    . “إنني أتحدث عن 5 آلاف كويتي أو أكثر، أُخذوا، عنوة، من الكويت. ما وضعهم؟ أَهُمْ أَسْرى أم لا؟”.
    . “سبب سؤالي، أن لدينا أسماء كويتيين، أُخذوا قَسْراً؛ وهم لا يقلّون أهمية، عن أَسْرى الحرب”.
    – الفريق سلطان :
    . “عندما بدأت الحرب، اختار كثيرٌ من الكويتيين، من أصل عراقي، الذهاب إلى العراق. إن المهم في الأمر، هو تبادل أَسْرى الحرب. وسيتولى الصليب الأحمر هذه القضية”.
    – الفريق خالد :
    . “إن هذا الموضوع مهم بالنسبة إلينا؛ فأعداد وأسماء أولئك الكويتيين، غير معروفة، ولا بدّ من إدراج هؤلاء في قائمة تبادل أَسْرى الحرب”.
    – الفريق سلطان :
    . “نحن، من جانبنا، سنطلق جميع أَسْرى الحرب. أمّا الكويتيون المقيمون بالعراق، ففي إمكانهم البقاء أو المغادرة، كما يشاءون”.
    – الفريق خالد :
    . “لا بدّ أن نُحاط علماً بكل الكويتيين المقيمين بالعراق. يجب أن تتولى لجنة دولية مسألة تمييزهم، والتحقق من رغبتهم في العودة أو البقاء”.
    – الفريق سلطان:
    . “نعم. ستتولى لجنة الصليب الأحمر الدولية هذه المهمة. ويمكن الراغبين في مغادرة العراق، الاتصال بتلك اللجنة”.
    – الفريق شوارتزكوف :
    . “أعتقد أن النقطة المهمة، التي يجب أن نتفق عليها، هي وجوب معاملة كل من أُخذ قَسْراً، معاملة أَسْرى الحرب؛ وهذا أمر، نتفق عليه، من ناحية المبدأ”.
    – الفريق سلطان :
    . “نحن لم نأخذ أحداً على رغم إرادته. ولكن إذا كان ثمة حالة من هذا القبِيل، فستُعامل معاملة أَسْرى الحرب. أمّا إذا كان هؤلاء الكويتيون من أصل عراقي، وكانوا يعيشون هناك، فلهم الحق في العودة أو البقاء، حسب رغبتهم”.
    – الفريق شوارتزكوف :
    . “لا خلاف في هذه النقطة. بالتأكيد، إذا رغب شخص، بمحض إرادته، أن يعيش في العراق، فالأمر متروك لاختياره”.
    – الفريق سلطان :
    . “سنوافيكم بقائمة أسماء أَسْرى الحرب. وستكون هذا القائمة دقيقة. وليس لدينا أي أعداد أخرى غيرها”.
    – الفريق شوارتزكوف :
    . “إضافة إلى جميع العسكريين والمدنيين المحتجزين، إذا كان هناك أي صحفيين أو مدنيين آخرين ممن تحتجزونهم، تحت شعار ما تسمونه الضيافة، فإننا نريد إدراجهم في القوائم، كذلك”.
    – الفريق سلطان : “بالأمس، أُفرج عن الصحفيين، كما أعلنّا”.
    – الفريق شوارتزكوف: “نعم، أعلم أنه أُفرج عن أربعة. لكنني لا أدري، أَهناك غيرهم أم لا؟”.
    – الفريق سلطان :
    . “لقد أفرجنا عن أولئك. وإذا كان لدينا غيرهم، فسنطلقهم، كذلك. ولكن، على حدّ عِلمي، ليس لدينا غيرهم. ليس لدينا صحفيون محتجزون آخرون؛ ولو وجدوا، لأفرجنا عنهم”.
    – الفريق شوارتزكوف :
    . “بالنسبة إلى تولِّي الصليب الأحمر عملية تبادل أَسْرى الحرب، يهمنا جداً، أن تبدأ هذه العملية فوراً. ولكن نظراً إلى أن الصليب الأحمر منظمة بيروقراطية، للأسف، فإنها، أحياناً، لا تتحرك بالسرعة التي نريدها”.
    – الفريق سلطان :
    . “من جهتنا، نحن مستعدون لأن يبدأ الصليب الأحمر بالتحرك، من هذه اللحظة، وبالأسلوب والطريقة اللذَين يريدهما”.
    – الفريق شوارتزكوف:
    . “أودّ أن أقدَّم اقتراحاً؛ أعتقد أنه سيكون دليلاً كبيراً على حسن النية لدى الجانبَين، أن نتفق، على الأقل، على الإفراج الرمزي عن عدد من المحتجزين. ومن جانبنا، سيسّرنا أن نرسل طائرة تابعة للصليب الأحمر، محملة بالأَسْرى، تنقلهم، فوراً، إلى بغداد، أو إلى أي مكان تختارونه”.
    – الفريق سلطان : “أَلاَ يُعَدُّ ذلك تجاوزاً للصليب الأحمر؟”.
    – الفريق شوارتزكوف :
    . “أعتقد أنه من المهم، أن يشهد العالم، أننا جادّون في مسألة تبادل الأَسْرى من الفور”.
    – الفريق سلطان :
    . “كما قلنا، وكما ذكرتُ، إننا جادّون جدية تامة، في هذا الصدد. ومستعدون، من هذه اللحظة، للتبادل من طريق الصليب الأحمر. وإذا كنت ترى هذا الاقتراح، فنحن، إذاً، على استعداد لمناقشته، بعد دقائق من عودتنا إلى العراق، وموافاتكم بالرد، في اليوم نفسه”.
    – الفريق شوارتزكوف : “حسناً”.
    – الفريق خالد :
    . “تنص اتفاقات جنيف على السماح لأَسْرى الحرب باختيار الجهة، التي يرغبون في الذهاب إليها، بعد الإفراج عنهم”.
    – الفريق سلطان : “سنلتزم بالقوانين الدولية”.
    – الفريق خالد: “هل اتفقنا، إذاً، على الالتزام بالقانون الدولي؟”.
    – الفريق سلطان : “نعم؛ طبقاً لاتفاقية جنيف، للعام 1949، سيتم كل شيء، في إطار القانون”.
    – الفريق خالد: “نعم حسناً، ونحن سنلتزم بها”.
    – الفريق شوارتزكوف (مخاطباً الفريق خالد):
    . “أعتقد أن القضية، لكلا الجانَبين، هي معرفة من يريد العودة، ومن يريد البقاء. ومن المحتمل، أن تنتهي المسألة بنا إلى تعيين وسيط، مهمته التأكد أن الكويتيين الموجودين في العراق، في إمكانهم الاتصال بالصليب الأحمر. (مخاطباً الجميع) إذاً، اتفقنا على أن الصليب الأحمر، سيتولى مهمة التثبت من أمر من يريد البقاء، ومن يريد العودة؛ ومن ثَمّ يتولى إعادة الراغبين في العودة”.
    – الفريق سلطان :
    . “إن اتفاقية جنيف واضحة وضوحاً تاماً، لنا ولكم. ونحن نتمنى أن يتم هذا بمشاركة كلا الجانبَين، قريباً جداً. ونحن مستعدون للتبادل، من هذه اللحظة، التبادل من طريق الصليب الأحمر. وكل اقتراح خارج هذا الموضوع، يجب أن نتفق عليه في حينه”.
    – الفريق شوارتزكوف:
    . “حسناً. إذاً، لا يوجد لدي أي اعتراض، ما دمنا سنبدأ، فوراً، تبادل الأَسْرى، من خلال الصليب الأحمر”.
    – الفريق سلطان :
    . “نؤكد لكم، أننا ليس لدينا أي مشكلة، في هذا الخصوص. ونحن، من جانبنا، سنبـذل كـل ما في وُسْعنا، والتنسيق معكم، لتبادل أي أَسْرى”.
    – الفريق شوارتزكوف:
    . “أعتقد أن الفريق خالد وأنا، سنبذل جهداً كبيراً، للتأكد أن الصليب الأحمر، يؤدي ذلك بسرعة. (مخاطباً الفريق خالد) هل لديك أي أسئلة أخرى، في شأن الأَسْرى؟”.
    – الفريق خالد: “عندما نتحدث عن الأسرى، فهل يدخل في ذلك المدنيون؟”.
    – الفريق الأول شوارتزكوف: “نعم. أعتقد أننا اتفقنا على ذلك”.
    – الفريق خالد: “ماذا عن الكويتيين، الذين دخلوا العراق مع الجيش العراقي؟”.
    – الفريق سلطان :
    . “سبق أن قلت لكم، كل من دخل أرضنا بمحض إرادته، سيغادرها بمحض إرادته، كذلك. أمّا أَسْرى الحرب، فسنوافيكم بأسمائهم وأعدادهم”.
    – الفريق خالد: “أريد فقط أن أركز، في هذه المباحثات، في أهمية تلك النقطة”.
    – الفريق سلطان :
    . “إنني أكرر، أن كل من دخل العراق، لديه الحرية في أن يخرج منه. أمّا أَسْرى الحرب، الذين وقعوا في الأَسْر، فسيعادون إلى بلادهم، أو سيفرج عنهم. وسيعلن ذلك في حينه، وليس لدينا أي مشكلة”.
    – الفريق شوارتزكوف:
    . “ولكن، ينبغي أن يتمكن كل من دخل العراق، من بداية هذا الصراع، من الاتصال، على الأقل، بالصليب الأحمر، للتحقق من رغبته في العودة أو البقاء، وإعادته إذا رغب في ذلك”.
    – الفريق سلطان :
    . “من الواضح جداً، أن الصليب الأحمر، سيكون قادرعلى التحقق من هذه الرغبة؛ لأننا قلنا إن الأمر سيتم من طريق الصليب الأحمر، وسنعلن ذلك من جانبنا، وسيعلنه الصليب الأحمر من جانبه، كذلك”.
    – الفريق شوارتزكوف (مخاطباً الفريق خالد):
    . “أَأَنْتَ راض عن مناقشتنا في شأن الأَسْرى؟
    أعتقد أنه سيكون من الضروري، متى قرر الصليب الأحمر تحديد نقاط التبادل ومواعيده، سيكون من الضروري أن نتناول هذا الموضوع، مرة أخرى، للتأكد أننا على وفاق في شأن كيفية معالجته”.
    – الفريق سلطان :
    . “ليس لدي ما أضيفه. إن الأمر في غاية الوضوح. وإذا كان لديكم أي أسئلة أخرى، فيمكن أن نبحثها الآن”.
    – الفريق شوارتزكوف:
    . “قد نحتاج إلى التفاوض في شأن مكان التبادل. فإذا لم نتفق في شأنه، يظل إحدى القضايا، التي ينبغي أن نحسمها”.
    – الفريق سلطان : “إنني على استعداد لمناقشة أي نقاط”.
    – الفريق شوارتزكوف:
    . “حسناً. أعتقد أننا توصلنا إلى اتفاق كافٍ، في شأن قضية أَسْرى الحرب. وأودّ أن ننتقل إلى موضوع آخر”.
    – الفريق سلطان :
    . “لقد اتفقنا على جميع النقاط، عدا اقتراحكم في شأن إظهار حُسن النية، بإطلاق عدد رمزي من الأَسْرى، وسنوافيكم بالرد، فور عودتنا”.
    – الفريق شوارتزكوف:
    . “حسناً. أعتقد أن ذلك شيء، ينبغي أن نحاول الاضطلاع به، من الجانبَين، لأن العالم…”.
    – الفريق سلطان (مقاطعاً): “في أسرع وقت ممكن”.
    – الفريق شوارتزكوف: “نعم. فالعالم ينتظر منّا ذلك. وأعتقد أنها ستكون بادرة طيّبة”.
    – الفريق سلطان : “سنكون متعاونين جداً على الأمر”.
    – الفريق شوارتزكوف:
    . “لدينا قائمة بأشخاص، نطلق عليهم مفقودين أثناء القتال. ولا ندري إذا كانوا أَسْرى، أو تحت أيديكم، أو موتى في مكان ما. ونودّ أن نسلّمكم هذه القوائم، لكي تتمكنوا من تزويدنا معلومات فورية عمّا إذا كانوا أَسْرى لديكم، أم ليسوا تحت أيديكم”.
