تدمير مصفيا وخزانات النفط في الاحواز العربية

4 ديسمبر , 2016

 

بسم الله الرحمن الرحيم

(فالله خير حافظا وهو ارحم الراحمين)

صدق الله العظيم /يوسف 64

تدمير مصفيا وخزانات النفط في الاحواز العربية

————————————————

  1. تمر علينا الذكرى (28) عاما على تدمير مصفيا وخزانات الوقود في مدينة الاحواز العربية، ولا تزال (قيادة القوة الجوية) وطائراتها تنتخب الاهداف (الاستراتيجية والحيوية والعسكرية والاقتصادية) الإيرانية وتوقع الخسائر الجسيمة فيها، ان اهدف العدو الايراني تتمركز بصورة خاصة في القاطع الجنوبي من ساحة العمليات لقرب المسافة بين السواحل الايرانية ومياه الخليج العربي، فكلما كانت الاهداف قريبة من الساحل فان النقل البحري اسهل وارخص ثمنا، ولهذا كثرت الاهداف الإيرانية على سواحلها وجزرها وموانئها وكثرت الضربات الجوية العراقية عليها.
  2. كلف تشكيل مؤلف من(12) طائرات سوخوي– 22 في يوم الخميس(23/6/1988) من مطار (ارطاوي) التابع الى (قاعدة علي الجوية – الناصرية) بضربة جوية على مصفيين النفط في مدينة (الاحواز) الرقم (1) والرقم (2) وخزانات النفط , بقيادة (الرائد الطيار هـ أ ) والارقام (12,11,10,9,8,7,6,5,4,3,2) وقد حملت الطائرات بحمولة (4×500) كغم قنابر انفجار عالي + (2×800) كغم خزانات وقود اضافية .
  3. اقلع التشكيل الاول من مطار (ارطاوي) والمؤلف من (6) طائرات من مدرج المطار (RUN WAY) و (6) طائرات من طرق الدرج) (TAXI WAY) لغرض بقاء التشكيلات متماسكة وكل تشكيل يشاهد التشكيل الاخر تفاديا لفقدان الرؤيا فيما بينهم بالإضافة الى المحافظة على صرفيات الوقود في حالة الابتعاد أو فقدان الاتصال البصري ( ( NEGATIVE CONTACT لمسافة بعيدة واللحاق بالتشكيل الاول.
  4. بعد اقلاع الطائرات بسلام تم الدوران الى جهة اليسار باتجاه النقطة الاولى – ميناء البكر – جزيرة بوبيان الكويتية – امام حسن – الاحواز، وعلى ارتفاع (200) م والسرعة الجوية (780) كم/ ساعة والتي تقطع الطائرة (13) كم / الدقيقة الواحدة وتعتبر هذه السرعة اقتصادية لصرفيات الوقود للطائرات، وبعد وصول التشكيل ميناء (البكر) تم الانحدار الى ارتفاع (15 – 20) متر فوق مياه الخليج العربي والتشكيل يطير بوضعية قتالية محافظا على وحدة التشكيل وكل عضو يعرف مكانه وهدفه وهذه من الصعوبة وبهذا العدد من الطائرات.
  5. ان التشكيل يطير باتجاه الهدف وبيساره ميناء (بندر شاهبور – ميناء خميني – وامام حسن ) والمدافع عن الميناء بأسلحة الدفاع الجوي الإيراني ( طائرات – صواريخ هوك ارض/ جو – م/ط ) والذي تلقى هذا الميناء الضربات الجوية المتعاقبة من قبل صقورنا الابطال وتدمير الباخرة الليبية المحملة بالأسلحة والصواريخ (ارض – ارض) للنظام الايراني, تقدم التشكيل بارتفاع واطئ دون الكشف الراداري للعدو الايراني وتم زيادة السرعة الجوية من ( 780 -900) كم /ساعة والتي تقطع الطائرة (15) كم /الدقيقة الواحدة , وتعتبر هذه السرعة الجوية قتالية لطائرات السوخوي -22,وبعض الطائرات الاخرى , واستمر التشكيل الى ان وصلت قرب وهي لحظات عصيبة ورهيبة لا يتصورها الا من هو منفذها ,وقبل (30) ثانية تسلق (PULL UP) لارتفاع (3000) متر لمشاهدة الهدف المخصص لضربه وهي لحظات حاسمة عند مشاهدة الهدف والانقضاض عليه بزاوية (20) درجة , تم التسديد على الهدف بمسددة الطائرة وبعد حصره وتطويقه القيت عليه القنابر واصيب المصفيين وخزانات الوقود اصابات مباشرة واحدثت انفجارات كثيرة ودمرت الاهداف تدميرا كاملا بعد القاء (48) طن من حمولة القنابر على الاهداف.
