هروب الطيار “منير روفا” ليس كما روّجت له “إسرائيل

31 أغسطس , 2018

 

   العميد الطيار الركن

 محمد طارق سيد حميد سيد عمر

 

 

تمهيد بقلم الدكتور صبحي ناظم توفيق

        منذ (5) عقود إنصرمت، والمقالات تتوالى من لدن أصحاب الخيال الواسع وكذلك المتعمقين في الحقائق بأقلامهم التي تحاول المبالغة في إمكانات المخابرات الإسرائيلية “الموساد” وتعظّم من شأنها حول قصة هروب النقيب الطيار العراقي بطائرته الـ”ميك-21″ عام (1966)، حتى تاهت على المتابعين لأحداث العراق والشرق الأوسط عن حقيقة ما جرى… وكان آخرها رسالة أخرجها “إبراهيم الجريري”  تحتوي مقالة كتبها ((شخص لم يذكر إسمه)) وقد وردتني يوم (29/1/2017) -إذْ يبدو من أسلوبه عدم إنتمائه المطلق للمسلك العسكري- يتطرق فيها بأسلوبه الأدبي القصصي الشيّق إلى كيفية هروب “منير روفا” وتأخره عمداً عن إقلاع تشكيله وأسلوب توجهه نحو غربيّ العراق، فتسرع طائرتان أردنيتان لإعتراضه من دون جدوى، قبل أن يقاطعه سرب من طائرات الـ”ميراج” ويقفل عليه في سماء “إسرائيل” إبتغاء إسقاطه حتى يتدخل قائد قوتهم الجوية “الجنرال الطيار موردخاي هود” للحيلولة دون إسقاط “منير روفا” الذي هبط بهدوء على مدرج قاعدة “حاتسور” الجوية.

        وهنا تداخل صديقي “العميد الطيار الركن محمد طارق سيد حميد” ليوضح لي أن كل ذلك هراء في هراء، وأنه -بصحبة صديقه وصديقي “اللواء الركن زياد طارق جاسم”- قد أعدا بحثاً مشتركاً في أواخر عقد الثمانينيات لتغطية هذه العملية المخابراتية الناجحة.

        وفوراً رجوته بإعداد مقالة عمّا يمتلكه من معلومات، فبعثها لي مشكوراً، وقد محّصتُها وأعدتُ ترتيبها، ووددتُ إطلاع قراء هذا الموقع الأغر عليها.

        وفي الوقت الذي لا أستصغر فيه كيفية إغواء “منير روفا” قبل إرغامه بطرق مخابراتية خبيثة وخيانته للوطن والعهد واليمين لدى تهريب طائرته الـ”ميك-21″، كما لا أستخف بإمكانات الـ”موساد” وعملياته المبدعة وقابليات تنفيذ المعنيين بما يخطط لها، في الوقت الذي تراودني شكوك معمّقة حياله منذ النصف الثاني من الستينيات وقتما صدر الكتاب الموسوم “وتحطمت الطائرات مع الفجر” عن نكبة العرب في “حرب حزيران/1967″، وتلاه آخر في أواخر العام ذاته كتاب بعنوان “لعبة الأمم” الذي كان بإمكانه -وبأسلوب نفسي متعمّد ومدروس بعناية- أن يجعل كل مواطن عربي ومسلم وجميع من يعيش في بقاع “دول العالم الثالث” يتشكك في زعيم دولته وكل المحيطين به كونهم عملاء ووكلاء للمخابرات الأجنبية، قبل أن يتبعه الكتاب الإسرائيلي الموسوم (التقصير) بُعَيدَ حرب “تشرين1/أكتوبر/1973″، وقبل أن يتبعهما المؤلّف الموسوم بـ(الموساد في العراق) الذي يُسند معظم السلبيات التي فرضت أوزارها على “دولة العراق” على أنها من صنع المخابرات الإسرائيلية وتخطيطها!!!!؟؟؟؟ وسيظلّ حبل “الموساد” على الجرار ما دام الإعلام العربي والإسلامي معاً ضعيفاً وهزيلاً خالياً من التخطيط ولو لـ(24) ساعة قادمة.