    – الفريق سلطان : “ماذا تعني بالمفقودين، على وجه التحديد؟”.
    – الفريق شوارتزكوف:
    . “إنهم، مثال جيد على ذلك، لنفترض أن أحد الطيارين، أصيبت طائرته، وشاهدنا مظلته، لكن لا ندري إذا كان قد قُتل لدى هبوطه أو أُسر. مثال آخر نفترض أن جندياً ما، لم نعثر على جثته، بعد إحدى المعارك، وليس لدينا أي معلومات، إن كان أسيراً أو لا”.
    – الفريق سلطان :
    . “هو، بالنسبة إليكم، شخص مفقود. وبالنسبة إلينا، هو أسير حرب، أو جثة. وفي كلتا الحالتَين، سنعالج الموضوع. ويمكنكم أن تكونوا على يقين، أننا لن نحتفظ بأي أسير أو أي جثة. سنعيدهم جميعاً”.
    – الفريق شوارتزكوف:
    . “إنني أفهم ذلك. ولكن، ريثما تُتخذ التدابير اللازمة لتبادل الأَسْرى، نودّ أن نعرف ما إذا كان هؤلاء الأشخاص موجودين لديكم أو لا؛ حتى نبلغ عائلاتهم”.
    – الفريق سلطان :
    . “لدينا عدد من الأَسْرى، وبعض الجثث. ولكن بعض هذه الجثث، لا تحمل أي تعريف؛ والجثث موجودة، ولكنها مجهولة الهوية”.
    – الفريق شوارتزكوف:
    . “هذا هو السؤال التالي، الذي كنت سأطرحه. فإذا زودناكم هذه القائمة، هل يمكنكم أن تخبرونا عن أَسْرى الحرب، الذين هم على قيد الحياة؛ ثم، إذا أمكن، أن تنظروا في هذه القائمة، وتوافونا بأسماء أي أشخاص، ماتوا خلال الأَسْر؟”.
    – الفريق سلطان : “من المعروف هويتهم؟”.
    – الفريق شوارتزكوف :
    . “نعم. من المعروف هويتهم. وأخيراً، إذا كان لديكم أي جثث، غير معروفة الهوية، يمكنكم إعادتها إلينا، فإننا نرحب بذلك”.
    – الفريق سلطان : “سنسلمكم كل ما لدينا”.
    – الفريق شوارتزكوف:
    . “حسناً. سنسلّمكم هذه القوائم، قبْل رحيلكم، اليوم، ونترك لكم موافاتنا بالمعلومات المطلوبة”.
    – الفريق سلطان : “بالتأكيد”.
    – الفريق شوارتزكوف:
    . “سنسلّمكم معلومات عن أماكن أي عسكريين عراقيين، ممن قتلوا في العمليات، وطُلب منّا دفْنهم”.
    – المترجم ” العميد نوفل (عن العراق): “ممن دفنتموهم بالفعل؟”.
    – الفريق شوارتزكوف: “ممن دفناهم بالفعل”.
    – الفريق سلطان :
    . “حسناً. بالطريقة نفسها، التي قبلناها، نأمل أن تفعلوا الأمر نفسه. سيُتَّفَق على هذا الأمر، مع الصليب الأحمر”.
    – الفريق شوارتزكوف:
    . “نودّ أن تزودونا معلومات عن جميع الألغام، التي زُرعت في أرض الكويت. وكذلك عن حقول الألغام في المياه، خارج الكويت، أو في المياه الدولية. وبالطبع نحتاج إلى تلك المعلومات، في حالة قيامنا بتطهير المنطقة من تلك الألغام”.
    – الفريق سلطان :
    . “سنكون متعاونين جداً على هذا الموضوع. وسنسلّمكم، الآن، الخرائط، التي أحضرناها معنا. وهي خرائط لثلاثة قطاعات، في ثلاث صناديق. وثمة صندوق رابع، يوجد مع زميل لنا، كان من المفروض أن يأتي معنا، ولكن حالت الظروف دون ذلك”.
    – الفريق شوارتزكوف: “شكراً نقدر لكم ذلك كثيراً جداً”.
    – الفريق سلطان : “ونأمل معالجة هذا الموضوع، كذلك. وفي إمكانكم أن تتسلَّموا ما معنا، الآن”.
    – الفريق شوارتزكوف:
    . “شكراً لكم. (ثم مخاطباً الفريق خالد)، ذلك يشمل الكويت. أليس كذلك؟ (ثم مخاطباً الفريق سلطان ) تشمل هذا الخرائط حقول النفط. أليس كذلك؟”.
    – الفريق سلطان : “في حالة وجود حقول نفط، داخل تلك المناطق، فستكون مميزة بعلامات”.
    – الفريق شوارتزكوف:
    . “إنني أدرك إدراكاً تاماً، أنه ليس جميع حقول الألغام، تكون معروفة دوماً للقادة العسكريين؛ وإنني أدرك ذلك”.
    – الفريق سلطان : “سنخبركم بكل ما نعرف، ونزودكم المعلومات”.
    – الفريق شوارتزكوف:
    . “نودّ، كذلك، أن نعرف مواقع أي ذخائر، كيماوية أو بيولوجية أو نووية، مخزنة في أي مكان، داخل الكويت”.
    – الفريق سلطان : “لا وجود لمثل هذه الأشياء”.
    – الفريق شوارتزكوف: “لا وجود لها مطلقاً؟”.
    – الفريق سلطان :
    . “هناك بعض الذخيرة، ولكنها موجودة فوق سطح الأرض، ويمكنكم رؤيتها. لا شيء مخبأ، لا مواد كيماوية، ولا بيولوجية، بل مجرد ذخيرة للمدفعية، وما شابه ذلك”.
    – الفريق شوارتزكوف:
    . بالأمس، أصيب أحد جنودنا بحروق في ذراعه، بينما كان يُطَهِّر مواقع الذخائر. وأقر بأن ذلك الموقع، كان داخل العراق، وليس داخل الكويت. على أي حال، نحن، بالطبع، لا يهمنا سوى المناطق، التي ضمن الكويت”.
    – الفريق سلطان : “الذخائر ظاهرة للعيان. ويمكننا تزويدكم مواقع المخازن الرئيسية”.
    – الفريق شوارتزكوف: “أعتقد أن هذا سيساعدنا، بالفعل”.
    – الفريق سلطان : “أعتقد أنكم شاهدتموها، إنها ظهوراً تاماً”.
    – الفريق شوارتزكوف:
    . لعلنا رأيناها. ولكن، إذا زودتمونا المعلومات عنها، فسيكون ذلك شيئاً مفيداً”.
    – الفريق سلطان : “سوف نجيبكم عن أي سؤال، في هذا الشأن، بكل وضوح”.
    – الفريق شوارتزكوف:
    . بالطبع، في حالة وقف إطلاق النار، لا يمكن أن تُشَنّ هجمات بصواريخ سكود، على الإطلاق”.
    – الفريق سلطان : “أكيد”.
    – الفريق شوارتزكوف:
    . نود، الآن، أن نتحدث عن تدابير الأمن؛ إذ إن قواتنا لا تزال قريبة بعضها من بعض. لقد وقع حادث مؤسف، أمس، عندما اشتبكت قواتنا في معركة أخرى، كنا في غنى عنها”.
    – الفريق سلطان : “نودّ أن نتحدث في هذا الأمر”.
    – الفريق شوارتزكوف:
    . نعم. أقول لكم إنه، حسب تعليمات حكومتي، لن نقدِم على سحب أي قوات حتى توقَّع اتفاقية وقف إطلاق النار”.
    – الفريق سلطان : “إن الأفراد، الذين أطلقتم عليهم النار، بالأمس، كانوا في حالة انسحاب”.
    – الفريق شوارتزكوف:
    للأسف، هم الذين بدأوا بإطلاق النار. ولكن ذلك أمر، يمكن أن نظل في جدال في شأنه، حتى الغروب”.
    – الفريق سلطان : “حسناً. إن ما حدث قد حدث، ويمكنكم أن تتحققوا من الأمر”.
    – الفريق شوارتزكوف:
    . إننا يمكن أن نظل نتجادل في هذا الأمر، حتى الغروب، ولن نتفق أبداً. ومن ثَم، فإن المهم، الآن، أن نرسم خطاً فاصلاً بين قواتنا، لضمان عدم تكرار ما حدث”.
    – الفريق سلطان:
    . إن هذا لن يغيِّر ما قلناه، في شأن أفرادنا، الذين أصيبوا، وهم ينسحبون. هذا لن يغيِّر من الأمر شيئاً، بالطبع. وهو، بالطبع، مجرد موضوع نتكلم فيه”.
    – الفريق شوارتزكوف:
    . إذا استطعنا، أنا لدي خريطة، عليها خط يبين مواقع قواتنا، الآن، بصفة عامة. وإذا تمكنّا، من الاتفاق على بقاء قواتنا على مسافة كيلومتر واحد من هذا الخط، من كلا الجانبين، فعندئذٍ، لن يحدث أي تبادل لإطلاق النار”.
    – الفريق سلطان :
    . يمكن أن نتفق على الخريطة، أو المنطقة، المراد ألاّ يكون فيها أحد من كلا الجانبَين. وإذا كنتم ستتراجعون مسافة كيلومتر، فيمكننا، كذلك، أن نبتعد مسافة مماثلة. إننا نوافق على ذلك”.
    – الفريق شوارتزكوف:
    . أعتقد أن ما ينبغي أن نفعله، لدى انتهاء حديثنا، هو أن نطلعكم على هذه الخريطة، والخط المرسوم عليها، ثم يمكننا بحث موضوع هذا الخط”.
    – الفريق سلطان : “نتفق، مبدئياً، أن هذا ليس خطاً دائماً”.
    – الفريق شوارتزكوف: “ليس خطاً دائماً، على الإطلاق”.
    – الفريق سلطان : “ولا علاقة له بأي حدود”.
    – الفريق شوارتزكوف: “لا علاقة له بالحدود”.
    – الفريق سلطان : “أي شيء آخر، نحن مستعدون لمناقشته، والاتفاق في شأنه”.
    – الفريق شوارتزكوف:
    . بشكل مطلق، أؤكد لكم، أن الخط، لا علاقة له بالحدود، لا علاقة له بالحدود الدائمة. هو مجرد إجراء أمني فقط. وأؤكد لكم، كذلك، أنه ليس في نيتنا إبقاء قواتنا داخل الأراضي العراقية بصفة دائمة. وبمجرد توقيع وقف إطلاق النار، سننسحب. ولكن حتى ذلك الوقت، فإننا ننوي البقاء في مواقعنا”.
    – الفريق سلطان :
    . بعد انسحابنا من الكويت، وإعلان ذلك في التليفزيون والإذاعة، لم نكن نتمنى، ولا نعتقد، أنكم ستدخلون الأراضي العراقية”.
    – الفريق شوارتزكوف:
    . إنني واثق، أن هذا الموضوع، يمكن، في اعتقادي، أن نناقشه ساعات طوالاً، في شأن كيف حدث هذا، وما إذا كان الانسحاب قد أُعلن أو لا. لكنني لا أظن أن هذا هو هدف مباحثاتنا”.
    – الفريق سلطان :
    . إننا على ثقة من أنكم تدركون، الآن، كم تكبّدنا بعد أن أعلنا الانسحاب، في الإذاعة والتليفزيون؛ أقصد الخسائر في الأرواح”.
    – الفريق شوارتزكوف:
    . أناس كثيرون تكبدوا خسائر في الأرواح، زمناً طويلاً؛ ليس هذا هو الموضوع، الذي جئنا إلى هنا للحديث في شأنه الآن. أعتقد أننا سنتركه للتاريخ. وأودّ، كذلك، أن تتأكدوا، أننا لم نتعمد إطلاق النار …”.
    – الفريق سلطان (مقاطعاً): “لقد ذكرت هذا للتاريخ فقط”.
