العمليات متعددة الأوساط: دراسة في تطور الفكر العسكري الأمريكي في القرن الحادي والعشرين

29 مايو , 2019

 

 

اللواء الركن

علاء الدين حسين مكي خماس

ملخص

تتناول هذه الدراسة البحث في مفهوم جديد طرح عام 2016 من قبل المفكرين العسكريين الأمريكان، عن كيفية خوض وإدارة الحروب والصراعات في القرن الحادي والعشرين، وما زالت الأفكار والمناقشات المتعلقة بهذا المفهوم تتفاعل وتتطور، والمراد له إن يصبح العقيدة العسكرية الأمريكية للقرن الحادي والعشرين. تعتمد العمليات متعددة الأوساط والمسماة باللغة الإنجليزية Multi Domain Operations على مفهوم مفاده إن المعارك والعمليات التي ستنفذها القوات العسكرية الأمريكية الحديثة مهما كان فرعها (برية أم بحرية أم جوية أم سيبرانية أم فضائية[1] ) ينبغي إن يتم خوضها في كل الأوساط المتاحة للقتال وهذه الأوساط هي: الوسط البري، والبحري، والجوي، والسيبراني، والفضائي. وان يتم تجميع إمكانات القوات من كل الأوساط لتحقيق الهدف المحدد للقتال أو لصد العدو وردعه.

وهناك أسس وشروط لنجاح هذا المفهوم تم بيانها في متن الدراسة ومن ضمنها طرح مفاهيم جديدة لدورة الصراع وإطار العمليات. لقد كان أول من طرح هذا المفهوم هو الجنرال الأمريكي ديفيد بيركنز قائد قيادة التدريب والعقيدة العسكرية في الجيش الأمريكي عام 2016، وكتب العديد من المقالات عنه في الصحف العسكرية والاستراتيجية الأمريكية، وانتشرت الفكرة بشكل سريع إلى اوربا. واحتدمت المناقشات الفكرية ومن ثم نشرت الكراسات التدريبية لشرح أسس المفهوم لتحويله إلى عقيدة عسكرية قابلة للتطبيق خلفا للعقيدة التي كانت قد وضعت منذ سبعينات القرن الماضي والمسماة المعركة البرية الجوية. وضمن جهود تحويل هذا المفهوم إلى عقيدة عسكرية، فقد أجريت التمارين ولعبات الحرب، كما تم تشكيل جحفل لواء قتالي خاص وضع بإمرة قيادة الجيش الأمريكي في المحيط الهادي وبوشر بإجراء التمارين بواسطته وسيجري التوسع به تدريجيا لحين التبلور التام للأفكار واتخاذها الشكل النهائي المطلوب. وقد نشرت الكراسة التدريبية الرسمية المسماة FM-3 Operations 2017 والكراسة  Multi-Domain Battle (Evolution of Combined Arms for the 21st Centry) 2025-2040 version 1 Dec. 2017  . وتوضح هذه الدراسة أسس المفهوم والأسباب الداعية له والإجراءات المتخذة لتطبيقه وتحويلة من مفهوم إلى عقيدة عسكرية صالحة للقرن الحادي والعشرين.

 

 

المقدمة

في عام 2016 طُرِحَت في الأوساط العسكرية الأمريكية أفكارٌ جديدةٌ لمفاهيم القتال المستقبلية في القرن الحادي والعشرين ضمن مفهوم دعي في حينها (المعركة متعددة الأوساط) Multi Domain Battle (MDB). وذلك بالاستفادة من الدروس المكتسبة من الصراعات والحروب التي خاضتها القوات المسلحة في نهاية القرن العشرين وبداية القرن الحادي والعشرين، ولتجنب الأخطاء، وتعزيز وتطوير نقاط القوة والنجاح، ولمنع الخصوم من استثمار المعلومات التي اكتسبوها عن أساليب قتال القوات الأمريكية بموجب عقيدة المعركة البرية الجوية والتي تم تبنيها منذ عام 1982، فأصبحت الآن بحاجة إلى التطوير والتعديل.

وقد طرح هذا المفهوم للنقاش الموسع بين المفكرين والمختصين بالشؤون العسكرية والدفاعية والاستراتيجية عسكريين ومدنيين، ونتيجة لذلك النقاش والتجارب والتمارين التي أجريت لتطبيقه، فقد تطورت التسمية إلى (العمليات متعددة الأوساط) [2] Multi Domain Operations MDO

جدلية الدراسة:

تحاول هذه الدراسة الإجابة على الأسئلة المتعلقة بماهية المفهوم الجديد، بما يكفي لفهمه من قبل المهتمين العرب من عسكريين واستراتيجيين وسياسيين ودارسين لكي يواكبوا التطورات العالمية الجارية في ميدان الدراسات الدفاعية والاستراتيجية، وذلك لأهميته، لأنه سيتطور ليصبح العقيدة العسكرية الأمريكية الجديدة للقتال في القرن الحادي والعشرين. وذلك نظرا لأنه لم يسبق لأحدٍ أن كتب في هذا الموضوع في الكتب والصحف العربية، ولأهميته.

هيكلية الدراسة

اولا: التعريف بالمصطلحات التي سترد ضمن البحث

ثانيا: فكرة عامة عن مفهوم المعركة متعددة الأوساط

ثالثا: أسس مفهوم المعركة متعددة الأوساط

رابعا: كيف سيقاتل الأعداء والخصوم الجدد

خامسا: كيف ستقاتل القوات الصديقة

سادسا: متطلبات نجاح المفهوم

سابعا: تطور المفهوم وتبدل تسميته

 

أولا: التعاريف والمصطلحات

  • الأوساط المتعددة: الأوساط جمع وسط، والوسط هنا هو الترجمة التي نراها ملائمة لكلمة Domain والتي يمكن أن تترجم أيضا إلى نطاق أو مجال أو حيِّز، لكننا نرى أن الترجمة المناسبة هي الوسط. والأوساط جمع كلمة وسط. لذلك فان مصطلح الوسط Domain معناه الحيز أو المجال الذي تجري فيه العمليات موضوعة البحث، وما دام بحثنا هنا يتعلق بالأعمال القتالية أو العسكرية ، اذاً يكون الوسط هو الحيز أو المجال الذي تجري ضمنه فعاليات القوة أو الخدمة ( Service) أو فرع القوات المسلحة المعني، فيكون لدينا الوسط البري Land Domain للقوات البرية ( الجيش ومشاة البحرية Marines) والوسط البحري Maritime Domain للقوات البحرية، والوسط الجوي Air domain للقوات الجوية، والوسط السيبراني الإلكتروني Cyber Domain لفرع الحرب السيبرانية التابع للقوات المسلحة، والوسط الفضائي Space Domain للقوات الفضائية .
  • الحرب السيبرانية

هناك تعاريف كثيرة ومختلفة باختلاف مصادرها واختلاف وجهة نظرها عن الموضوع، لكننا سنختار التعريف الأكثر شيوعا والصادر عن إحدى مؤسسات البحوث المدنية الأمريكية، ونعقبها بالتعاريف الرسمية للجيش الأمريكي لهذا الموضوع الحديث والمعقد.