وإليكم ما سطّره الأخ “محمد طارق” من معلومات عن هروب “منير روفا”:-

شيء من الماضي

وقتما خدمتُ في “جامعة البكر للدراسات العسكرية العليا” قبل (ثلاثة) عقود، فقد أجريتُ مع صديقي “اللواء الركن زياد طارق جاسم” بحثاً عن كيفية هروب “النقيب الطيار منير جميل حبيب روفا” عام (1966) بطائرة مقاتلة إعتراضية من طراز “ميك-21” إلى “إسرائيل”، فإلتقينا معاً العديد من الطيارين الذين عاشوا ساعات ذلك اليوم وكانوا إما أصدقاء “منير روفا” أو من العاملين معه في سلك الطيران، فضلاً عن زياراتنا بعضاً من المؤسسات الرسمية ذات الصلة لتغطية معظم أوجه الموضوع.

وقد توصّلنا إلى أن قصة هروب الطيار “منير روفا” ليست كما يروّج لها الإعلام الإسرائيلي، بل أن لها جذوراً تمتد إلى عام 1957 وقتما حطّ في أرض العراق سرب من الطائرات الأمريكية يضمّ (12) طائرة نفاثة حديثة من طراز “سوبر سيبر F-86” لتفعيل برنامج مشروع المساعدات الأمريكية ضمن خطط “حلف بغداد” إبتغاء تحديث الأسلحة الثقيلة لدى القوات المسلحة العراقية تنفيذاً لإتفاقيات ذلك الحلف، وتمركز السرب في “قاعدة الحبانية الجوية” الضخمة التي أنشأها البريطانيون خلال عقد الثلاثينيات.

وهنا فلنتوقف قليلاً لنربط الوقائع من بعد ذلك… فقد جرى في العراق الإنقلاب العسكري المعروف الذي أنهى نظام حكمه الملكي يوم (14/تموز/1958)، وما كان سوى أيام معدودات حتى غادر الطيارون الامريكيون المبعوثون لتدريب الطيارين العراقيين على ذلك الطراز الحديث في حينه، فيما تُرِكت الطائرات على ذمة العراق في تلك القاعدة.

طيارون عراقيون في الولايات المتحدة

وما أن توجّه نظام “عبدالكريم قاسم” نحو دول المجموعة الإشتراكية لأغراض التسليح والتجهيز، فقد أوقفت الولايات المتحدة الامريكية -بطبيعة الحال- برنامج مساعداتها آنفة الذكر طيلة (4) أعوام متتاليات حتى إنهار ذلك النظام اليساري بحركة (14/رمضان-8/شباط/1963) قبل أن يقدم “المشير الركن عبدالسلام محمد عارف” على حركة (18/ت2/1963) لتصحيح الأوضاع السائدة، فيمسي رئيساً للجمهورية واسع الصلاحيات وينأى عن “المعسكر الشرقي” لتبدأ مفاوضات أمريكية-عراقية لإعادة تلكم الطائرات الإثنتى عشرة إلى أصحابها، عندئذ طلب الجانب العراقي من مثيله الأمريكي إيفاد عدد من الطيارين الى الولايات المتحدة للمشاركة بدورات طيران متقدمة مقابل تسليم الطائرات.

وحالما وافقت “واشنطن” على ذلك فقد إنتقت القوة الجوية العراقية أفضل طياريها ليعملوا -بعد عودتهم إلى الوطن- بصفة “معلمين للطيران المتقدم”، فأُوفَدَت طيارَين إثنين للمشاركة في الدورة الأولى، هما “إسماعيل وقتي، وواثق عبدالله رمضان” من طياري المقاتلات “ميك-17″ فعادا للعراق بعد إكمالها بنجاح… وجاء الدور على طيارَين آخرَين للدورة الثانية فأُوفد إليها الإختصاصيّان على طائرة الـ”هوكر هنتر” البريطانية وهما “نجدت مصطفى النقيب وعكرمة زين العابدين”، قبل أن يوفد (3) من طياري الـ”ميك-21” لخوض الدورة الثالثة والأخيرة، وهم:- موضوع بحثنا “منير جميل حبيب روفا” برفقة “حامد عبدالجبار الضاحي، وشاكر محمود”.