    – الفريق شوارتزكوف:
    . إن التاريخ سوف يُكتب بعد زمن طويل من رحيلنا، أنا وأنت. أودّ، كذلك، أن أؤكد، أننا لم نتعمد إسقاط أي طائرة غير معادية. وأودّ، كذلك، أن أؤكد، أننا لم نتعمد إغراق أي سفينة غير معادية. إذا مُنع تحليق الطائرات العسكرية؛ فلأننا نسيطر على الأجواء فوق العراق، الآن. نحن نعلم ذلك، وفي نيتنا أن يستمر هذا الوضع حتى يسري وقف إطلاق النار. ولكن، أعتقد أنه إذا أمكن أن نتفق على ذبذبات ترددية لاسلكية، أو ربما تحديد إشارة معينة، مثل إضاءة أنوار الهبوط، فسيكون واضحاً جداً، أن هذه الطائرات ليس لها أي نية عدوانية؛ ومن ثَم، لن يقع أي اشتباك غير مقصود”.
    – الفريق سلطان :
    . “سوف نتعاون على هذا الموضوع. أودّ أن أطرح سؤالاً. بعد وقف إطلاق النار، وحتى توقيعه، هل أنتم في حاجة إلى الطائرات أو إلى أي وسائل، أو أساليب، لتظل طائراتكم تحلّق في سمائنا بصفة دائمة. وأنتم لديكم أساليب أخرى للمراقبة؟ لماذا حلّقت الطائرات في سماء بغداد؟ إن هذا، بالطبع، لا يؤثر في ما قلت. إنه مجرد سؤال عابر”.
    – الفريق شوارتزكوف: “لماذا تحلّق طائراتنا؟ وهل هي تحلّق فوق بغداد؟”.
    – الفريق سلطان :
    . “لماذا تبقون طائراتكم في سمائنا، في حين أن لديكم وسائل أخرى لمراقبة المنطقة بأسرها؟”.
    – الفريق شوارتزكوف:
    . “هذا مجرد إجراء أمني، لضمان عدم تعرّضنا لهجوم أي طائرة معادية. وليس له أي قصد هجومي على الإطلاق. وإنما هو مجرد إجراء دفاعي. لكن، بالطبع، لو أننا انسحبنا من هذه الأجواء، ثم تعرّضنا لهجوم ما، فذلك لن يكون …”.
    – الفريق سلطان (مقاطعاً): “إننا لن نبدأ”.
    – الفريق شوارتزكوف:
    . “أي مركبة… بمجرد أن نقيم هذا الخط، سنجري المباحثات بيننا، وربما تكون هناك، كذلك، مباحثات ميدانية، بين قادة قواتنا. وأودّ أن أقترح طريقة، يمكننا بها أن نضع علامات مميزة لمركباتنا ومركباتكم، التي تستخدم في أغراض سلمية، حتى لا تقع أي أخطاء”.
    – الفريق سلطان : “يمكن أن نميزها، بعد الاتفاق، بأعلام، أو بأي وسيلة أخرى نتفق عليها”.
    – الفريق شوارتزكوف: “أي نوع من الأعلام تقترحون؟”.
    – الفريق سلطان: “أي أسلوب يمكن أن نتفق عليه”.
    – الفريق شوارتزكوف:
    . “أظن أن من المهم استخدام علم برتقالي فاقع اللون، يمكن رؤيته من مسافة بعيدة جداً”.
    – الفريق سلطان: “أي وسيلة”.
    – الفريق شوارتزكوف: “حسناً. أعتقد أن ذلك مهم لكي ..”.
    – الفريق سلطان (مقاطعاً): “حتى لو كان العلم نفسه، الذي جئنا به معنا”.
    – الفريق شوارتزكوف:
    . “نعم. حسناً. ولكنه علم جمعية الهلال الأحمر، وقد يسبب خلطاً ما، في بعض الأحيان. أعتقد أن اللون البرتقالي، هو لون متعارف عليه دولياً، يألفه جميع الأفراد العسكريين. ومن ثَم، فهو… “.
    – الفريق سلطان(مقاطعاً): “يمكن أن نتفق على اللون، والحجم، والأبعاد، الآن”.
    – الفريق شوارتزكوف (مخاطباً الفريق خالد): “هل هناك موضوعات أخرى، تودّون مناقشتها؟”.
    – الفريق خالد:
    . “بالنسبة إلى جميع الجنود، العراقيين والسعوديين، خاصة جنود الحدود، لا يسمح لهم (أي العراقيين) بدخول الأراضي السعودية، وكذلك الأمر بالنسبة إلى جنودنا”.
    – الفريق سلطان : “حسناً. سنترك الأمر على ما كان عليه”.
    – الفريق خالد: “لا. لن يُسمح لأحد بدخول الأراضي السعودية”.
    – الفريق سلطان: “حسناً. أنت لن تسمح بهذا. ونحن لا نسمح بهذا. ثم ماذا؟”
    – الفريق خالد: “لا. لن يُسمح لأحد أن يدخل الأراضي السعودية. على كلٍّ، لا بدّ من مناقشة هذا الأمر”.
    – الفريق سلطان: “سوف نمنع جنودنا وجنودكم”.
    – الفريق شوارتزكوف: “هل لدى الفريق (أي الفريق سلطان) أي موضوعات أخرى، يودّ مناقشتها؟”.
    – الفريق سلطان:
    . “لدينا نقطة، نقطة واحدة. لعلكم تعرفون جيداً حالة الطرُق والجسور والمواصلات. النقطة التي نودّ أن توافقوا عليها، هي أننا نحتاج، أحياناً، إلى استخدام الطائرات العمودية، لنقل بعض المسؤولين الحكوميين، وغيرهم، من مكان إلى آخر؛ لأن الطرُق والجسور، قد دُمرت”.
    – الفريق شوارتزكوف:
    . “أعتقد أن الطائرات العمودية، يمكن أن نطبق عليها طريقة معاملة المركبات، إذا تمكنّا فقط أن نضع على جانبَي الطائرة علامة باللون البرتقالي”.
    – الفريق سلطان: “هذا، لا علاقة له بخط القتال الأمامي. هذا في داخل العراق”.
    – الفريق شوارتزكوف:
    . “ما دامت تلك الطائرات، لن تحلّق فوق مواقعنا، فلا مانع من ذلك على الإطلاق. سنسمح بتحليق الطائرات العمودية، وهذه نقطة مهمة جداً. وأريد التأكد، أنها سُجِّلت في محضر الاجتماع. يُسمح بالتحليق فوق العراق للطائرات العمودية العسكرية فقط، من دون المقاتلات أو القاذفات”.
    – الفريق سلطان :
    . “إذاً، أنت تعني أن الطائرات العمودية المسلحة، يمكنها أن تحلّق في سماء العراق، وليس المقاتلات؟ لأن الطائرات العمودية، تؤدي الغرض نفسه، أي تنقل أشخاصاً أو …”.
    – الفريق شوارتزكوف:
    . “نعم. سأصدر تعليماتي إلى قواتنا الجوية، ألاّ تطلق النار على أي طائرة عمودية، تحلّق فوق الأراضي العراقية، عدا المنطقة، التي نتمركز فيها. وإذا كان لا بدّ لها من المرور فوق مواقعنا، فمن الأفضل ألاّ تكون مسلحة، وأن تحمل علامة مميزة، برتقالية اللون، على جانبَيها، كإجراء أمني إضافي”.
    – الفريق سلطان : “تجنباً لأي ارتباك، فإنها لن تأتي إلى هذه المنطقة”.
    – الفريق شوارتزكوف: “حسناً”.
    – الفريق سلطان:
    . “الآن، نقدم لكم أعداد أَسْرى الحرب لدَينا. إن لدينا 41 أسيراً:
    17 أمريكياً، وإيطاليان، و12 بريطانياً، وكويتي واحد (طيار)، و9 سعوديين.
    . ولدَينا أَسْرى حرب كويتيون، بعد يوم 2 آب: 4135 أسيراً، و12 سعودياً، عبَروا الحدود. والكويتيون المحتجزون عددهم 2098 شخصاً. وهذه هي الأرقام الحقيقية. وفي ما يتعلق بجثث القتلى، فسنزودكم بعض الأعداد”.
    – الفريق خالد: “بالنسبة إلى أَسْرى الحرب السعوديين، كم عددهم؟ وما أسماؤهم؟”.
    – الفريق سلطان :
    . “عددهم تسعة. أمّا بالنسبة لجثث القتلى، فعددها 14 جثة، دُفن اثنتان منها، وبقي 12 لم تدفَن بعد، منها ثماني جثث مجهولة الهوية. ومن الجثث الـ 14، هناك 5 عائدة لبريطانيين، وأمريكي واحد، و8 مجهولة الهوية”.
    – الفريق شوارتزكوف:
    . “أودّ أن أسلّمكم القائمة، التي سبق أن ذكرتها؛ لعلكم تأخذونها معكم، فتحددوا هوية أَسْرى الحرب، ممن وردت أسماؤهم في هذه القائمة. هاكم قائمة المفقودين لدَينا”.
    – الفريق سلطان: “ونحن نودّ أن نعرف، من فضلك، أعداد أَسْرانا لديكم، كذلك”.
    – الفريق شوارتزكوف:
    .”لدَينا، حتى ليلة أمس، 60 ألفاً وأكثر؛ نظراً إلى صعوبة حصر العدد حصراً كاملاً. وبالطبع، سنعيدهم كلهم. وهاكم قائمة بأسماء الأمريكيين المفقودين، الذين أودّ الحصول على معلومات عنهم، إذا أمكن التعرف على أسمائهم؛ وأي معلومات، يمكنكم أن تحصلوا عليها من أي قرية من قُراكم، حيث يكون قد قُتل فيها أيٌّ منهم. وستجدون سلسلة معدنية حول رقبته، أو أي شيء من هذا القبيل. حتى نستطيع إبلاغ عائلاتهم”.
    – الفريق سلطان : “سنبذل قصارى جهدنا”.
    – الفريق شوارتزكوف:
    . “هاكم أسماء المفقودين من البريطانيين، ومن السعوديين. قلتم إن لدَيكم أسيرَين إيطاليَّين، أظن أن هذا خبر سار؛ فليس في قائمة الإيطاليين سوى اسمَين فقط، وسأسلّمكم القائمة، وكذلك اسم الطيار الكويتي. وإذا رغبتم، أودّ أن أسلّمكم الخريطة، لعلنا نتمكن من أخذ راحة قصيرة، ريثما تطلعون عليها، ثم نناقشها معاً”.
    – الفريق سلطان: “في الوقت نفسه، سنسلّمكم خرائط الألغام، لتتمكنوا من إلقاء نظرة عليها”.
    – الفريق شوارتزكوف:
    .”عظيم جداً. هاكم معلومات مفصلة جداً، عن المفقودين البريطانيين، كذلك، لعلكم تتمكنون من الاستفادة منها في معرفة مصيرهم”.
    – الفريق سلطان:
    .”هاكم خرائط حقول الألغام البحرية. وهذا هو الجزء الجنوبي من الشاطئ، حتى السالمية. ..(توقف).. وسنرسل لكم بقية الخرائط، في أسرع وقت ممكن؛ فهي موجودة في بغداد”.
    – الفريق شوارتزكوف:
    “هاكم خريطة المنطقة، مرسوماً عليها الخط. ويمكن أن نأخذ راحة، الآن، ريثما تطلعون عليها. وسنكون سعداء بمناقشتها”.
    – الفريق شوارتزكوف:
    . “أُثيرت نقطة أخرى، أثناء الاستراحة. يبدو أن من بين الأسرى بعض الجنود السودانيين واليمنيين. ونيتنا أن نعاملهم مثلما نعامل جميع جنودكم الآخرين تماماً، ونعيدهم إليكم”.
    – الفريق سلطان: “لا عِلم لنا بوجود أي جنود سودانيين أو يمنيين”.
    – الفريق شوارتزكوف: “إذاً، لنترك هذا الأمر، مرة أخرى، للصليب الأحمر، ليرى فيه ما يراه”.
    – الفريق سلطان: “بالتأكيد، فليس لدينا حتى واحد في المليون”.