تقول مؤسسة راند للبحوث: أن الحرب السيبرانية تشمل الأعمال المتخذة من قبل الدول القومية أو المنظمات الدولية، لمهاجمة ومحاولة الإضرار بمنظومات حواسيب وشبكات المعلومات لدول أخرى من خلال استعمال الفايروسات الكومبيوترية أو اللجوء إلى أنواع أخرى من هجمات الحرمان من الخدمات الالكترونية [3] ، ونرى في هذا التعريف تبسيطا يكاد يفقد الموضوع معناه . لذا سنستعرض أدناه التعريف الرسمي الأمريكي للموضوع:

جاء في كراسة الميدان FM-3-17 Cyberspace and Electronic warfare operations، إن الفضاء السيبراني Cyber Space هو وسط عالمي Global Domain ضمن البيئة المعلوماتية ويتألف من شبكات تقنية المعلومات وبناها التحتية وما تختزنه من معلومات والمعتمدة إحداها على الأخرى، بما في ذلك الشبكة العنكبوتية (الانترنت) وشبكات الاتصالات اللاسلكية، والمنظومات الكمبيوترية وما تضمه من شرائح معالجة وسيطرة. يقوم الجيش بتنفيذ العمليات السيبرانية (عمليات الفضاء السيبراني) والفعاليات المساندة لها ضمن هذا الوسط Domain كجزء من الخطة العامة المشتركة لعملياته. تكون الشبكات الصديقة، والشبكات المعادية، والتابعة للخصوم، والتابعة للدول المضيفة لها، ومنظومات الاتصالات، ومنظومات الحواسيب، ومنظومات الهواتف الخلوية، ومواقع التواصل الاجتماعي، والبنية التحتية التقنية، هذه الأمور جميعها جزء من الفضاء السيبراني[4] .

أما عمليات الفضاء السيبراني[5]  Cyber space operations فمعناها استخدام القدرات السيبرانية من اجل تحقيق الأهداف المحددة سواء داخل أو من خلال الفضاء السيبراني. إن القدرة السيبرانية تعني جهازٌ ما أو برنامجٌ كومبيوتريٌ، أو تقنيةٌ معينة، بما في ذلك أي مزيج من (البرمجيات Software) و (العتاد Hardware – أي المعدات نفسها كالحاسوب والأقراص الصلبة وأجهزة النسخ … الخ) والمصممة من اجل إحداث أو خلق التأثيرات ضمن أو عبر الفضاء السيبراني. وعلى الرغم من أن عمليات الفضاء السيبراني، تنفذ ضمن الأوساط الأخرى، لكن الفضاء السيبراني يعتبر وسطاً منفصلاً. وتتم عمليات الفضاء السيبراني ضمن الأوساط البرية والجوية والبحرية والفضائية من خلال عمليات المجال الالكترومغناطيسي Electromagnetic Spectrum (EMS) والشبكات المتخصصة. يُمَكَن الفضاء السيبراني التداخل بين الأوساط المادية Physical (أي الملموسة وليس الافتراضية) من خلال نقل المعلومات والتفاصيل عبر مسارات البث بواسطة الروابط والعقد الإلكترونية والمجال الالكترومغناطيسي (EMS). إن ما تم اختراعه من قبل البشر في مجال الفضاء السيبراني مقروناً بالتقدم والتطور المضطرد في التقنية يساهم في الالتزام المستمر للتعامل مع المخاطر والحماية والدفاع عن قطاع واسع من الفضاء السيبراني المتاح [6].

  • القوات المشتركة Joint Forces [7]: مصطلح عام يشير إلى قوة مؤلفة من عناصر رئيسية متعددة من مختلف فروع القوات المسلحة ( Services) ، سواء بشكل عضوي ( والمقصود بالعضوي أي من اصل التنظيم وليس ملحق به أو مضاف له من مكونات تنظيم آخر بشكل مؤقت) أو متجحفل (والمقصود بالمتجحفل أي المتكون من قوات من مختلف التنظيمات العسكرية أو الصنوف تجمع لفترة معينة وتحت إمرة قائد واحد لتنفيذ مهمة محددة) . تعمل القوات المشتركة تحت إمرة قائد واحد، يسمى عادة قائد القوات المشتركة.
  • المفهوم:[8] Concept أي الأفكار والمفاهيم المنطقية والواضحة المطروحة لتطبيق فكرة ما أو رأي ما والقابلة للنقاش والتطوير، ولكي يصبح المفهوم قابلا للتطبيق فيجب تحويله إلى عقيدة.
  • العقيدة Doctrine[9]: كافة الأفكار والمفاهيم والآراء والتعاليم التي تسترشد بها القوات المسلحة في أعمالها سلما وحربا والتي تتبناها الدولة.

6-شبكات تقنية المعلومات: تعمل هذه الشبكات، نظرياً على أساس تأمين المواصلات والاتصالات ما بين (العقد)[10] Nods، وهذه العقد يمكن أن تكون عبارة عن أفراد مدنيين أو جنود عسكريين يعملون على الحواسيب، أو محطات عمل متعددة، Workstations أو من شبكات صغيرة بحد ذاتها. لذا فان قوة الشبكة تكمن بشكل أساسي في نوعية الارتباط بين مكوناتها.

7-حرب المعلومات information warfare  [11](IW) هناك عدد من التعاريف لمفهوم حرب المعلومات[12]. كان التعريف الأول الذي ظهر لها في نهاية القرن المنصرم يراها على أنها ” العمليات المنفذة من اجل الحصول على التفوق في مجال المعلومات الضرورية لإسناد الاستراتيجية العسكرية الوطنية وذلك من خلال التأثير على منظومات المعلومات والمعلومات الخاصة بالخصم، وبنفس الوقت المحافظة على، وحماية منظومة معلوماتنا ومعلوماتنا الخاصة[13]. وهكذا ظهرت بعض المفاهيم والمصطلحات الخاصة بحرب المعلومات، قسم منها مفاهيم ومصطلحات قديمة، وأخرى جديدة منها مثلاً: حرب القيادة والسيطرة (Command and Control Warfare  C2W)  ، و الحروب المعتمدة على الاستخبارات (Intelligence Based Warfare IBW) ، والحرب الإلكترونية (  EW)  ( Electronic WarfareK ، والعمليات النفسية  (Psychological operations)  وهجمات (الهاكرز) على نظم المعلومات[14] ، والحرب السيبرانية [15].

إلا أن تعريف حرب المعلومات المشار له آنفاً قد تطور ليصبح الآن كالآتي [16]: حرب المعلومات هي عمليات المعلومات التي تنفذ خلال أوقات الأزمات أو الصراع من اجل تحقيق أهداف محددة ضد خصم/ خصوم محددين. وهكذا نرى أن حرب المعلومات يمكن أن تُشن خلال العمليات الحربية الدائرة في مجالات تقع ضمن أو خارج ميدان المعركة العسكرية التقليدية.