وهنا ننتهي من موضوعة الدورات التي حققت إحتكاكاً بين الولايات المتحدة والعراق في المجالات العسكرية الحساسة لنخوض في صلب الحدث.

خطة الـمخابرات الأمريكية (C.I.A)

كان همّ المخابرات الأمريكية في عقد الستينيات الحصول على طائرة مقاتلة إعتراضية من طراز “ميك-21” بأي ثمن كان، بإعتبارها طائرة تفوق جوي حديثة للغاية وذات تقنية عالية وسرعة تبلغ أكثر من ضعفَي سرعة الصوت، والتي عُدَّت (طفرة) في مجال الصناعات الجوية السوفييتية، وهي المقاتلة الإعتراضية (FIGHTER-INTERCEPTOP) الأعظم المعتمدة -منذ أواخر عقد الخمسينيات وفي غضون الستينيات- لدى القوات الجوية السوفيتية لدرء الأخطار عن أوطانها الشاسعة وتحقيق التفوق الجوي في سماء بلادها وأجواء دول “حلف وارشو” في أية حرب مقبلة حيال خصومها، وبالأخص أزاء القوات الجوية لدول منظمة حلف شمالي الأطلسي (N.A.T.O) والتي تتزعمها الولايات المتحدة بإمكاناتها الهائلة.

 ولذلك أقدمت المخابرات الأمريكية (C.I.A) -وليست المخابرات الإسرائيلية (الموساد)- على التخطيط لإستحصال طائرة “ميك-21″… فيما لم يُقحَم “الموساد” بأي دور إلاّ عند تنفيذ المراحل الأخيرة من الخطة الأمريكية الأصل.

إغواء الطيارين العراقيين

عاد طيارو الدورتين الأولى والثانية الى الوطن من دون أن يثير الأمريكيون أي شيء معهم، لكونهم من غير المتخصصين لقيادة طائرات “ميك-21″… حتى تم إيفاد الطيارين الثلاثة المذكورين للمشاركة بالدورة الثالثة، إذْ حاولت الـ(C.I.A) إغواءهم لتهريب طائرة واحدة من طراز “ميك-21” والهبوط بها في أقرب مطار لدى أي من بقاع إحدى الدول المتاخمة أو القريبة من العراق والحليفة للولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط أمثال “إيران، تركيا، السعودية”، ولكن “إسرائيل” -بالطبع- كانت الأفضل والأضمن.

 فوتح الطيارون الثلاثة -كل على إنفراد- للتيقّن ممّن قد يكون على إستعداد لتنفيذ المأرب، فجابههم “حامد عبدالجبار الضاحي” بإمتناع شديد لإيمانه بأنه يجسد قمة الخيانة للوطن والمبادئ والقيم، فكانت نتيجة رفضه الواضح أن دُبِّرَ له حادث سيارة أودى بحياته هناك.

ولما إستشعر الطياران الآخران “شاكر محمود ومنير روفا” بالخطر المحدق فقد قررا التظاهر بالموافقة ريثما يعودان للعراق فيكونان في مأمن من الـ(C.I.A) وتنتهي المعضلة وينسدل الستار، فأنهوا الدورة على هذا الأساس، وعاد الإثنان إلى “بغداد” بسلام.