    – الفريق شوارتزكوف: “ولا واحد في المليون؟ هذا ليس كثيراً جداً”.
    ا- لفريق سلطان : “لا. في الوقت الحالي”.
    – الفريق شوارتزكوف: “أوه! في الوقت الحالي، عظيم. ماذا عن الخط؟”.
    – الفريق سلطان :
    . “أودّ أن أشير إلى أنه عندما تم وقف إطلاق النار، بعد الساعة الخامسة، بالتوقيت المحلي، حسب اتفاقنا، لم تكن لدينا أي قوات في الكثير من المناطق، التي انسحبنا منها. ومن هذه المناطق المكان، الذي نجلس فيه، الآن. وأنت نفسك، الآن، رأيت مواقع قواتك، في ذلك الوقت، عندما أردنا الحضور لتحديد مكان للاجتماع. والآن، أظن أن هذه المنطقة داخلة، بالفعل، ضمن المنطقة، التي رسمتم لها الخط، وحددتم لها العلامات المميزة. وبعد أربع ساعات من المباحثات، في ذلك الوقت، وفي هذه المنطقة، التي نجلس فيها، نرى، الآن، أنها داخلة في الخط الذي رسمتموه. ما معنى هذا؟ أقصد، ما هو تفسيركم له؟”.
    – الفريق شوارتزكوف:
    .”كان رأينا، أن الموقف؛ كان يشتد خطره كلما اختلطت قوات مسلحة بكامل أسلحتها، في موقع واحد. فحرصاً على السلامة، أردنا أن نفصل بين القوات”.
    – الفريق سلطان:
    . “لا نريد التقليل من شأن وجهة نظركم. ولكن، بعد انتهاء العمليات الحربية ستعودون، وهذا، بالطبع، على أساس أن هذا الخط غير دائم، وسيلغى عندما توقَّع وثيقة وقف إطلاق النار، وينسحب الجميع”.
    – الفريق شوارتزكوف:
    .”هذا الخط سوف يلغى، ومن الفور. وأؤكد لك، أنه لن يكون هناك فرد واحد من القوات المتحالفة، فرد واحد، على الحدود الدولية للعراق. إنني أعرف، أن الفريق (سلطان) يدرك، أن هذا الانسحاب، يستغرق، أحياناً، فترة أطول من الدخول؛ إذ سيتعين علينا، أن نسحب شاحنات الوقود، والنفط، والذخيرة؛ ولكننا سنخرج. وهذا وعد منّي”.
    -الفريق سلطان:
    . “ليس لدينا حساسية مفرطة في ذلك. ولم نعترض على أي شيء من جانبكم، ولا المكان، الذي أراد قائدكم أن نجتمع فيه، وهو المكان، الذي نجلس فيه، الآن. لم تكن لدينا حساسية في هذا الشأن. أقصد أننا لم نرَ أي غضاضة في ذلك. بالطبع، كان سبب التأخير الوحيد، هو أن الاتفاق، الذي أبلغنا إياه وزير الخارجية السوفيتي، أن مكان الاجتماع، سيكون في مطار جليبة. ثم بعد ذلك، علِمنا أن المكان المحدد، هو هذا المكان، الذي نحن فيه”.
    الفريق شوارتزكوف:
    . “إننا، وسأكون صريحاً جداً معك، إن السبب، الذي دعانا إلى تغيير المكان من جليبة إلى هنا، هو أن تلك المنطقة، كانت تتعرض لقصف شديد بالقنابل العنقودية، وقذائف المدفعية؛ فهي منطقة شديدة الخطر”.
    – الفريق سلطان :
    . “ليس تغيير المكان، هو القضية. وإنما القضية، هي أن هذا المكان، كان خالياً. وقد وافقنا على أن نجلس، ونتفاوض في هذا المكان، ثم، الآن، نجد قواتكم تحتله، بالفعل. لم يكن محتلاً، في ذلك الوقت. وبعض النقاط على الخريطة، لنا فيها بعض الجنود، وبعض المباني، والأماكن”.
    – الفريق شوارتزكوف:
    .”يسعدني أن أناقش الخط، الآن. وأعتقد أن الشرط، هو أنه على الرغم من أن أي شخص، يضع على مركبته علامة برتقالية اللون، فإنه… “.
    – الفريق سلطان(مقاطعاً):
    . “حسناً. تجنباً لوقوع أي حوادث أو مصادمات. وأنتم تعرفون، الآن، موقع الخط، ومواقع قواتنا. فالموقف هو أن في إمكانكم الانسحاب مسافة معينة، وننسحب نحن مثلها، ونغادر منطقة… “.
    – الفريق شوارتزكوف (مقاطعاً):
    . “هذا ما كنت آمل تحقيقه، وهو رسم الخط الفاصل، ونسحب قواتنا مسافة كيلومتر واحد خلفه”.
    – الفريق سلطان:
    .”في بعض النقاط، لدَينا، بالفعل، بعض المباني، وبعض المنشآت. وهي موجودة، قائمة، بالفعل؛ هناك، في قاشا على سبيل المثال. هي لا تعني شيئاً، بالنسبة إلينا. ولكنْ، هناك مدنيون. وهناك بعض المنشآت، بالفعل. وهذا لمجرد التأكد، أنه لا توجد منطقة أو مساحة خالية، حيث نحضر بعض الجنود فقط، أو قوة مسلحة، أو ما إلى ذلك، إلى هذا المكان. وأي بقعة خالية، سنتركها كما هي”.
    – الفريق شوارتزكوف:
    “إننا لن نتحرك. فإذا أمكن أن توافقوا على هذا الخط، فلن نحرك شيئاً من قواتنا، للاستيلاء على مناطق أخرى. إنني أريد فقط التأكد من…”.
    – الفريق سلطان (مقاطعاً):
    “إننا نقترح، في ما يتعلق بالخط، إذ إن مراجعة هذه الخريطة، الآن، تحتاج إلى وقت طويل، للاطّلاع على كل جزئية، ومن هو الموجود فيها، ثم نعود مرة أخرى. فلنقترح فقط ما يلي، أينما تكن قواتنا، وأينما تكن قواتكم، في الوقت الراهن، نتراجع مسافة كيلومتر واحد فقط، وهذا سيكون شيئاً طيّباً”.
    – الفريق شوارتزكوف:
    . “مشكلتي هي أنني أعرف، بدقة، مواقع قواتي، ولا أعرف مواقع قواتكم. وقد حاولنا رسم هذا الخط، بناء على معرفتي بمواقع قواتي”.
    – الفريق سلطان : “إذا كانت هذه هي القضية، فنتمنى أن نُعطَى مهلة لدراسة الخط”.
    – الفريق شوارتزكوف: “حسناً”.
    – الفريق سلطان:
    . “إذا كنت تريد أن نعقد اتفاق شرف، من الآن، بحيث تتراجع قواتكم، أياً كانت مواقعها الحالية، مسافة كيلومتر واحد. فسنفعل نحن الشيء نفسه، ونرسم هذا كخط فاصل”.
    – الفريق شوارتزكوف:
    “ليس لدي الصلاحية من حكومتي لأسحب قواتي بوصة واحدة، إلى الوراء، فما بالك مسافة كيلومتر!”.
    – الفريق سلطان: “إذاً، كيف سنتفق على الخط؟ بينما قلتم إنكم ستنسحبون مسافة كيلومتر”.
    – الفريق شوارتزكوف:
    “إذا أمكن أن نتفق على الخط، فإنني ذكرت لكم، فقط، أن لدي الصلاحية، أن أنسحب مسافة كيلومتر عن هذا الخط”.
    – الفريق سلطان: “قد يكون بعض قواتنا أمام هذا الخط، فهل يتعين سحبها؟”.
    – الفريق شوارتزكوف:
    “لعل بعض قواتكم على هذا الجانب من الخط، بدلاً من الجانب الآخر منه. أعتقد أنه يتعين سحبها. وإذا كان لدي قوات على الجانب الآخر من الخط، فسأسحبها كذلك”.
    – الفريق سلطان : “كيف وقع الاختيار على هذا الخط؟”.
    – الفريق شوارتزكوف:
    . “إن ما فعلتُه، هو أنني تفقدت جميع المواقع الأمامية، التي تتمركز فيها قواتنا. ثم حاولت أن ألتمس مَعْلَماً جغرافياً، يمكننا تعرّفه، مثل طريق، أو سكة حديدية، تجنّباً لحدوث أي خطأ”.
    – الفريق سلطان:
    “القضية هي لو أننا… إنها ليست قضية. إننا نتكلم عن كيلومتر واحد هنا، أو كيلومتر هناك، لأنكم، كما تعلمون، توغلتم مئات الكيلومترات في الأراضي. إن القضية الأساسية، هي أننا لن تكون لدَينا الحساسية المفرطة، إذا لم يكن هذا الخط، كما قلتم، خطاً دائماً، وإنما هو إجراء أمني، لأسباب أمنية فقط. وسيأتيكم الرد سريعاً جداً”.
    – الفريق شوارتزكوف:
    .”دعني أؤكد لك، مرة أخرى، أن الغرض الوحيد من هذا الخط، هو أن يكون لدَينا خط، يمكن قواتكم أن ترابط خلفه، من ناحية، وترابط قواتنا خلفه، من الناحية الأخرى. وإذا كان لدَيكم قوات داخله، فإنها تخرج. وإذا كان لدينا أي قوات خارجه، فإنها تدخل؛ حتى تبقى قوات الطرفَين منفصلة بعضها عن بعض. هذا كل ما أريده، وهذا وعد مني، أقسم لك، ليس لدَينا نية، أن يكون هذا خطاً دائماً”.
    – الفريق سلطان:
    “سوف نوافيكم بالرد، في أسرع وقت، بمجرد عودتنا. ولكن ثمة مسألة أخرى، لا بدّ أن نتفق في شأنها، في بعض المواقع/ النقاط، حيث يوجد قادة القوات، أي القادة الميدانيون؛ أحياناً، سنحتاج إلى التحدث معهم، وسيحتاجون إلى التحدث معنا، أو إلى نقل ردودنا إليكم. وهكذا، سنتفق على بعض النقاط، أو على نقطة واحدة، وهي النقطة الأساسية، التي يمكن أن نتقابل فيها، بحسب اقتراحكم، مع رفع الأعلام برتقالية اللون، وكل شيء من هذا القبِيل، على الأقل. ونقترح أن تكون نقطة اللقاء على الطريق الرئيسي، في منطقة صفوان، حيث يمكن الجانبَين أن يلتقيا، ويتبادلا الأشياء، أو الخطابات، أو الردود”.
    – الفريق شوارتزكوف: “يمكننا أن نحدد النقطة، الآن، على الخريطة”.
    – الفريق سلطان: “الجسر العلوي”.
    – الفريق شوارتزكوف: “حيث التقينا اليوم؟”.
    – الفريق سلطان: “نعم”.
    – الفريق شوارتزكوف:
    . “عظيم. (مخاطباً الفريق خالداً) ألا ترى ذلك مناسباً؟ (أومأ الفريق خالد بالموافقة). عظيم. إذاً، ستكون هذه هي النقطة، التي يمكن القادة أن يلتقوا عندها، للتنسيق فيما بينهم”.
    – الفريق سلطان: “أو عندما نسلّمكم الردود، من جانبكم، أو من جانبنا”.
    – الفريق شوارتزكوف: “عظيم جداً”.
    – الفريق سلطان: “نقطة مشتركة بيننا، للتعامل من خلالها”.
    – الفريق شوارتزكوف:
    . “سننصب خيمة هناك، مثل هذه، وعليها عَلم. ويُسمح لأي عربات، أن تأتي إلى هذه النقطة، إذا كانت تحمل عَلماً ذا لون برتقالي”.
    – الفريق سلطان:
    . “حسناً، إذا كنتم ستنصبونها هناك، فلسنا في حاجة إلى أن ننصب خيمة أخرى، من جانبنا. تكفي هذه الخيمة، ليأتي إليها الأفراد ويتبادلوا الأشياء. وسيكون لكلا الجانبَين سيارات، تأتي إلى تلك الخيمة، وعليها علامات مميزة باللون البرتقالي. (توقف) حسناً. نوافق، إذاً، على علم، لونه برتقالي، 100×80 سم”.