  • حرب (القيادة والسيطرة)[17]: هي جزء من (حرب المعلومات)، وتتمثل في تطبيقات حربية ضمن العمليات العسكرية تستهدف بصورة خاصة مهاجمة أو الدفاع عن منظومات القيادة والسيطرة. على أن الأساليب والطرق المتبعة في شن حرب (القيادة والسيطرة) مثل (العمليات النفسية، والمخادعة، وعمليات الأمن، والحرب الإلكترونية) علاوة على أساليب أخرى غير تقليدية تركز على منظومات المعلومات التي يمكن أن تستخدم لتحقيق أهداف (حرب المعلومات) التي هي خارج نطاق منظومة الهدف المحدد لحرب القيادة والسيطرة المشار إليه آنفاً.
  • المعركة البرية – الجوية Air-land Battle [18]: كانت فكرة المعركة البرية الجوية تمثل الاطار المفاهيمي وأساس العقيدة القتالية للقوات الأمريكية بين أعوام 1982-1990. وهي تركز على التنسيق الوثيق بين القوات البرية العاملة كقوة مناورة تعرضيه ودفاعية وبين القوات الجوية التي تهاجم القوات المعادية في القدمة (النسق) الثانية أو القدمة الخلفية والمسؤولة عن تأمين متطلبات قوات القدمة الأولى الأمامية. حلَّت عقيدة المعركة البرية الجوية محل عقيدة الدفاع الفعال Active Defence التي كانت متبناة منذ عام
  • الحرب الهجينة [19]Hybrid war: هي مزيج من العمليات التي تقوم بها دولة ضد دولة أو دول أخرى من خلال وكلاء لا يمكن ربطهم بها أو بواسطة أساليب غايتها إشاعة عدم الاستقرار في الدولة المستهدفة وتحقيق الأهداف الاستراتيجية للدولة المهاجمة بعمليات لا ترقى إلى مستوى الحرب الفعلية.
  • حملة الأمر الواقع Fait Accomplie [20]: هذا المصطلح مستمد من اللغة الفرنسية لذا يكتب كما مبين. إن غاية هذه الحملة هي تحقيق الأهداف العسكرية والسياسية بسرعة كبيرة مما يشكل حالة أمر واقع (أي شيء تم حدوثه ولا يمكن العودة عنه) قبل أن تتمكن قوة حليفة من منع حدوثه.
  • العمليات شبه المستقلة Semi-independent operations: هي العمليات التي تجري بشكل منفصل لفترة من الوقت بعيداً عن وسائط القيادة والسيطرة والإسناد المعهودة، وذلك إما بسبب الأعمال المعادية أو بسبب خطة القائد وفكرته للعمليات. يمكن لفكرة العمليات شبه المستقلة أن تطبق تعبوياً وعملياتياً، وهي تمكن القوات الصديقة من استغلال المبادأة وتطبيقها بأحسن ما يمكن ضمن بيئة عمليات شديدة المنافسة وظروف عملياتيه رديئة جداً. كما أنها تتطلب من القوة الرئيسة إن تتوقع، وتعزز وتسند العمليات شبه المستقلة من خلال منظوماتها القيادية والحمايوية واللوجستية والطبية.
  • العدو المكافئ Peer Enemy [21]: هو ذلك الخصم ( الدولة) الذي يمتلك قدرات موازية أو مماثلة وقريبة من قدرات القوات الصديقة والذي يكافئها ويناظرها ويماثلها في الأداء السياسي والاستراتيجي والعملياتي والتعبوي.
  • إيقاع المعركة Tempo: تعبير عسكري لوصف سرعة جريان وتطور الأمور في المعركة، والتعبير مستعار من المصطلحات المستخدمة في الموسيقى.
  • القدرات Capabilities: مصطلح عسكري حديث يستخدم لوصف مختلف القوات والإمكانات المتيسرة في مستوى معين أو تحت إمرة قائد محدد.
  • القدرات الافتراضية Virtual Capabilities [22]: هي القدرات والإمكانات التي لا يمكن قياسها بموجب المعايير والمقاييس المادية المعروفة، وهي تشمل القدرات الفكرية، والمهارات الكامنة والقدرة على الاستنتاج والاستشراف وغيرها من الأمور المماثلة.
  • نوافذ العمل او فرص العمل Windows of Opportunity [23]: مصطلح يشير الى تجميع القدرات والإمكانات في الوقت والمكان المختارين ضمن الوسط والبيئة المقصودة لتمكين القادة من فرض السيطرة المحلية أو التأثير المادي الفعلي بالقوات المتيسرة لهم، أو بواسطة القدرات الافتراضية أو الفكرية على المنطقة المحددة لخلق الظروف المناسبة لاستخدامها بنجاح من قبل القوات الصديقة أو لمنع استخدامها من قبل العدو.

 

ثانيا: فكرة عامة عن مفهوم المعركة المتعددة الأوساط

Multi Domain Battle

لتجنب التعقيد في الشرح، يمكننا إن نبدأ بالقول وبشكل مختصر وسريع، إن الفكرة العامة لهذا المفهوم تعتبر امتداداً وتحسيناً وتطويراً للمفاهيم التي جاءت بها عقيدة المعركة البرية الجوية، إلا أنها تمتاز هنا بتوسيع المفهوم ليشمل أكثر من الوسطين (البري والجوي). فبموجب مفهوم المعركة المتعددة الأوساط MDB، وهو الاسم الأول المعطى للمفهوم، يكون التنسيق والتعاون التام بين القوات العاملة ليس في الوسطين البري والجوي فحسب، بل في الأوساط الأخرى كالوسط البحري، والوسط السيبراني والوسط الفضائي. أي أن القوة العاملة بموجب هذا المفهوم بإمكانها استخدام إمكانات جميع هذه الأوساط لتحقيق أهدافها. على سبيل المثال ستتمكن القوات البرية العاملة في ميدان المعركة من الاستفادة من قدرات القوة البحرية ونيرانها بعيدة المدى من معالجة أهداف برية في عمق العدو لتدميرها أو شلها أو مساعدتها على تخطي تلك الأهداف ، وبالعكس تتمكن القوات البحرية من طلب دخول قدرات القوات البرية العاملة في ميدان معين لمعالجة أسلحة أو مقذوفات أو صواريخ موجهة ضد السفن البحرية التي تعمل مقابل شواطئ معادية معينة ومعززة بهذه الأسلحة التي تعيق العمليات البحرية ، أو تقوم القوات الجوية بطلب مساندة القوات البرية للتغلب على وإسكات منظومات الدفاع الجوي المعادية التي تحمي منطقة عمليات تروم القوات الجوية تحقيق التفوق الجوي فيها ، لكن الدفاعات المعادية تعرقل هذه الجهود وتسبب الخسائر الباهظة للقوات الجوية، لذا يكون من الأفضل أن تقوم القوات البرية بتدمير هذه الدفاعات من خلال مهاجمتها من البر، أو أن يقوم منتسبو القوات البرية بطلب الأسناد السيبراني من المكون السيبراني الموجود ضمن التنظيم أو القطعة العسكرية لاستخدام القدرات السيبرانية للتشويش على أو إسكات شبكات الاتصال والمعلومات لمنظومات النيران المعادية والتي تمنع القوات البرية من العمل . هذه باختصار الفكرة العامة. ولكن هناك أسس ومقومات ضرورية لابد من توفرها كي تصبح هذه الفكرة قابلة للتطبيق، فما هي هذه الأسس؟