  6. بعد أصابه الهدف وتدميره من قبل قائد التشكيل والخروج من الانقضاض أطلقت عليه اسلحة الدفاع الجوي الايراني صواريخ أرض/جو نوع (ستريلا) فأصابته اصابة مباشرة واشتعال النار في الطائرة، وقد تسلق قائد التشكل الى ارتفاع (6000) متر للاستفادة من سرعة الانقضاض العالية والتسلق والدوران يسارا باتجاه الغرب (270) ⁰ الى مدينة العمارة – الكحلاء لغرض النزول ولقطع مسافة أكثر عند الانحدار وبأقل عدد من دورات المحرك (RPM).
  7. امر قائد التشكيل وهو بهذه الحالة وهدوء اعصابه اعضاء التشكيل وهو عبر نهر (الكارون) وفوق قطعاتنا البرية (الفيلق الثالث) بالتوجه والنزول في قاعدتي (علي الجوية – الناصرية) و(قاعدة الوحدة الجوية – الشعيبة) , وقد رافقه ولازمه وشكل عليه رقم (2) طيلة فترة الواجب ومنذ إصابته فوق الهدف , ولا زالت الطائرة تحترق والنار تلتهمها وقائدها يتصرف بهدوء فقرر قائدها النزول في مطار العمارة الا ان قيادة الطائرة (جيمت) وقرر قائدها (القذف) منها (فقذف) ونزل بالمظلة في هور ( الحويزة) , وقد قطعت الطائرة مسافة من منطقة الإصابة الى مكان القذف (125) كم تقريبا ,وكانت هناك مجموعة من الصيادين في زوارق الصيد تنتظر نزول الطيار الذي نزل بالمظلة وشاهدوه , وبعد دقائق معدودة نزل في الماء وتخلص من المظلة وجاء الصيادين واحتضنوه ووضعوه في الزورق وسارت الزوارق وصياديها وهم في غمرة الفرح والسعادة حتى وصل الى اليابسة .
  8. كانت هناك واجبا قتاليا قرب حقول مجنون بتشكيل مؤلف من (24) طائرة سمتيه قتالية وقد شاهده احد طياريها المكلفة بالواجب (الرائد الطيار حافظ محمود) فانفصل عن تشكيله وتوجه اليه ونزل بطائرته (M-8) وخلال عملية الإنقاذ اضاءه ضوء الحريق في الطائرة السمتية المنقذة لإنقاذه فطلب قائدها البطل طائرة أخرى من التشكيل فوصلت الى المكان الذي يتواجد فيه الصيادين وقائد الطائرة المنكوبة , فقدتم نقله الى مستشفى العمارة العسكري ووصوله بالساعة (1100) صباحا وتم استقباله من قبل مدير المستشفى ومنتسبيها وحمدوا الله على سلامته وقدموا له ما يحتاج من العلاج اللازم , فشكرا لهم على ما تصرفوا به.
  9. بالساعة (2300) مساءا , اتصل به (الفريق الأول الطيار حميد شعبان – قائد القوة الجوية والدفاع الجوي) وحمد الله على سلامته , وارسل له طائرة النقل الخاص ( جت ستار) ونقل الى (مستشفى القوة الجوية – بغداد) وقد استقبله من كان في واجب الخفارة وحمدوا الله على سلامته , وقد مكث في المستشفى شهرا كاملا لغرض العلاج الذي يحتاجه , ومنح إجازة مرضية لمدة شهرا كاملا , وقد التحق الى سربه السرب /5 بعد تأهيله والحصول على صلاحية الطيران واخذ يمارس الطيران , وخلال هذه الفترة توقفت الحرب بين (العراق – ايران) في الاثنين (8/ 8/ 1988) وهو في اجازته المرضية.

ملاحظة

——–

نزلت جميع الطائرات في القواعد الجوية (الوحدة الجوية (الشعيبة) – علي الجوية (الناصرية) بسلام وحسب امر وتوجيه قائد التشكيل البطل وهو يتصرف بعقلانية وطائرته مصابه والنيران فيها هذه هي الرجولة ، شكري وامتناني للصقر البطل (هـ أ) قائد التشكيل لتزويدي بالمعلومات عن هذا الواجب.

هؤلاء هم صقورنا وفرساننا الابطال المضحين عن العراق العظيم، وهذه اعمالهم البطولية وصولاتهم وملاحمهم التي تسجل في سفر القادسية الثانية، وفقهم الله وحفظهم من كل مكروه، والرحمة والغفران للذين استشهدوا من العراقيين.

عبد الرحمن العبيدي

السبت 3 كانون الأول 2016