    – الفريق شوارتزكوف: “سنتيمتراً أم بوصة؟ هذه مجرد مزحة”.
    – الفريق سلطان: “100×80؟”.
    – الفريق شوارتزكوف:
    . “إذا كانت هذه نقطة تفاوض، فيمكن أن نتفاوض حول البوصات والسنتيمترات. تعلمون هذا، أليس كذلك؟ (مخاطباً الكولونيل بيل ) هل لدينا أي شيء هنا، في الخلف؟ (مخاطباً الفريق سلطان) لا يحتاج الأمر أن يكون 100×80، بالضبط، مجرد أن يكون كبيراً، فيمكننا رؤيته”.
    – الفريق سلطان: “إننا على استعداد لأي مقترحات أخرى”.
    – الفريق شوارتزكوف: “حسناً. (مخاطباً الفريق خالد) هل لديك أي نقاط أخرى؟”.
    – الفريق خالد: “كلا”.
    – الفريق شوارتزكوف:
    . المسألة الوحيدة، التي أعتقد أنها لا تزال باقية، هي أننا ما برحنا في حاجة إلى الاتفاق، بأقصى سرعة، في شأن التفاصيل الدقيقة، مثل كيفية تعامل الصليب الأحمر مع موضوع الأَسْرى؛ فإننا لا بدّ أن نتفق على نقاط، مثل موقع التبادل، وأعداد المتبادَلين، وما إلى ذلك”.
    – الفريق سلطان:
    . “أودّ أن أكرر، هنا، أننا نوافق على أي شيء، يرتئيه الصليب الأحمر، أو أي شيء، يعتقد أنه أفضل مما اتفقنا عليه. وستكون مواقع تبادل الأَسْرى أنسب، في الأماكن، التي يوجد فيها طرُق، وجسور غير محطمة، كمنطقة الحدود السعودية، على سبيل المثال. وهذا سيكون أفضل، وأسرع”.
    – الفريق شوارتزكوف:
    . “وسيكون أيسر علينا، كذلك؛ لأن .. لعلَّه يمكن، في مكان اجتماعنا هذا، على وصلة تقاطع طرُق ـ أن يلتقي أعضاء أركاننا، أو قادتنا معاً، عندما يُنفذ هذا كله. أو سيسعدني أن ألتقي..”.
    – الفريق سلطان(مقاطعاً):
    . “حسناً. إننا نريد فقط، أن تتذكر أن الطرُق، تعترضها جسور، بعضها جسور عسكرية، وما إلى ذلك؛ وأن تتأكد، أنه ليس ثمة تأخير. ومن ثَم، من الأفضل أن يكون هناك مواقع… أفضّل الطرُق، التي لم تتعرض الجسور فيها للتدمير”.
    – الفريق شوارتزكوف: “أوه! تقصد بالنسبة إلى عملية التبادل؟”.
    – الفريق سلطان: “نعم”.
    – الفريق شوارتزكوف:
    .”ليس ثمة مشكلة. إنني أقول فقط، إنه إذا كان من الضروري إجراء مباحثات أخرى، فيمكنني إمّا أن أقابل الفريق (سلطان)، أو يمكن الأركان أن يلتقوا معاً”.
    – الفريق سلطان:
    .”ليس لدى أي مانع. لدَينا قناة عبْر الحكومة السوفيتية، على أي حال. وأي طلبات من جانبكم .. أي طلبات .. سنرسل ضابطاً إلى هذه القناة”.
    – الفريق شوارتزكوف:
    . “حسناً. لقد أنجزنا، اليوم، عملاً كثيراً طيّباً، هنا؛ لأننا تحادثنا مباشرة بعضنا إلى بعض. (توقف).. (مخاطباً الفريق خالداً) سنتفاوض مع الصليب الأحمر، في شأن التبادل. (توقف) هل هناك أي نقاط أخرى للنقاش؟”.
    – الفريق سلطان: “هل اتفقنا على الموقع؟”.
    – الفريق شوارتزكوف:
    . “أَلَيس هذا هو الموقع؟ أعتقد أننا يجب أن نترك للصليب الأحمر هذه المسألة. لقد اتفقنا على ذلك .. (توقف) .. هل من نقاط أخرى”.
    – الفريق سلطان:
    . “إننا لم ندوّن أياً من نقاط هذا اللقاء. ومن ثَم، نودّ تزويدنا أشرطة، نسخ من الأشرطة، التي سجلتموها”.
    – الفريق شوارتزكوف:
    .”أعتقد أن لدَينا مجموعتَين من الأشرطة. (مخاطباً الكولونيل بيل) هل لديك مجموعتان؟ هل أنت متأكد أن البطاريات أو الكهرباء، لم تتوقف أثناء التسجيل؟ (مخاطباً الفريق سلطان) نعتقد أن لدَينا مجوعتَين. أمهلنا خمس دقائق للتأكد من وجودهما، وسنسلّمكم مجموعة كاملة منهما، مع نسخة كاملة من المحضر المكتوب”.
    – الفريق سلطان:
    “ومن ثَم، فالمطلوب، من جانبنا، هو تقديم رد، في شأن موضوع الإفراج عن عدد رمزي من أسْرى الحرب، وفي شأن الخط المرسوم على الخريطة. هاتان هما النقطتان المطلوب الرد عليهما. هل هناك شيء آخر؟ نَعِدكم بأننا سنبدي أقصى تعاون، في هذا الشأن”.
    – الفريق شوارتزكوف:
    .”من جانبنا، لن نهاجم أي طائرة عمودية، داخل العراق. وسوف نُعِدّ نقطة للقاء، في النقطة التي التقينا فيها، اليوم”.
    – الفريق سلطان: “النقطة التي اتفقنا عليها، مناسبة”.
    – الفريق شوارتزكوف:
    “نعم. وفور موافقتكم، ستنسحب قواتنا مسافة كيلومتر واحد من الخط. ولن نطلق النار على أي مركبة، تحمل عَلماً برتقالي اللون، حتى لو كانت في منطقتنا. وفور توقيع وقف إطلاق النار، سنسحب كل القوات المتحالفة من أراضي العراق، في أسرع ما يمكن. هل ثمة نقاط أخرى؟
    “أعتقد أننا، بهذا، قد استكملنا الاجتماع”.
    – الفريق سلطان: ” كما اننا لم ندون كل وقائع الجلسه بالضبط ونريد اخذ نسخه من التسجيل”.
    – الفريق شوارتزكوف: “نعم ستكون جاهزة بعد دقائق ” .
    وهكذا، يا أبناء العراق الأبرار انتهى اجتماع خيمة صفوان وهذا كل ما دار فيه من مباحثات تركزت على ” تثبيت وقف اطلاق النار وفصل القطعات المتحاربة – تبادل الأسرى وجثث القتلى – تحديد مواقع حقول الألغام – تبادل المعلومات حول القتلى والمفقودين من المدنيين والعسكريين ” ؛
    نأمل ان تكون هذه الأسطر قد قدمت لكم الجواب الشافي لكل تساؤلاتكم حول ما حدث في الخيمة من مفاوضات حول وقف إطلاق النار .
    * مع خالص الشكر والتقدير للمقاتل معن الطالب ” احد* اعزاءنا متابعي صفحة الجيش العراقي السابق , ولغرض المحافظة على الارث الثقافي والتاريخي لجيش العراق الباسل ولنقل الصورة الحقيقية بدون تحريف او مبالغة وتصحيحاً للإشاعات والأقاويل البعيدة عن الحقيقة التي لطالما تم تداولها وتصحيحاً لمنشورات بعض الصفحات الشابة التي نشرت مؤخراً حول ما حدث في مفاوضات وقف اطلاق النار في خيمة صفوان ٣ آذار ١٩٩١م ؛ ارتأت إدارة صفحة الجيش العراقي السابق بنشر حقيقة ما وقع داخل الخيمة وعلى لسان شهود عيان كانوا جزءاً رئيسياً من هذه المفاوضات من الجانب العراقي وكذلك من مذكرات الجنرال الأمريكي نورمان شوارزكوف والفريق السعودي خالد بن سلطان من جانب قوات العدوان, لتكون الصورة واضحة أمام الشعب العراقي بدون مبالغة او انتقاص من قبل ضعاف النفوس .
    * تفاصيل الاجتماع نقلاً عن احد اعضاء الوفد العراقي ومدونة وكتاب مقاتل من الصحراء للفريق السعودي خالد بن سلطان :-
    1 – أعضاء الوفد العراقي :-
    . الفريق الركن سلطان هاشم ( معاون رئيس أركان الجيش لشؤون العمليات ) والذي ترأس الوفد ,
    . اللواء الركن صلاح عبود ( قائد الفيلق الثالث ) ,
    . اللواء الركن خالد حسين ( مدير التخطيط العسكري في وزارة الدفاع ) ,
    . اللواء البحري الركن لؤي كريم ,
    . العميد الركن طه المشهداني ,
    . العميد الركن محمد عبدالعزيز ,
    . العميد البحري نوفل عبدالهادي , والذي قام بأدوار الترجمة للوفد العراقي .
    2 – مجيء الوفد العراقي :-
    . كانت الساعة الحادية عشرة، عندما أبلغت أجهزة اللاسلكي وصول العراقيين إلى نقطة مفترق الطرُق، على بعد نحو ثلاثة كيلومترات خارج صفوان، حيث استُقبل الوفد العراقي، وجِيء به إلى مكان الاجتماع، في عجلات عسكرية ترفع علم جمعية الهلال الأحمر .
    3 – التفتيش قبْل الإجتماع :-
    . خضع الجميع للتفتيش بمن فيهم الجنرال شوارتزكوف والذي بادر للخضوع للتفتيش كبادرة حسن نية تلاه الفريق الركن خالد بن سلطان، على مرأى من العراقيين. وهكذا، وافق أعضاء الوفد العراقي على تفتيشهم، على مضض .
    4 – تنظيم الاجتماع :-
    . إلى أحد أجناب الطاولة الرئيسية، جلس الجنرال شوارتزكوف، متوسطاً الفريق الركن خالد بن سلطان، إلى يساره، والمترجم إلى يمينه. وقبالتهم، جلس الضباط العراقيين، بالزي العسكري الشتوي. وخلفهم، أُعد عدد من مقاعد معدنية قابلة للطيّ، ولكن الفريق الركن سلطان هاشم ، أوضح أن التدمير، الذي لحق بالطرُق والجسور، حال دون حضور أعضاء الوفد الآخرين .
    . وكان يجلس خلف الجنرال ” الفريق الأول ” شوارتزكوف والفريق الركن خالد بن سلطان، جميع قادة قوات التحالف، وكبار الضباط الأمريكيين. وهم: الفريق السير بيتر دى لا بليير (Sir Peter de La Billiere)، قائد القوات البريطانية؛ والفريق ميشال روكجوفر (Michel Roquejeoffre)، قائد القوات الفرنسية؛ واللواء صلاح محمد عطية حلبي، قائد القوات المصرية؛ واللواء علي حبيب، قائد القوات السورية؛ واللواء جابر خالد الصباح، قائد القوة الكويتية؛ وقادة آخرون، من إيطاليا وكندا ودول مجلس التعاون الخليجي وبلدان أخرى .
    5 – بدء الجلسة :-
    . بدأت جلسة المباحثات، في الساعة 1134 (بالتوقيت المحلي لمسرح العمليات)، بكلمة من الجنرال شوارتزكوف، أكد فيها أنه سيتقيد بالموضوعات، الموكولة إليه من حكومته ومجلس الأمن، والتي وافقت عليها الحكومة العراقية مسبقاً، وأنه يمكن أن يناقش أي موضوعات أخرى، قد يثيرها الوفد العراق، بعد الانتهاء من مناقشة الموضوعات الرئيسية.