قبل تناول الأسس وشروط نجاح الفكرة لابد من التطرق إلى بعض التقسيمات المقترحة الجديدة التي سيتم بموجبها تنفيذ وتطبيق المفهوم وهي الاتي:

  • التقسيم الجديد المقترح لدورة الصراع[24] 

ستبقى طبيعة الحرب دون تغيير ومع ذلك فمن المناسب أن يفهم القارئ طبيعة وشكل دورة الصراع ضمن مفهوم التصور الحالي والمستقبلي. لابد من القول أولاً أن حالة التنافس الاستراتيجي Competition  Strategic تكون قائمة دوماً، وتكون النتيجة إما الربح أو الخسارة المؤقتة، وقلما تكون نتيجة التنافس الاستراتيجي ربحا أو خسارة دائمة. وهنا ينبغي إعادة تصور تبادل الحالة ما بين الحرب والسلام، من حالة خطية linear (أي متسلسلة ومتعاقبة) إلى حالة دورية Cyclical   لكي تعكس وتصور طبيعة الحرب المقبلة، حيث ستكون حالات الربح والخسارة هي حالات نسبية فقط وليست مطلقة كما بينا. إن مكونات دورة الصراع الجديدة هي (المنافسة التي لا ترقى إلى درجة الصراع المسلح الشامل، ثم الصراع الشامل، ثم العودة إلى المنافسة) وهي تحدث بشكل متوالي لذا سميت بالدورة Cycle (انظر الشكل).

التصور الجديد لدورة الصراع[25]

 

  • الإطار العملياتي للمعركة المتعددة الأوساط Operational Framework for MDB [26]

قبل التوسع أكثر لابد من القول إن هذه الفكرة يراد لها أن تكون قابلة للتطبيق عالمياً لذا فإطارها العام سيكون ضمن منظور واسع وعالمي Global، ومن هنا فقد طُرحت مفاهيم جديدة لتقسيم مجالات القتال والعمليات ضمن ما يعرف بالإطار العملياتي للمعركة المتعددة الأوساط والذي سيتم القتال ضمنه، ولتقسيم دورة الحرب المتصورة الجديدة وضمن مفاهيم جديدة هي مرحلة المنافسة، ومرحلة الصراع ومرحلة العودة إلى المنافسة. إن الإطار العملياتي للمعركة المتعددة الأوساط يمكِّن القادة أن يتصوروا شكل ووضعية القدرات المتاحة لهم وتجميعها للعمل في جميع الأوساط والبيئات والظروف والأدوار المطلوبة للمناورة والمعركة. إن التقدم والتطورات التكنلوجية المتاحة حاليا وتكامل القدرات من مختلف الأنواع لأغراض العمليات علاوة على قدرات الخصم المتزايدة، هي الدافع للبحث عن إطار جديد للعمليات من اجل التمكن من التحديد الدقيق لبيئة العمليات وتنظيم العمليات خلالها. إن الإطار العملياتي هو عبارة عن وسيلة تمكن القائد من تصور كيفية انفتاح وتجميع القدرات والقوات المتاحة له للحصول على فرص (نوافذ) عمل Windows of Operations تمكن من تامين المناورة والمعركة لدحر المنظومات المعادية وتحقيق الأهداف بشكل واضح. مع الأخذ بالحسبان المديات الموسعة الحديثة والعلاقات المعقدة بين جميع القوات الصديقة والعدو عبر مستويات القتال المعروفة (التعبوية والعملياتية والاستراتيجية). إن البيئة العملياتية والتهديدات والمشاكل المتوقعة ضمن مفهوم معركة الأوساط المتعددة تتطلب تقسيم الإطار العملياتي بشكل يؤدي إلى تنظيم ووضوح بيئة العمليات. وحيث إن الأعداء المكافئون ( راجع التعاريف) سيتمكنون من المنافسة ضمن جميع الأوساط ومن مسافات بعيدة موسعة لذا فان المفاهيم والتقسيمات الحالية  والمعبر عنها بالمناطق القتالية القريبة و العميقة ومناطق الأسناد ينبغي إعادة النظر بها , إن الاطار العملياتي للمعركة متعددة الأوساط يجب إن يشمل جميع الأوساط وصولا إلى الوسط الفضائي والفضاء السيبراني علاوة على مجال الطيف الالكترومغناطيسي والبيئة المعلوماتية، لأن الفعاليات في هذه الأوساط وعبر الزمن تنتج تأثيرات تعبوية وعملياتية واستراتيجية ينبغي التعامل معها بشكل واضح .

 

وحيث إن الإطار هو إطار عملياتي أي يشمل مستوى العمليات، لذا فانه ينبغي إن يحدد بأبعاد مادية ومفاهيم تجريدية أكثر وضوحا بالرغم من إن بعض الأوساط لا يمكن قياسها بالأبعاد المادية كالأوساط (الفكرية والمعلوماتية والإنسانية).

أن المناطق المبينة ضمن مفهوم الاطار العملياتي والمبينة بالشكل السابق تحددها طبيعة القدرات المتاحة العاملة فيها ( الصديقة والعدوة) ، هذا وتتخذ المعركة متعددة الأوساط أشكالاً مختلفة في كل منطقة بسبب اختلاف قدرات الجانبين المتنافسين ، ونظرا لتوسع مجالات المعارك الحديثة فان الفعاليات في احدى المناطق يمكن أن تؤثر على الفعاليات في مناطق أخرى، لذا فان المجال أو الحيز الذي تحدث فيه المعارك ينبغي أن يُحدد بمفاهيم ومعايير ومقاييس جغرافية ، ولكن بالرغم من ذلك فان تعقيدات المعركة المتوقعة لا تعني أن القتال سوف يتحدد بهذه الأبعاد الجغرافية فقط ، فمثلا قد تكون المنطقة الموصوفة بمنطقة المناورة العميقة مجاورة لمنطقة الإسناد العملياتي ( التي سيرد تعريفها بعد قليل) وذلك بسبب نوع القوات والقدرات العاملة ضمنها من كلا الجانبين المتقاتلين .