ولكنهما لم يهنآ بالمأمن المرتجى، حيث حقق عملاء المخابرات الأمريكية تماساً في “بغداد” مع “شاكر محمود” لتنفيذ وعده، فكان أن تقوّى في إجابته القاطعة بالرفض بأنه لن يخون الوطن ولا ينكث العهد والقَسَم، وسوف لن تطأ قدماه أرضاً أمريكية مجدداً… وفي تلكم الأيام حطّت عشيقته الأمريكية الجميلة -التي صادقها خلال الدورة- في “بغداد” تحت ذريعة إشتياقها وتعلّقها بشخصه وعدم إحتمالها مفارقته، فأنزلها “شاكر” ضيفة في “فندق أمباسادور” الواقع على شارع “أبي نؤاس” والمطلّ على نهر دجلة، لتمكث بصحبته حوالي (10) أيام وتبلّغه رسالة الـ(C.I.A) محاولة إقناعه بضرورة تنفيذ وعده كي يستقر مستقبلاً في الأرض الأمريكية ليهنآ معاً بالعيش الرغيد سوية طيلة حياتهما… ولـمّا تلمّست رفضه بشكل قاطع، فقد أُوعِزَ إليها بقتله في غرفتهما بذلك الفندق قبل أن تسرع خلال ساعات بمغادرة “بغداد” إلى ديارها، حيث لم يُعرَف مقتل “شاكر محمود” إلاّ بعد أن فاحت رائحة جثمانه.

إرغام “منير روفا” على الهروب

وجاء الدور على النقيب الطيار “منير جميل حبيب روفا”، وكان أن إستوعب المغزى الكامن وراء مقتل صديقيه، إذْ لم يجرؤ الرفض فخطط للتنفيذ مُرغَماً، وكان في حينه أحد طياري “السرب/17” المتمركز وسط “قاعدة الرشيد الجوية” المتاخمة للضواحي الشرقية من “بغداد”، وكان -في حينه- السرب الوحيد المجهّز بطائرات الـ”ميك-21” طراز (F-13) في عموم العراق.

لم يتأخر “منير روفا” كثيراً قبل إتخاذ قراره القاطع، واضعاً خطته النهائية للهروب بطائرته إلى “إسرائيل”… وقد يمكن تلخيصها بما يأتي:-

  • قبل كل شيء سَفّرَ زوجته وأفراد عائلته بشكل إعتيادي لا يستجلب الأنظار، وذلك في سفرة إعتيادية إلى “إيطاليا” عن طريق أحد المكاتب السياحية التي تتعامل مع الخطوط الجوية العرقية وإطمئن عليهم بعد وصولهم.
  • قبل يوم واحد من موعد التنفيذ خطّط للقيام بطلعة جوية بعيدة المدى نسبياً بواقع مئات الكيلومترات وتستغرق أقصى وقت ممكن حسب الإمكانات المتاحة للـ”ميك-21″، وذلك بتعليق خزان إضافي أسفل بطن الطائرة ومن دون أية حمولة إضافية ولا أسلحة ولا أعتدة/ذخائر في رحلة يقلع بها من “قاعدة الرشيد الجوية” -بطيران أفقي على خط شبه مستقيم ومن دون مناورات- وصولاً إلى “قاعدة الوليد (H-3) الجوية” على إرتفاع يبلغ (11,000) متر ذهاباً وإياباً -وهو الإرتفاع الأمثل للإقتصاد بالوقود- وبسرعة إقتصادية (CRUISING SPEED) تبلغ (780) كلم/ساعة، وذلك إبتغاء التحقق عملياً وقطع الشك باليقين.
  • إستنبط “منير روفا” أن هذه الكمية القصوى من الوقود لـمّا تكفي لقطع ما مجموعه (900) كلم، فإطمئن بأن سيبلغ “إسرائيل” بطائرته الـ”ميك-21″ عبر أجواء المملكة الأردنية الهاشمية، فقرر تنفيذ المهمّة في اليوم التالي بذات الكمية من الوقود والسرعة والإرتفاع.
  • وكان “منير روفا” على يقين تام أن ليس هناك رادار عراقي يمكن أن يشكّ به، وإذا شكّ -على سبيل أسوأ الإفتراضات- فإن الطائرات العراقية سوف لا تستطيع اللحاق به كونه سيكون قد غادر الأجواء العراقية.
  • أما عند إختراقه الأجواء الأردنية التي سوف يمضي فيها أقل من (نصف ساعة)، فإن الرادارات الأردنية ليست أفضل من مثيلاتها العراقيات، فضلاً عن أن القوة الجوية الأردنية لا تمتلك سوى سرب واحد يحتضن (12) طائرة من طراز “هوكر هنتر” والتي لا تبلغ سرعتها القصوى نصف سرعة الصوت وليس بإمكانها مقاطعته.
  • وفي صباح اليوم التالي أقلع بطائرته من “قاعدة الرشيد الجوية” متوجهاً نحو الغرب بالإرتفاع والسرعة نفسهما، وبعد ساعة واحدة حطّ بسلام في إحدى القواعد الجوية الإسرائيلية، حيث إستقبله من يمثل الـ(I.A) والـ(الموساد) إستقبال الأبطال.