    . وأكد الجنرال شوارتزكوف، أن الغرض من هذا الاجتماع، هو مناقشة جميع الموضوعات العسكرية، الواردة في البلاغ الرسمي، الذي قدّمته الحكومة الأمريكية إلى الحكومة العراقية، في شأن إقرار الإجراءات، اللازمة لضمان الاستمرار في وقف إطلاق النار، وكافة العمليات العسكرية، من كلا الجانبَين؛ والطريقة التي يمكن العسكريين أن ينفذوا بها هذه الشروط، إلى جانب شروط قرار مجلس الأمن، الرقم 686، الصادر في 2 آذار1991م .
    ومن ثَمّ، يمكن للحكومات أن تتخذ الإجراءات الضرورية، في إطار الأمم المتحدة، لوضع اتفاقية وقف إطلاق النار موضع التنفيذ التام.
    وحدد الجنرال شوارتزكوف الموضوعات الرئيسية، التي ستُناقش، كالآتي :-
    · تبادل أسرى الحرب العسكريين؛ وترتيبات تسريحهم، وتوقيتاتها، والمكان المحدد لتسليمهم، عن طريق الصليب الأحمر؛ والالتزام بالقانون الدولي في معاملتهم، طبقاً لاتفاقية جنيف؛ على أن ينفَّذ ذلك، فور الاتفاق على إنهاء العمليات العسكرية.
    · تبادل المعلومات، في شأن العسكريين المفقودين وإعادة جثث القتلى .
    · إطلاق العراق أسرى الحرب الكويتيين، والإفراج عن الرهائن، والمعتقلين من الكويتيين المدنيين، الذين أُخذوا قسراً؛ وتحديد كيفية تسريحهم، على أن يعاملوا معاملة أسرى الحرب من العسكريين، في ترتيبات الإفراج عنهم.
    · تحديد مواقع حقول الألغام ، البرية والبحرية، التي زرعت في أرض الكويت ومياهها الإقليمية، أو في المياه الدولية وتزويد قوات التحالف خرائط هذه المواقع؛ على أن تشمل، كذلك، مواقع الأشراك الخداعية، في حقول النفط الكويتية.
    · ترتيبات الأمن بين قوات الطرفَين، وتحديد خط مؤقت للفصل بينهما، للحيلولة دون حوادث إطلاق النيران، خطأ، بعد توقف القتال .
    · السماح بتحليق الطائرات العمودية، تسهيلاً لتحركات القادة والمسؤولين العراقيين، التي عرقلها تدمير عدد من الجسور العراقية، بشرط وضع علامة مميزة على جوانبها، أو إعطاء إشارة ذبذبة ترددية لاسلكية، يُتَّفق عليها، تدل على أنها ليس لها نية عدوانية.
    . اتفق كلٌّ من الجنرال شوارتزكوف، والفريق الركن خالد بن سلطان، من جانب قوات التحالف، والفريق الركن سلطان هاشم أحمد، من الجانب العراقي ـ على تبادل قوائم بالأَسْرى والمفقودين، وكذلك الخرائط، لدراستها، في استراحة قصيرة، لا تتجاوز 10 دقائق، يعودون، بعدها، لمتابعة مناقشتها، والاتفاق حول ما جاء فيها. وتسلّم الفريق سلطان هاشم أحمد، من الجنرال شوارتزكوف، عدة قوائم بأسماء المفقودين من قوات التحالف. إحداها بأسماء الأمريكيين المفقودين، وأخرى بأسماء البريطانيين المفقودين، وثالثة بأسماء السعوديين المفقودين، وقائمة تضم اسمَيْ أسيرَين إيطاليَّين، واسم طيار كويتي. كذلك، تسلّم خريطة المنطقة، مرسوماً عليها الخط الفاصل بين قوات الجانبَين. بينما تسلّم الجنرال شوارتزكوف خرائط حقول الألغام، البرية والبحرية، من الفريق سلطان هاشم أحمد، الذي تعهد بإرسال بقية الخرائط، الموجودة في بغداد، في أسرع وقت ممكن.
    . انتهت مباحثات صفوان بالاتفاق على بعض الموضوعات؛ وتعليق بعضها، ريثما يشاور الوفد العراقي قيادته العليا؛ والتسويف في تنفيذ بعضها الآخر.
    أ. الموضوعات التي اتُّفِق في شأنها، ونفذت من الفور:-
    1 . الإفراج عن أسرى الحرب من العسكريين، عن طريق الصليب الأحمر، وفي نقاط محددة.
    2 . تبادل المعلومات، في شأن العسكريين المفقودين، وإعادة جثث القتلى.
    3 . تسليم الخرائط التي تحدد مواقع حقول الألغام ، البرية والبحرية، التي زرعت في أرض الكويت ومياهها الإقليمية، أو في المياه الدولية.
    4 . منع تحليق الطائرات العسكرية العراقية المقاتلة فوق العراق، ريثما يسري وقف إطلاق النار، رسمياً؛ مع السماح للطائرات العمودية، تسهيلاً لتحركات القادة والمسؤولين العراقيين.
    ب. الموضوعات التي علقت للتشاور، وهي:-
    1 . ترتيبات الأمن بين قوات الطرفين .
    2 . تحديد خط مؤقت، للفصل بين قوات الطرفَين، لمنع حوادث إطلاق النيران بينهما، بعد توقف القتال ” انسحبت قوات التحالف، بالفعل، عقب توقيع الاتفاق ” .
    * نص المفاوضات نقلاً عن كتاب مذكرات الجنرال نورمان شوارزكوف ” General H. Norman Schwarzkopf, The Autobiography, It Doesn’t Take A Hero ” ( الصفحة 484 – 485 – 488 – 489 – 490 والتي تم ارفاقها بالمنشور ) ,
    وكتاب مقاتل من الصحراء للفريق السعودي خالد بن سلطان ( الصفحة 495 لغاية 503 والتي تم ارفاقها بالمنشور ) :-
    – الفريق شوارتزكوف :-
    . “أعتقد أن حكومتي، أرسلت إلى حكومتكم مذكرة الصلاحيات المرجعية لهذا الاجتماع . وفي نيتي أن أتقيد، إلى أبعد الحدود، بالموضوعات الواردة في بيان تلك الصلاحيات. وسوف يسعدني أن أناقش أي نقاط أخرى، قد تودّون إثارتها، بعد أن نفرغ من بحث النقاط المذكورة. والغرض من هذا الاجتماع هو مناقشة، وإقرار الشروط، التي نعتقد أنها لازمة لضمان الاستمرار في وقف العمليات الهجومية، من جانب القوات المتحالفة، والطريقة التي نستطيع بها، نحن، كعسكريين، تنفيذ هذه الشروط، إلى جانب شروط القرار، الصادر عن الأمم المتحدة، ليلة أمس. وأودّ أن يُدوَّن كل ما يدور بيننا من حديث. وسيُسَجَّل ما نتفق عليه من نقاط. وسيعمل، كلانا، على تنفيذ ما اتفقنا عليه هنا. وسوف نبلغ حكوماتنا ما يؤديه كلٌّ منّا؛ ومن ثَمّ، يمكنها أن تتخذ الإجراءات الضرورية، في إطار الأمم المتحدة، لوضع اتفاقية وقف إطلاق النار موضع التنفيذ. وليس لدي ما أضيفه، في افتتاح الجلسة. فتفضلوا ببدء الحِوار”.
    – الفريق سلطان :
    . “اننا حضرنا الى هنا ونحن على استعداد لمناقشه كل النقاط المذكوره اللازمه لضمان الاستمرار بوقف اطلاق النار وانهاء العمليات العسكريه ونحن مفوضون كوفد يحمل كل الصلاحيات اللازمه لانجاح هذا الاجتماع في جو من التعاون البناء ويمكن الآن ان نبدا ببحث محضر الاجتماع الذي سلمه لنا ممثلو الولايات المتحده والذي قدم الى حكومتنا صباح يوم 1 آذار. “.
    – الفريق شوارتزكوف :-
    . “ان اول ما نبدا مناقشته هو موضوع اسرى الحرب و نريد السماح لهيئه الصليب الاحمر الدولية بالاتصال فوراً بأسرانا المحتجزين لديكم”.
    – الفريق سلطان :
    . “إن حكومتنا، كانت واضحة تماماً، في شأن هذه النقطة. كما أعلنت، أنه سيتم تنفيذ ذلك، فور انتهاء الأعمال الحربية”.
    – الفريق شوارتزكوف: “هل سيتحقق ذلك؟”.
    – الفريق سلطان : “نعم”.
    – الفريق شوارتزكوف: “حسناً. ثانياً، نودّ…”.
    – الفريق سلطان (مقاطعاً):
    “ونريد أن نؤكد لكم، أن هذه كانت، وستظل نيتنا. وسيتم تنفيذ ذلك، فور انتهاء الأعمال الحربية”.
    – الفريق شوارتزكوف: “هل يعني ذلك، في الوقت الحاضر؟”.
    – الفريق سلطان : “بالطبع، فلدينا الآن نظام”.
    – الفريق شوارتزكوف:
    . “حسناً. الموضوع التالي، الذي نودّ بحثه، هو ترتيبات إطلاق أسرى الحرب جميعهم”.
    – الفريق سلطان :
    . “نحن، الآن، مستعدون تماماً لإطلاق أَسْرى الحرب جميعهم، على الفور، وبالطريقة، وفي المواعيد، التي يراها الصليب الأحمر مناسبة”.
    – الفريق شوارتزكوف:
    . “هل تقصد، أن هذا الأمر برمّته، ينبغي أن يُترك في أيدي لجنة الصليب الأحمر، للفصل فيه؟”.
    – الفريق سلطان : “بكل تأكيد، وفوراً”.
    – الفريق شوارتزكوف: “أودّ أن أناقش الموعد، الذي يمكن فيه البدء بإطلاق الأَسْرى”.
    – الفريق سلطان : “فوراً”.
    – الفريق شوارتزكوف: “في أي موقع، ينبغي أن يجري تبادل الأَسْرى؟”.
    – الفريق سلطان :
    . “في المكان، الذي تراه لجنة الصليب الأحمر مناسباً. ولن نعترض عليه أبداً، سواء من حيث اختيار الطرُق، أو نقاط التبادل، أو تحديد المواعيد؛ وقد سبق أن تعاملت معنا اللجنة في ما يتعلق بأَسْرى الحرب العراقية ـ الإيرانية. وسنبدي كل تعاون جادّ، في هذا الشأن”.
    – الفريق خالد :
    . “في ما يتعلق بعدد الرهائن من الكويتيين المدنيين، المحتجزين لدى العراق، كيف سيغادرون العراق؛ وهم لا يُعَدّون من أَسْرى الحرب؟”
    الفريق سلطان : “هنا لم ينظر الفريق سلطان الى الفريق خالد بل تحدث مباشره مع شوارتزكوف واجاب سوف نعطيكم قوائم كامله باسرى الحرب الكويتيين الذين اخذناهم من بدايه آب .”.
    – الفريق خالد :
    . “إنني أتحدث عن 5 آلاف كويتي أو أكثر، أُخذوا، عنوة، من الكويت. ما وضعهم؟ أَهُمْ أَسْرى أم لا؟”.
    . “سبب سؤالي، أن لدينا أسماء كويتيين، أُخذوا قَسْراً؛ وهم لا يقلّون أهمية، عن أَسْرى الحرب”.
    – الفريق سلطان :
    . “عندما بدأت الحرب، اختار كثيرٌ من الكويتيين، من أصل عراقي، الذهاب إلى العراق. إن المهم في الأمر، هو تبادل أَسْرى الحرب. وسيتولى الصليب الأحمر هذه القضية”.
    – الفريق خالد :
    . “إن هذا الموضوع مهم بالنسبة إلينا؛ فأعداد وأسماء أولئك الكويتيين، غير معروفة، ولا بدّ من إدراج هؤلاء في قائمة تبادل أَسْرى الحرب”.
    – الفريق سلطان :
    . “نحن، من جانبنا، سنطلق جميع أَسْرى الحرب. أمّا الكويتيون المقيمون بالعراق، ففي إمكانهم البقاء أو المغادرة، كما يشاءون”.