شرح مكونات وتقسيمات الإطار العمليات المقترح[27]

  • مناطق النيران العميقة: تعرف هذه المناطق أنها التي تقع خارج المدى الملائم لحركات ومناورة القوات التقليدية، ولكن حيث يمكن استخدام قدرات القوات المشتركة وقوات العمليات الخاصة والقدرات المعلوماتية والقدرات الافتراضية Virtual Capabilities. يمكن التفريق ما بين مناطق النيران العميقة الاستراتيجية، والعملياتية، بواسطة نوعية القدرات التي يمكن استخدامها في كل منطقة. هذه المناطق تقع إما على مسافة بعيدة جداً (خارج المدى العملياتي) لقوات المناورة التقليدية بحيث لا تتمكن من دخولها، أو أن الدخول اليها محظور نتيجة لسياسة أو وضع جغرافي أو جيوبولتيكي معين (مثل الحدود الدولية) أو المناطق المحظور دخولها بسبب معاهدة أو اتفاقات دولية.
  • منطقة المناورة العميقة: هذه المنطقة هي المنطقة التي يكون التنافس عليها شديداً مع القوات المعادية، وذلك بسبب وجود الكثير من الأهداف المعادية ضمن هذه المنطقة. وعلى الرغم من أن قوات المناورة التقليدية يمكنها العمل ضمن هذه المنطقة لكنها تتطلب أسنادا كبيرا من قبل قدرات الأوساط الأخرى، ويتعين على القادة أن يبذلوا الجهود المنسقة لاختراق منطقة المناورة العميقة هذه. وبسبب تمكن القوات التقليدية للمناورة من العمل بحرية نسبية في هذه المنطقة، فانه ستتاح للقادة مسالك وفرص وخيارات عمل كثيرة.  كما تتمكن القوات البرية والبحرية من مواصلة عملياتها لفترات طويلة نسبيا في هذه المنطقة.

3-منطقة القتال القريب: هذه المنطقة هي التي تتواجه فيها القوات الصديقة والقوات المعادية حيث يكون بينهما تماس مادي مباشر، وتقع بينهما المنافسة لأجل السيطرة على أهداف مادية ومجالات العمل المادية التي تسند وتعزز إمكانات تنفيذ أهداف الحملة الحربية. تتضمن منطقة القتال القريب الأراضي والمياه الإقليمية والمجال الجوي الكائن فوقهما. وقد أدت القدرات الجديدة التي تمتلكها القوات الحديثة إلى توسيع أبعاد منطقة القتال القريب. لذا ينبغي أن تجري العمليات القتالية في هذه المنطقة بإيقاع ملائم وتحشيد قدرات كافية ومناورة مناسبة من اجل التغلب على العدو من خلال تحشيد قوات متجحفلة وقدرات قتالية متكاملة في الوقت والمكان الحاسمين.

4- مناطق الاسناد : بشكل عام إن مناطق الإسناد هي تلك المناطق التي تمثل المجال الذي تتمكن خلاله القوات المشتركة من الاحتفاظ بأقصى درجة من حرية العمل والسرعة والمرونة والقدرة على مجابهة جهود العدو في الأوساط المتعددة التي يستخدمها لمهاجمة القوات الصديقة وبناها التحتية وشعوبها. وتختلف طبيعة وحدود هذه المناطق باختلاف الخصوم، ولكن من المهم ادراك أن التقنية العصرية ستكون متاحة لجميع الخصوم تقريبا مما يمكنهم من القدرة على الوصول إلى الأراضي الوطنية والجبهة الداخلية، وتنفيذ بعض العمليات فيها (مثلا من خلال الحروب السيبرانية والمعلوماتية و الفضائية أو من خلال العملاء والجواسيس والمتعاونين)، بل وحتى من خلال استعمال وسائل التواصل الاجتماعي لزعزعة الإسناد الجماهيري وتشجيع ما يعرف بالذئاب المنفردة  لشن الهجمات[28]  ، ولذا فان مناطق الإسناد تصنف بموجب القدرات الصديقة والمعادية العاملة ضمنها .

  • منطقة الإسناد الاستراتيجية: هذه المنطقة هي المنطقة التي تتم فيها عمليات التنسيق بين مختلف فروع ( (Services القوات المسلحة، وتقع فيها خطوط المواصلات الاستراتيجية البحرية والجوية، أي أنها تشمل أرض الوطن . وتوجد فيها معظم الأسلحة النووية والقدرات الفضائية والقدرات السيبرانية والبنى التحتية للشبكات المعلوماتية المهمة. وتنجز فيها أيضا الجهود لإدامة الجوانب اللوجستية المطلوبة لإسناد عمليات الأوساط المتعددة خلال مراحل المنافسة ومن ثم الصراع المسلح. سيقوم العدو بمهاجمة منطقة الإسناد الاستراتيجي للإخلال وتقليل كفاءة عمليات الانفتاح وتحريك التعزيزات التي تروم الوصول إلى منطقة الإسناد العملياتي ومن ثم التحرك إلى منطقة القتال القريب وذلك بالاستفادة من مديات الأسلحة القاتلة وغير القاتلة [29] بالإضافة إلى عمليات الاستطلاع أو القصف بواسطة الأسلحة غير المأهولة (كالطائرات دون طيار). إن عمليات العدو داخل منطقة الإسناد الاستراتيجي تؤدي إلى عمليات سريعة الإيقاع من قبل القطعات الصديقة في مناطق أخرى للحد من خيارات العدو وإمكاناته للتصعيد.
  • منطقة الإسناد العملياتي: هي المنطقة التي تتواجد فيها الكثير من المقرات الرئيسية لقيادة القوات المشتركة وكذلك قدرات الضربة والقدرات النارية لهذه القوات، التي يمكن إن تكون نيرانا أرضية أو بحرية، وتظم هذه المنطقة عادة دولا عديدة وبذا تكون منطقة الإسناد العملياتي مجالا مهما للتكامل السياسي – العسكري للجانب الصديق. وبسبب الأهمية السياسية والعسكرية لهذه المنطقة فان العدو سوف يستهدفها بقدرات وجهود مهمة من جهوده الاستطلاعية وحرب المعلومات والقدرات النارية التي يمتلكها، لذا فان القوات الصديقة العاملة في هذه المنطقة ستكون في حالة تماس دائم بالعدو، وستقوم القوات المشتركة بتحشيد ما يكفي من القوات في الزمان والمكان المناسبين لخلق نوافذ وفرص عمل (راجع التعاريف) مناسبة لتحقيق الأهداف المطلوبة.

جـ – منطقة الإسناد التعبوية: هذه المنطقة هي التي تجعل من الممكن وبشكل مباشر إجراء العمليات في منطقة القتال القريب ومنطقة المناورة العميقة ومناطق النيران العميقة، كما تتواجد في هذه المنطقة الكثير من القدرات الصديقة كموارد الإسناد والنيران والنقل ومقرات القيادة الميدانية. وسيقوم العدو بتوجيه فعالياته لحرب المعلومات والأسلحة غير المأهولة (كالطائرات بدون طيار) وفعاليات قوات المناورة الخاصة به ونيرانه العملياتية الساندة ضد القوات الصديقة المتواجدة في هذه المنطقة. وكذلك مهاجمة السكان المحليين ومؤسسات السلطة المدنية الكائنة في المنطقة.  وينبغي على القوات الصديقة إن تكون مستعدة لتحمل زخم النيران المعادية وان تهزم قوات العدو البرية التي تنجح في التسلل إلى هذه المنطقة وكذلك القيام باختراقات واندفاعات مناسبة داخل هذه المنطقة. وهنا لابد من القول إن المناورة والقدرة على التحمل والبقاء تعتبران المطلبان الرئيسيان الواجب توفرهما لدى القوات الصديقة كي تتمكنا من البقاء والعمل فيها.  وكما يبين المخطط أعلاه فان فهم العلاقة بين القدرات والقوات الصديقة والمعادية يعتبر ضروريا لفهم معنى الإطار العملياتي لمعركة الأوساط المتعددة

 

ثالثا: أسس مفهوم المعركة متعددة الأوساط

ان اهم الأسس التي اعتمدها مفهوم المعركة متعددة الأوساط

1_ معايرة وتنظيم القوات وجحفلتها Force calibration وذلك من اجل تحقيق النصر في الحرب الهجينة، ومنع العدو من شن الهجمات لتحقيق نتائج الأمر الواقع. يتضمن هذا الأمر أيضا انفتاح القوات وتحشيدها في الأماكن المناسبة وجحفلتها لتأمين القدرات والإمكانات الضرورية وتأمين منظومات القيادة والسيطرة والمواصلات وكل متعلقاتها.