الخـاتـمــــة

رغم وصف البعض لعملية تهريب “النقيب الطيار منير جميل حبيب روفا” طائرة من طراز “ميك-21” نوع (F-13) بـ”الخيانة العظمى” -ولهم كامل الحق في ذلك- فإن مفارقات عديدة قد شابتها حتى إتخذ قراره النهائي.

ولكنه في كل الأحوال لم يكن مضطهداً بشكل مطلق لكونه من الإخوان المسيحيين، ولو كان كذلك لَـما قُبِلَ من حيث الأساس في كلية القوة الجوية في أواسط الخمسينيات، ولَـما أمسى طياراً لدى القوة الجوية العراقية، ولَـما نُسِّبَ لتسلّم أحدث الطائرات النفاثة الأسرع من الصوت لدى القوة الجوية العراقية، ولَـما ظلّ يخدم وسط سرب من المقاتلات في أعظم القواعد الجوية حساسية، ولَـما تدرّج في الرُتَب حتى “نقيب طيار”، ولَـما ثُبِّتَ بمنصب آمر رف طائرات في ذلك السرب الأساس المسؤول عن تحقيق الدفاع عن سماء “بغداد”، وأخيراً لَـما أُنتُخِبَ ليوفد ضمن (3) طيارين إلى الولايات المتحدة الأمريكية.

وفي الختام لا بد من القول أن كل ما ذُكِرَ عنه في المقالات المنشورة بعيد عن الواقع، فدور المخابرات الإسرائيلية إنحسر في إيصال عائلته من “إيطاليا” إلى “تل آبيب” وإستقبال “منير روفا” مع طائرته في سماء “إسرائيل”، في حين كان الدور الأساس في هذه العملية للمخابرات الأمريكية التي إستلمت الطائرة المرجوّة ونقلتها إلى الولايات المتحدة حيث تمت دراستها من جميع جميع تقنياتها ومحركها وأجهزتها ومكامن قوتها على أيدي خبراء أمريكيين، وقبل أن  تعاد إلى “إسرائيل” ليحلّق بها طياروها كي يكتشفوا إيجابياتها وسلبياتها ونقاط ضعفها ومناورتها أثناء القتال والإشتباك الجوي القريب.

أما ما أورده الفلم السينمائي المعروض خلال عقد الثمانينيات عن “منير روفا” وعلاقاته الغرامية وكيفية تجنيده وتسفير عائلته عبر شمالي العراق ودور الطبيب الجاسوس، وما تطرّق إليه صاحب المقالة المنشورة مؤخراً من مبالغات، فجميعها محض خيال مبتغاه التغطية على الدور الأمريكي ودعاية كاذبة لإعلاء شأن “الموساد” الإسرائيلي.

وختاماً أرجو ان أكون قد وُفِّقتُ في تسليط ضوء جديد متواضع على هذه العملية المخابراتية الذي قمتُ بصحبة صديقي “اللواء الركن زياد طارق جاسم” بإعداد دراسة عنها في حينه.