    – الفريق خالد :
    . “لا بدّ أن نُحاط علماً بكل الكويتيين المقيمين بالعراق. يجب أن تتولى لجنة دولية مسألة تمييزهم، والتحقق من رغبتهم في العودة أو البقاء”.
    – الفريق سلطان:
    . “نعم. ستتولى لجنة الصليب الأحمر الدولية هذه المهمة. ويمكن الراغبين في مغادرة العراق، الاتصال بتلك اللجنة”.
    – الفريق شوارتزكوف :
    . “أعتقد أن النقطة المهمة، التي يجب أن نتفق عليها، هي وجوب معاملة كل من أُخذ قَسْراً، معاملة أَسْرى الحرب؛ وهذا أمر، نتفق عليه، من ناحية المبدأ”.
    – الفريق سلطان :
    . “نحن لم نأخذ أحداً على رغم إرادته. ولكن إذا كان ثمة حالة من هذا القبِيل، فستُعامل معاملة أَسْرى الحرب. أمّا إذا كان هؤلاء الكويتيون من أصل عراقي، وكانوا يعيشون هناك، فلهم الحق في العودة أو البقاء، حسب رغبتهم”.
    – الفريق شوارتزكوف :
    . “لا خلاف في هذه النقطة. بالتأكيد، إذا رغب شخص، بمحض إرادته، أن يعيش في العراق، فالأمر متروك لاختياره”.
    – الفريق سلطان :
    . “سنوافيكم بقائمة أسماء أَسْرى الحرب. وستكون هذا القائمة دقيقة. وليس لدينا أي أعداد أخرى غيرها”.
    – الفريق شوارتزكوف :
    . “إضافة إلى جميع العسكريين والمدنيين المحتجزين، إذا كان هناك أي صحفيين أو مدنيين آخرين ممن تحتجزونهم، تحت شعار ما تسمونه الضيافة، فإننا نريد إدراجهم في القوائم، كذلك”.
    – الفريق سلطان : “بالأمس، أُفرج عن الصحفيين، كما أعلنّا”.
    – الفريق شوارتزكوف: “نعم، أعلم أنه أُفرج عن أربعة. لكنني لا أدري، أَهناك غيرهم أم لا؟”.
    – الفريق سلطان :
    . “لقد أفرجنا عن أولئك. وإذا كان لدينا غيرهم، فسنطلقهم، كذلك. ولكن، على حدّ عِلمي، ليس لدينا غيرهم. ليس لدينا صحفيون محتجزون آخرون؛ ولو وجدوا، لأفرجنا عنهم”.
    – الفريق شوارتزكوف :
    . “بالنسبة إلى تولِّي الصليب الأحمر عملية تبادل أَسْرى الحرب، يهمنا جداً، أن تبدأ هذه العملية فوراً. ولكن نظراً إلى أن الصليب الأحمر منظمة بيروقراطية، للأسف، فإنها، أحياناً، لا تتحرك بالسرعة التي نريدها”.
    – الفريق سلطان :
    . “من جهتنا، نحن مستعدون لأن يبدأ الصليب الأحمر بالتحرك، من هذه اللحظة، وبالأسلوب والطريقة اللذَين يريدهما”.
    – الفريق شوارتزكوف:
    . “أودّ أن أقدَّم اقتراحاً؛ أعتقد أنه سيكون دليلاً كبيراً على حسن النية لدى الجانبَين، أن نتفق، على الأقل، على الإفراج الرمزي عن عدد من المحتجزين. ومن جانبنا، سيسّرنا أن نرسل طائرة تابعة للصليب الأحمر، محملة بالأَسْرى، تنقلهم، فوراً، إلى بغداد، أو إلى أي مكان تختارونه”.
    – الفريق سلطان : “أَلاَ يُعَدُّ ذلك تجاوزاً للصليب الأحمر؟”.
    – الفريق شوارتزكوف :
    . “أعتقد أنه من المهم، أن يشهد العالم، أننا جادّون في مسألة تبادل الأَسْرى من الفور”.
    – الفريق سلطان :
    . “كما قلنا، وكما ذكرتُ، إننا جادّون جدية تامة، في هذا الصدد. ومستعدون، من هذه اللحظة، للتبادل من طريق الصليب الأحمر. وإذا كنت ترى هذا الاقتراح، فنحن، إذاً، على استعداد لمناقشته، بعد دقائق من عودتنا إلى العراق، وموافاتكم بالرد، في اليوم نفسه”.
    – الفريق شوارتزكوف : “حسناً”.
    – الفريق خالد :
    . “تنص اتفاقات جنيف على السماح لأَسْرى الحرب باختيار الجهة، التي يرغبون في الذهاب إليها، بعد الإفراج عنهم”.
    – الفريق سلطان : “سنلتزم بالقوانين الدولية”.
    – الفريق خالد: “هل اتفقنا، إذاً، على الالتزام بالقانون الدولي؟”.
    – الفريق سلطان : “نعم؛ طبقاً لاتفاقية جنيف، للعام 1949، سيتم كل شيء، في إطار القانون”.
    – الفريق خالد: “نعم حسناً، ونحن سنلتزم بها”.
    – الفريق شوارتزكوف (مخاطباً الفريق خالد):
    . “أعتقد أن القضية، لكلا الجانَبين، هي معرفة من يريد العودة، ومن يريد البقاء. ومن المحتمل، أن تنتهي المسألة بنا إلى تعيين وسيط، مهمته التأكد أن الكويتيين الموجودين في العراق، في إمكانهم الاتصال بالصليب الأحمر. (مخاطباً الجميع) إذاً، اتفقنا على أن الصليب الأحمر، سيتولى مهمة التثبت من أمر من يريد البقاء، ومن يريد العودة؛ ومن ثَمّ يتولى إعادة الراغبين في العودة”.
    – الفريق سلطان :
    . “إن اتفاقية جنيف واضحة وضوحاً تاماً، لنا ولكم. ونحن نتمنى أن يتم هذا بمشاركة كلا الجانبَين، قريباً جداً. ونحن مستعدون للتبادل، من هذه اللحظة، التبادل من طريق الصليب الأحمر. وكل اقتراح خارج هذا الموضوع، يجب أن نتفق عليه في حينه”.
    – الفريق شوارتزكوف:
    . “حسناً. إذاً، لا يوجد لدي أي اعتراض، ما دمنا سنبدأ، فوراً، تبادل الأَسْرى، من خلال الصليب الأحمر”.
    – الفريق سلطان :
    . “نؤكد لكم، أننا ليس لدينا أي مشكلة، في هذا الخصوص. ونحن، من جانبنا، سنبـذل كـل ما في وُسْعنا، والتنسيق معكم، لتبادل أي أَسْرى”.
    – الفريق شوارتزكوف:
    . “أعتقد أن الفريق خالد وأنا، سنبذل جهداً كبيراً، للتأكد أن الصليب الأحمر، يؤدي ذلك بسرعة. (مخاطباً الفريق خالد) هل لديك أي أسئلة أخرى، في شأن الأَسْرى؟”.
    – الفريق خالد: “عندما نتحدث عن الأسرى، فهل يدخل في ذلك المدنيون؟”.
    – الفريق الأول شوارتزكوف: “نعم. أعتقد أننا اتفقنا على ذلك”.
    – الفريق خالد: “ماذا عن الكويتيين، الذين دخلوا العراق مع الجيش العراقي؟”.
    – الفريق سلطان :
    . “سبق أن قلت لكم، كل من دخل أرضنا بمحض إرادته، سيغادرها بمحض إرادته، كذلك. أمّا أَسْرى الحرب، فسنوافيكم بأسمائهم وأعدادهم”.
    – الفريق خالد: “أريد فقط أن أركز، في هذه المباحثات، في أهمية تلك النقطة”.
    – الفريق سلطان :
    . “إنني أكرر، أن كل من دخل العراق، لديه الحرية في أن يخرج منه. أمّا أَسْرى الحرب، الذين وقعوا في الأَسْر، فسيعادون إلى بلادهم، أو سيفرج عنهم. وسيعلن ذلك في حينه، وليس لدينا أي مشكلة”.
    – الفريق شوارتزكوف:
    . “ولكن، ينبغي أن يتمكن كل من دخل العراق، من بداية هذا الصراع، من الاتصال، على الأقل، بالصليب الأحمر، للتحقق من رغبته في العودة أو البقاء، وإعادته إذا رغب في ذلك”.
    – الفريق سلطان :
    . “من الواضح جداً، أن الصليب الأحمر، سيكون قادرعلى التحقق من هذه الرغبة؛ لأننا قلنا إن الأمر سيتم من طريق الصليب الأحمر، وسنعلن ذلك من جانبنا، وسيعلنه الصليب الأحمر من جانبه، كذلك”.
    – الفريق شوارتزكوف (مخاطباً الفريق خالد):
    . “أَأَنْتَ راض عن مناقشتنا في شأن الأَسْرى؟
    أعتقد أنه سيكون من الضروري، متى قرر الصليب الأحمر تحديد نقاط التبادل ومواعيده، سيكون من الضروري أن نتناول هذا الموضوع، مرة أخرى، للتأكد أننا على وفاق في شأن كيفية معالجته”.
    – الفريق سلطان :
    . “ليس لدي ما أضيفه. إن الأمر في غاية الوضوح. وإذا كان لديكم أي أسئلة أخرى، فيمكن أن نبحثها الآن”.
    – الفريق شوارتزكوف:
    . “قد نحتاج إلى التفاوض في شأن مكان التبادل. فإذا لم نتفق في شأنه، يظل إحدى القضايا، التي ينبغي أن نحسمها”.
    – الفريق سلطان : “إنني على استعداد لمناقشة أي نقاط”.
    – الفريق شوارتزكوف:
    . “حسناً. أعتقد أننا توصلنا إلى اتفاق كافٍ، في شأن قضية أَسْرى الحرب. وأودّ أن ننتقل إلى موضوع آخر”.
    – الفريق سلطان :
    . “لقد اتفقنا على جميع النقاط، عدا اقتراحكم في شأن إظهار حُسن النية، بإطلاق عدد رمزي من الأَسْرى، وسنوافيكم بالرد، فور عودتنا”.
    – الفريق شوارتزكوف:
    . “حسناً. أعتقد أن ذلك شيء، ينبغي أن نحاول الاضطلاع به، من الجانبَين، لأن العالم…”.
    – الفريق سلطان (مقاطعاً): “في أسرع وقت ممكن”.
    – الفريق شوارتزكوف: “نعم. فالعالم ينتظر منّا ذلك. وأعتقد أنها ستكون بادرة طيّبة”.
    – الفريق سلطان : “سنكون متعاونين جداً على الأمر”.
    – الفريق شوارتزكوف:
    . “لدينا قائمة بأشخاص، نطلق عليهم مفقودين أثناء القتال. ولا ندري إذا كانوا أَسْرى، أو تحت أيديكم، أو موتى في مكان ما. ونودّ أن نسلّمكم هذه القوائم، لكي تتمكنوا من تزويدنا معلومات فورية عمّا إذا كانوا أَسْرى لديكم، أم ليسوا تحت أيديكم”.
    – الفريق سلطان : “ماذا تعني بالمفقودين، على وجه التحديد؟”.
    – الفريق شوارتزكوف:
    . “إنهم، مثال جيد على ذلك، لنفترض أن أحد الطيارين، أصيبت طائرته، وشاهدنا مظلته، لكن لا ندري إذا كان قد قُتل لدى هبوطه أو أُسر. مثال آخر نفترض أن جندياً ما، لم نعثر على جثته، بعد إحدى المعارك، وليس لدينا أي معلومات، إن كان أسيراً أو لا”.
    – الفريق سلطان :
    . “هو، بالنسبة إليكم، شخص مفقود. وبالنسبة إلينا، هو أسير حرب، أو جثة. وفي كلتا الحالتَين، سنعالج الموضوع. ويمكنكم أن تكونوا على يقين، أننا لن نحتفظ بأي أسير أو أي جثة. سنعيدهم جميعاً”.
    – الفريق شوارتزكوف:
    . “إنني أفهم ذلك. ولكن، ريثما تُتخذ التدابير اللازمة لتبادل الأَسْرى، نودّ أن نعرف ما إذا كان هؤلاء الأشخاص موجودين لديكم أو لا؛ حتى نبلغ عائلاتهم”.