2-استخدام التشكيلات المرنة Resilient Formations – والتي يمكنها أن تعمل بشكل شبه مستقل داخل منطقة العمليات الموسعة بنفس الوقت الذي تعرض فيه القوة أو تنشرها في الأوساط الأخرى

  • تجميع وتوحيد القدرات Convergence: من اجل خلق نوافذ عمل (فرص عمل) تمكن إجراء المناورة. إن تجميع القدرات عبر جميع الأوساط والبيئات والأدوار بالحجم والكثافة المطلوبة لتحقيق النصر يتطلب أيضا إطارا عملياتيا لخوض المعركة متعددة الأوساط، من اجل إمكانية تصور كيف ستعمل الصنوف المشتركة التي تضم كل القدرات وكيف ستقوم باستخدامه بشكل متكامل ومتداخل في الوقت والمجال المادي المتوفر.
  • خلق نوافذ العمل (فرص العمل) Windows of Action: إن تجميع القدرات والإمكانات المتاحة للقوات والتنظيمات المختلفة سواء كانت إمكانات قاتلة أم غير قاتلة عبر جميع الأوساط والبيئات ومن مختلف المهام ينتج عنه خلق (نوافذ) فرص عمل (راجع التعاريف) ملائمة سواء بالوقت أو المكان تتمكن فيها القوات الصديقة من المناورة من اجل تحقيق أهدافها. يمكن الاستفادة من فرص العمل هذه لتمكين القوات من المناورة أو خلق الظروف الحاسمة أو القيام بتنفيذ العمليات الضرورية لتغيير الوضع إلى وضع ملائم للجانب الصديق. تؤمن التشكيلات المرنة ذات القدرة على القيام بالعمليات شبه المستقلة عبر جميع الأوساط، للقادة خيارات متعددة لخلق واستثمار نوافذ وفرص عمل بشكل لا خطي (أي ليس متعاقبا) من اجل الاستفادة منها أو خلق معاضل كبيرة يتعين على القادة المعادين مواجهتها.
  • الوقت Time: إن القدرات المادية أو الافتراضية أو الفكرية عبر الأوساط أو البيئات أو الأدوار غالبا ما تمتلك خواص زمنية رئيسية مختلفة والتي تتحكم في كيفية استخدامها. وهذا ما يدعو إلى أن يحسب القادة للقوات المختلفة والراغبين بتجميع القدرات والإمكانات لتك القوات أن يحسبوا الأوقات اللازمة والضرورية لها ومن خلال التوقيتات الرئيسة للخطوات التالية: وقت الاستحضارات/ ووقت التخطيط والتنفيذ/ ووقت مدة التنفيذ/ ووقت العودة إلى الوضع الأصلي/ ووقت إعادة التنظيم.

 

رابعا: كيف سيقاتل الأعداء والخصوم الجدد

يرى الأمريكيون أن أعدائهم الذين سيتعين عليهم مواجهتهم يمكن أن يصنفون إلى صنفين. الصنف الأول ويطلقون عليهم مصطلح العدو المكافئ peer enemies (راجع التعريف)، أما الصنف الثاني فهم القوى المعادية غير المكافئة. هؤلاء الأعداء بصنفيهم تمكنوا من استيعاب الدروس المنبثقة من حروب نهاية القرن العشرين وبداية القرن الحادي والعشرين، وتنسيب وتعديل أساليب قتالهم بموجب هذه الدروس وبنفس الوقت تسريع وتحديث وتدريب قواتهم تدريبا مهنيا راقيا. وغايتهم الحصول على الفائقة الاستراتيجية من خلال تقليص أو القضاء على الفوائد الاستراتيجية التي حصلت عليها الولايات المتحدة خلال السنوات العشرين الماضية. ومن خلال هذه التوجهات والأساليب يقومون ضمن مرحلة المنافسة Competition بتنفيذ العمليات التي لاتصل إلى مرحلة الصراع المسلح الحقيقي. وبنفس الوقت يستمرون في التأهب والتهيؤ والمحاولة للحصول على قدرات تمكنهم من الدخول في اشتباكات وقتال واسع النطاق ضمن المرحلة العليا للصراع أي الحرب إن تطلبت الظروف ذلك، مسترشدين بثلاثة نقاط اكتسبوها من الدروس المستنبطة التي أشرنا إليها، وهذه النقاط هي أولاً: حرمان الولايات المتحدة وحلفائها من تحقيق أي تواجد أو نجاح في مناطق العمليات، وذلك لمنع القوات الأمريكية والمتحالفة معها من تامين التفوق العملياتي واللوجستي والناري والقيادة والسيطرة الضرورية للتغلب على أي تهديد إن اتيحت لها الفرصة للوصول إلى والاستقرار في مناطق العمليات المشار إليها. وثانيا: هي محاولة تفتيت وعزل عناصر القوات المشتركة والمتجحفلة عن بعضها، وذلك بعزل القوات الجوية مثلا عن القوات البرية والبحرية، ومنعها من توحيد جهودها وتبادلها الإسناد المطلوب. وثالثا: تثبيت قوات الأمريكان وحلفاؤهم وحرمانها من إمكانات المناورة لتجميع وتوحيد كافة الإمكانات بما فيها القيادة والسيطرة للتأثير على القتال القريب المتلاحم. وهنا فان الأمريكان يرون انه من المتوقع إن تستمر عمليات المنافسة في جميع الأوساط، إذ يمتلك خصومهم إمكانات جيدة في مجالات الدفاعات الجوية المتكاملة والنيران بعيدة المدى علاوة على امتلاكهم أساليب استخباراتية متطورة بما فيها الاستطلاع والمراقبة والمعلومات والحرب الإلكترونية والقدرات السيبرانية [30] . وستكون أساليب عمل الخصوم من خلال استخدام المخادعة والمباغتة وسرعة العمل من اجل تحقيق أهدافهم في الوقت نفسه الذي يقومون به بتكامل الإجراءات الاقتصادية والسياسية والتكنلوجية والمعلوماتية والعسكرية من اجل استثمار واستغلال أي شرخ أو تخلخل في الأساليب العملياتية للجانب الصديق. بل وربما يلجأ هؤلاء الخصوم إلى التهديد باستخدام الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل الأخرى من اجل الاستفادة من عملية التصعيد في الحركات العسكرية أو المواقف الجارية. وقد تكون كوريا الشمالية أو إيران مثالا على ذلك.