    – الفريق سلطان :
    . “لدينا عدد من الأَسْرى، وبعض الجثث. ولكن بعض هذه الجثث، لا تحمل أي تعريف؛ والجثث موجودة، ولكنها مجهولة الهوية”.
    – الفريق شوارتزكوف:
    . “هذا هو السؤال التالي، الذي كنت سأطرحه. فإذا زودناكم هذه القائمة، هل يمكنكم أن تخبرونا عن أَسْرى الحرب، الذين هم على قيد الحياة؛ ثم، إذا أمكن، أن تنظروا في هذه القائمة، وتوافونا بأسماء أي أشخاص، ماتوا خلال الأَسْر؟”.
    – الفريق سلطان : “من المعروف هويتهم؟”.
    – الفريق شوارتزكوف :
    . “نعم. من المعروف هويتهم. وأخيراً، إذا كان لديكم أي جثث، غير معروفة الهوية، يمكنكم إعادتها إلينا، فإننا نرحب بذلك”.
    – الفريق سلطان : “سنسلمكم كل ما لدينا”.
    – الفريق شوارتزكوف:
    . “حسناً. سنسلّمكم هذه القوائم، قبْل رحيلكم، اليوم، ونترك لكم موافاتنا بالمعلومات المطلوبة”.
    – الفريق سلطان : “بالتأكيد”.
    – الفريق شوارتزكوف:
    . “سنسلّمكم معلومات عن أماكن أي عسكريين عراقيين، ممن قتلوا في العمليات، وطُلب منّا دفْنهم”.
    – المترجم ” العميد نوفل (عن العراق): “ممن دفنتموهم بالفعل؟”.
    – الفريق شوارتزكوف: “ممن دفناهم بالفعل”.
    – الفريق سلطان :
    . “حسناً. بالطريقة نفسها، التي قبلناها، نأمل أن تفعلوا الأمر نفسه. سيُتَّفَق على هذا الأمر، مع الصليب الأحمر”.
    – الفريق شوارتزكوف:
    . “نودّ أن تزودونا معلومات عن جميع الألغام، التي زُرعت في أرض الكويت. وكذلك عن حقول الألغام في المياه، خارج الكويت، أو في المياه الدولية. وبالطبع نحتاج إلى تلك المعلومات، في حالة قيامنا بتطهير المنطقة من تلك الألغام”.
    – الفريق سلطان :
    . “سنكون متعاونين جداً على هذا الموضوع. وسنسلّمكم، الآن، الخرائط، التي أحضرناها معنا. وهي خرائط لثلاثة قطاعات، في ثلاث صناديق. وثمة صندوق رابع، يوجد مع زميل لنا، كان من المفروض أن يأتي معنا، ولكن حالت الظروف دون ذلك”.
    – الفريق شوارتزكوف: “شكراً نقدر لكم ذلك كثيراً جداً”.
    – الفريق سلطان : “ونأمل معالجة هذا الموضوع، كذلك. وفي إمكانكم أن تتسلَّموا ما معنا، الآن”.
    – الفريق شوارتزكوف:
    . “شكراً لكم. (ثم مخاطباً الفريق خالد)، ذلك يشمل الكويت. أليس كذلك؟ (ثم مخاطباً الفريق سلطان ) تشمل هذا الخرائط حقول النفط. أليس كذلك؟”.
    – الفريق سلطان : “في حالة وجود حقول نفط، داخل تلك المناطق، فستكون مميزة بعلامات”.
    – الفريق شوارتزكوف:
    . “إنني أدرك إدراكاً تاماً، أنه ليس جميع حقول الألغام، تكون معروفة دوماً للقادة العسكريين؛ وإنني أدرك ذلك”.
    – الفريق سلطان : “سنخبركم بكل ما نعرف، ونزودكم المعلومات”.
    – الفريق شوارتزكوف:
    . “نودّ، كذلك، أن نعرف مواقع أي ذخائر، كيماوية أو بيولوجية أو نووية، مخزنة في أي مكان، داخل الكويت”.
    – الفريق سلطان : “لا وجود لمثل هذه الأشياء”.
    – الفريق شوارتزكوف: “لا وجود لها مطلقاً؟”.
    – الفريق سلطان :
    . “هناك بعض الذخيرة، ولكنها موجودة فوق سطح الأرض، ويمكنكم رؤيتها. لا شيء مخبأ، لا مواد كيماوية، ولا بيولوجية، بل مجرد ذخيرة للمدفعية، وما شابه ذلك”.
    – الفريق شوارتزكوف:
    . بالأمس، أصيب أحد جنودنا بحروق في ذراعه، بينما كان يُطَهِّر مواقع الذخائر. وأقر بأن ذلك الموقع، كان داخل العراق، وليس داخل الكويت. على أي حال، نحن، بالطبع، لا يهمنا سوى المناطق، التي ضمن الكويت”.
    – الفريق سلطان : “الذخائر ظاهرة للعيان. ويمكننا تزويدكم مواقع المخازن الرئيسية”.
    – الفريق شوارتزكوف: “أعتقد أن هذا سيساعدنا، بالفعل”.
    – الفريق سلطان : “أعتقد أنكم شاهدتموها، إنها ظهوراً تاماً”.
    – الفريق شوارتزكوف:
    . لعلنا رأيناها. ولكن، إذا زودتمونا المعلومات عنها، فسيكون ذلك شيئاً مفيداً”.
    – الفريق سلطان : “سوف نجيبكم عن أي سؤال، في هذا الشأن، بكل وضوح”.
    – الفريق شوارتزكوف:
    . بالطبع، في حالة وقف إطلاق النار، لا يمكن أن تُشَنّ هجمات بصواريخ سكود، على الإطلاق”.
    – الفريق سلطان : “أكيد”.
    – الفريق شوارتزكوف:
    . نود، الآن، أن نتحدث عن تدابير الأمن؛ إذ إن قواتنا لا تزال قريبة بعضها من بعض. لقد وقع حادث مؤسف، أمس، عندما اشتبكت قواتنا في معركة أخرى، كنا في غنى عنها”.
    – الفريق سلطان : “نودّ أن نتحدث في هذا الأمر”.
    – الفريق شوارتزكوف:
    . نعم. أقول لكم إنه، حسب تعليمات حكومتي، لن نقدِم على سحب أي قوات حتى توقَّع اتفاقية وقف إطلاق النار”.
    – الفريق سلطان : “إن الأفراد، الذين أطلقتم عليهم النار، بالأمس، كانوا في حالة انسحاب”.
    – الفريق شوارتزكوف:
    للأسف، هم الذين بدأوا بإطلاق النار. ولكن ذلك أمر، يمكن أن نظل في جدال في شأنه، حتى الغروب”.
    – الفريق سلطان : “حسناً. إن ما حدث قد حدث، ويمكنكم أن تتحققوا من الأمر”.
    – الفريق شوارتزكوف:
    . إننا يمكن أن نظل نتجادل في هذا الأمر، حتى الغروب، ولن نتفق أبداً. ومن ثَم، فإن المهم، الآن، أن نرسم خطاً فاصلاً بين قواتنا، لضمان عدم تكرار ما حدث”.
    – الفريق سلطان:
    . إن هذا لن يغيِّر ما قلناه، في شأن أفرادنا، الذين أصيبوا، وهم ينسحبون. هذا لن يغيِّر من الأمر شيئاً، بالطبع. وهو، بالطبع، مجرد موضوع نتكلم فيه”.
    – الفريق شوارتزكوف:
    . إذا استطعنا، أنا لدي خريطة، عليها خط يبين مواقع قواتنا، الآن، بصفة عامة. وإذا تمكنّا، من الاتفاق على بقاء قواتنا على مسافة كيلومتر واحد من هذا الخط، من كلا الجانبين، فعندئذٍ، لن يحدث أي تبادل لإطلاق النار”.
    – الفريق سلطان :
    . يمكن أن نتفق على الخريطة، أو المنطقة، المراد ألاّ يكون فيها أحد من كلا الجانبَين. وإذا كنتم ستتراجعون مسافة كيلومتر، فيمكننا، كذلك، أن نبتعد مسافة مماثلة. إننا نوافق على ذلك”.
    – الفريق شوارتزكوف:
    . أعتقد أن ما ينبغي أن نفعله، لدى انتهاء حديثنا، هو أن نطلعكم على هذه الخريطة، والخط المرسوم عليها، ثم يمكننا بحث موضوع هذا الخط”.
    – الفريق سلطان : “نتفق، مبدئياً، أن هذا ليس خطاً دائماً”.
    – الفريق شوارتزكوف: “ليس خطاً دائماً، على الإطلاق”.
    – الفريق سلطان : “ولا علاقة له بأي حدود”.
    – الفريق شوارتزكوف: “لا علاقة له بالحدود”.
    – الفريق سلطان : “أي شيء آخر، نحن مستعدون لمناقشته، والاتفاق في شأنه”.
    – الفريق شوارتزكوف:
    . بشكل مطلق، أؤكد لكم، أن الخط، لا علاقة له بالحدود، لا علاقة له بالحدود الدائمة. هو مجرد إجراء أمني فقط. وأؤكد لكم، كذلك، أنه ليس في نيتنا إبقاء قواتنا داخل الأراضي العراقية بصفة دائمة. وبمجرد توقيع وقف إطلاق النار، سننسحب. ولكن حتى ذلك الوقت، فإننا ننوي البقاء في مواقعنا”.
    – الفريق سلطان :
    . بعد انسحابنا من الكويت، وإعلان ذلك في التليفزيون والإذاعة، لم نكن نتمنى، ولا نعتقد، أنكم ستدخلون الأراضي العراقية”.
    – الفريق شوارتزكوف:
    . إنني واثق، أن هذا الموضوع، يمكن، في اعتقادي، أن نناقشه ساعات طوالاً، في شأن كيف حدث هذا، وما إذا كان الانسحاب قد أُعلن أو لا. لكنني لا أظن أن هذا هو هدف مباحثاتنا”.
    – الفريق سلطان :
    . إننا على ثقة من أنكم تدركون، الآن، كم تكبّدنا بعد أن أعلنا الانسحاب، في الإذاعة والتليفزيون؛ أقصد الخسائر في الأرواح”.
    – الفريق شوارتزكوف:
    . أناس كثيرون تكبدوا خسائر في الأرواح، زمناً طويلاً؛ ليس هذا هو الموضوع، الذي جئنا إلى هنا للحديث في شأنه الآن. أعتقد أننا سنتركه للتاريخ. وأودّ، كذلك، أن تتأكدوا، أننا لم نتعمد إطلاق النار …”.
    – الفريق سلطان (مقاطعاً): “لقد ذكرت هذا للتاريخ فقط”.
    – الفريق شوارتزكوف:
    . إن التاريخ سوف يُكتب بعد زمن طويل من رحيلنا، أنا وأنت. أودّ، كذلك، أن أؤكد، أننا لم نتعمد إسقاط أي طائرة غير معادية. وأودّ، كذلك، أن أؤكد، أننا لم نتعمد إغراق أي سفينة غير معادية. إذا مُنع تحليق الطائرات العسكرية؛ فلأننا نسيطر على الأجواء فوق العراق، الآن. نحن نعلم ذلك، وفي نيتنا أن يستمر هذا الوضع حتى يسري وقف إطلاق النار. ولكن، أعتقد أنه إذا أمكن أن نتفق على ذبذبات ترددية لاسلكية، أو ربما تحديد إشارة معينة، مثل إضاءة أنوار الهبوط، فسيكون واضحاً جداً، أن هذه الطائرات ليس لها أي نية عدوانية؛ ومن ثَم، لن يقع أي اشتباك غير مقصود”.
    – الفريق سلطان :
    . “سوف نتعاون على هذا الموضوع. أودّ أن أطرح سؤالاً. بعد وقف إطلاق النار، وحتى توقيعه، هل أنتم في حاجة إلى الطائرات أو إلى أي وسائل، أو أساليب، لتظل طائراتكم تحلّق في سمائنا بصفة دائمة