أما على المستوى العملياتي فإن الأساليب العملياتية للخصوم تستفيد من الدفاعات الجوية المتكاملة والمتداخلة عضويا في البنى العسكرية والمدنية التحتية لهم، ومن القدرات المتاحة لهم في توجيه ضربات صاروخية دقيقة من مسافات بعيدة من اجل مسك عدد من الأهداف الصغيرة والمحدودة قبل إن تتمكن القوات المشتركة الصديقة من القيام برد فعل مناسب ومؤثر. ويقوم هؤلاء الخصوم بشكل مستمر بتطوير منظومات قدراتهم الدفاعية الجوية المتكاملة وتصديرها إلى حلفائهم من اجل تامين الحماية الجوية لقواتهم البرية لكي تتمكن من العمل بحرية مناسبة بعيدا عن أية تهديدات أو تأثيرات يمكن للقوات المشتركة إطلاقها عن بعد ضدهم.  إن شبكات الدفاع الجوي المعادية المتكاملة تعرقل وتعقد من عمل القوات المشتركة، وذلك لان هذه الشبكات القاتلة والمبعثرة والمخفية جيدا بإمكانها أن تؤمن للخصم الحصول على التفوق في وسط معين (الوسط الجوي) باستخدام أسلحة من وسط آخر (الوسط البري). كما إن شبكات ومنظومات الدفاع الجوي المتقدمة التي يمتلكها الخصوم، يمكنها أن تحمي القدرات الصاروخية سطح-سطح المعادية، مما يمكن العدو من توجيه ضربات عميقة دون الاستعانة بالطائرات أو القوات الجوية. إن القوات البرية الصديقة الحالية والمصممة بموجب الافتراض المسبق بانها ستعمل في ظروف التفوق الجوي والبحري الصديق سوف لن تتمكن من شن العمليات المؤثرة إلا بعد توفر هذه الظروف، التي تتطلب تسهيلات كبيرة، منها المقرات وعقد القيادة الكبيرة والواهنة تجاه الهجمات الصاروخية بعيدة المدى المعادية المشار اليها. كما إن القدرات الصاروخية المعادية تهدد أيضا المناورات البحرية الصديقة من خلال تهديد القواعد البحرية الصديقة وتعريضها لخطر الإصابة. كما يتمكن الخصوم من ضرب القواعد الجوية البرية الثابتة كبيرة الحجم من مسافات بعيدة تماما، وهذا ما يزيد من التحديدات المفروضة على إمكانيات عرض القوة Show of Force ونشرها واستخدامها في (الوسط الجوي). وعلى المستوى التعبوي والعملياتي، يتمكن الخصم من تحديد قدرات القوات الصديقة في الإحساس بفضاء المعركة (أي المجال الذي ستدور فيه المعركة) من خلال ربح مرحلة الاستطلاع والاستطلاع المضاد. إن قدرات الاستطلاع والاستطلاع المضاد التي يمتلكها الخصم في الأوساط كافة تتحدى الإمكانات الصديقة لحماية وإخفاء انفتاح القوات وتمنعها من الحصول على فهم واضح ودقيق لترتيبات القوات المعادية. يتمكن العدو من خلال الاستفادة من التطورات الحديثة التي طرأت على وسائط الاستطلاع والمراقبة قليلة الكلفة نسبيا مثل الطائرات غير المأهولة (الوسط الجوي والوسط السيبراني) والاستفادة منها في توجيه النيران غير المباشرة بعيدة المدى (الوسط الأرضي) البعيدة عن تأثيرات الضربات الجوية الصديقة ونيران القصف المقابل، من إيقاع خسائر مهمة بالقوات الصديقة حتى لو لم يكن بتماس مباشر معها. وخير مثال لهذا الأسلوب في الاستخدام هو ما قامت به القوات الحوثية في اليمن يوم 8/1/2019 من توجيه طائرة مسلحة بدون طيار وتحليقها في سماء استعراض عسكري داخل المنطقة التي تسيطر عليها قوات الحكومة اليمنية الشرعية، ومن ثم تفجيرها في سماء الاستعراض ما أدى إلى إصابة ومقتل العديد من قادة القوات اليمنية ومنهم رئيس أركان الجيش اليمني الذي أصيب بجراح خطيرة. وهذا يمثل خير نموذج لاستخدام الوسط الجوي والوسط السيبراني من خلال العمل من الوسط الأرضي.

 

خامساً: كيف ستقاتل القوات الصديقة

تقوم القوات المشتركة وحلفاؤها أولا بمعايرة Calibration وضعية القوات وتنسيقها، ثم تقوم باستخدام التشكيلات المرنة Resilient Formations والقادرة على تنفيذ مناورات شبه مستقلة ولو من دون حصولها على التفوق في الوسط العاملة فيه، وتقوم بتجميع القدرات Convergence لخلق نوافذ عمل وفرص عمل Windows of Action بمختلف الأساليب وفي الأوقات المناسبة للموقف ضمن ميدان المعركة الموسع Extended Battle space   لمعالجة المعضلات التي يمثلها العدو المكافئ Peer Enemy.

تتمكن القوات المشتركة من خلال استخدام هذه القدرات والإمكانات والأعمال أثناء مرحلة المنافسة Competition  ومن ثم مرحلة الصراع المسلح  Armed Conflict  وبعدها العودة إلى المنافسة      Return to  Competition من تنفيذ الأعمال الآتية :

  • إفشال عمليات الخصوم التي غايتها خلخلة التحالفات الصديقة وزعزعة الوضع في الإقليم المعني، وردع تصعيد العنف، وتهيئة الظروف لتحويل المناطق المحظورة إلى مناطق متنافس عليها في حالة اندلاع أعمال العنف.
  • المناورة من مسافات كائنة في العمق الاستراتيجي والعملياتي ، عبر مختلف الأوساط والبيئات أثناء مرحلة المنافسة ولكن بما يكفي من القوات القتالية في الوقت المناسب لدحر القوات المعادية .
  • تنفيذ مناورات عميقة باستخدام القوات الجوية والبحرية والبرية لإخماد وتدمير منظومات العدوISR Intelligence Surveillance and Reconnaissance الاستطلاعية والاستخباراتية والمراقبة ومنظومات دفاعه الجوي المتكاملة IADS Integrated Air Defines Systems
  • دحر العدو في القتال القريب المتلاحم باستخدام قوات المناورة البرية لتدمير منظوماته وتمكين القوة المشتركة من حرية العمل.
  • ترصين المكتسبات للحصول على نتائج مضمونة، وتهيئة الظروف والشروط لإقامة حالة ردع طويلة الأمد، والتكيف مع البيئة الأمنية الجديدة.

 

سادساً: متطلبات نجاح المفهوم

إن متطلبات نجاح هذا المفهوم تعتمد تماما على التمكن من تحويله من فكرة نظرية إلى تطبيق عملي، أي تحويله من مفهوم إلى عقيدة: هذا معناه موائمة التنظيم، والتدريب، والتجهيزات، وأساليب القيادة، والتدريب والتعليم، ونوعية المقاتلين، وإيجاد المنشئات والتسهيلات الملائمة وتحديث الأسلحة والتجهيزات الحالية كي تتمكن من تطبيق العقيدة الجديدة . إن بعض المتطلبات الحديثة والبازغة ستكون:

  • Windows of Advantage

إن تطبيق مفهوم المعركة متعددة الأوساط يتطلب خلق وإحداث نوافذ عمل أو فرص عمل ملائمة وقتية واستعادة التوازن في القدرات المتقابلة من اجل إنشاء تشكيلات مرنة ضمن القوات المشتركة.

  • ميدان المعركة الموسع – Extended battlefield[31]:

كان قد تم تطوير هذه الفكرة ضمن مفهوم المعركة البرية الجوية، وقد بُني هذا المفهوم على الافتراض المسبق بأن القادة المختلفون يمتلكون رؤية وتصورات مختلفة عن ميدان المعركة مقدراً بالمعايير الجغرافية. وما زال هذا المفهوم لميدان المعركة الواسع سارياً وضروريا ضمن مفهوم المعركة متعددة الأوساط، لكن مداه الآن اصبح يتجاوز الوسط البري ليس بالمعايير الجغرافية وحسب، بل بمعايير الزمن ليشمل أوساطا أخرى وأوقاتا أخرى[32]  . إن المفهوم الحالي لتقسيم مراحل الصراع والمبني على التصور الخطي المستقيم Linear، أي المتسلسل لم يعد مناسبا لتصور كيف يمكن للصراع إن ينتشر عبر الأوساط القتالية والمناطق الزمنية Time Zone (وهذا تعبير جغرافي ناتج عن تقسيم الأرض لخطوط الطول والعرض لحساب فروق التوقيت في مختلف أنحاء العالم). فلم يعد بالإمكان الحديث عن منطقة رئيسية للمعركة، بل الأحرى الحديث عن نوافذ أو فرص عمل Widows of Advantage، وعن نقاط ضعف للعدو يمكن أن تفتح وتغلق في كل وسط. وإذا ما أراد العدو مقاومة أو غلق نافذة عمل معينة فقد يصبح واهنا في نافذة أخرى. إن خلق واستثمار نوافذ العمل والتفوق الملائمة يتطلب قوات مقاتلة برية قادرة على عرض القوة force projection من الأرض إلى داخل الأوساط الأخرى بالإضافة إلى التكامل مع القدرات الشريكة والصديقة الأخرى في أدنى مستوى من مستويات التنظيم من أجل نشر وتوسيع فكرة ومفهوم مناورة القوات المشتركة عبر جميع الأوساط.

  • النيران الدقيقة بعيدة المدى العابرة للأوساط المتعددة

يتم الآن تطوير أعتدة (ذخائر) متعددة الأغراض وأجهزة الاستشعار الضرورية للسيطرة على وتوجيه النيران الدقيقة بعيدة المدى الخاصة بالجيش وكذلك الوسائل المناسبة للحرب الإلكترونية باستخدام مختلف وسائل الإيصال الجوية. والغاية من هذه الأسلحة هي إمكانية الحصول على نيران قاتلة أو غير قاتلة يمكن إطلاقها من الوسط البري لتكون مؤثرة في جميع الأوساط الأخرى. إن القدرة على توجيه نيران دقيقة عبر مديات طويلة هي امر ضروري لتقليل المخاطر التي تصاحب المناورات شبه المستقلة ومن اجل خلق الظروف المناسبة للمناورة العميقة لدحر أو القضاء على إلامكانيات النارية المتكاملة للخصم.

 

  • عجلة القتال المستقبلية

سوف تحتوي عجلة القتال المستقبلية أسلحة جديدة ذات مديات أطول علاوة على إمكانات العمل في المناطق المأهولة بالسكان والمدن. وسيكون حجمها أصغر من حجم عجلات القتال الحالية، وذات طائفة ( طاقم)  قليلة وقدرة كبيرة على المناورة في المجالات المحدودة، وسوف تتميز بكونها تستهلك كميات اقل من الوقود والعتاد وبنفس الوقت تمتلك حماية ذاتية مدرعة فعالة من دروع مصنوعة من مواد متقدمة تؤمن حماية فعالة Active Protection[33]. إن الجيل المقبل من عجلات القتال سوف تتضمن تقنيات بازغة مثل أنظمة استحصال الأهداف الشبكية، وأسلحة الطاقة الموجهة، والمديات الطويلة للعمل. هذا سوف يجعل من الممكن القيام بتنفيذ مناورات شبه مستقلة والتي يتطلبها مفهوم عقيدة المعركة متعددة الأوساط.

  • إمكانات الرفع العمودي Vertical lift (السمتي) المستقبلي

ستلعب هذه الإمكانية دوراً حاسماً في تحريك وإيصال القوة القتالية مباشرة إلى ارض المعركة وتامين إمكانات إخلاء الخسائر وإنقاذ الأرواح – على الرغم من بعد المسافات.  وضمن مفهوم المعركة متعددة الأوساط ستقوم وحدات الاستطلاع الجوية بتغطية مناطق اكبر كما ستؤمن وحدات القتال الجوية إمكانات اكبر لموائمة الظروف لمعالجة الأهداف المارقة(fleeting targets) واستغلال الفرص السانحة والاستجابة بسرعة اكبر لمتطلبات القوات البرية عند الحاجة ، كما ستقوم وحدات الصولة الجوية ووحدات النقل الجوي بتحريك قوات اكبر لمسافات ابعد من اجل تحشيد القوة المناسبة في الأماكن الحاسمة وكذلك القيام بإخلاء الخسائر وتقديم العناية الطبية لهم أثناء النقل عبر المسافات واستغلال ما يدعى( بالساعة الذهبية The golden Hour) لإنقاذ أرواح الجرحى بمعالجتهم في الوقت الحرج وعدم الانتظار لوصولهم مستشفيات ثابتة لهذا الغرض ما قد يفقدهم حياتهم. إن إمكانات الرفع السمتي العمودي المستقبلية (كالهليكوبترات وطائرات الإقلاع العمودي مثل طائرة اوسبري  ( OSPRY ستؤمن للقادة خيارات إضافية للحصول على وسائط مأهولة وغير مأهولة اعتمادا على متطلبات تنفيذ المهام ومستوى المخاطر الواجب مجابهتها.

  • الشبكات العنكبوتية

ستؤمن الشبكات العنكبوتية زيادة هائلة في تدفق المعلومات الصحيحة إلى من يحتاجها بالوقت المناسب، ما يمكنهم من الفهم الأسرع للموقف والتصرف الأسرع وبنفس الوقت حرمان العدو من حرية العمل في ميدان المعركة الإلكتروني Electronic Battlefield. وللتمكن من ذلك يقوم الجيش الأمريكي الآن بتطوير منظومة شبكية موجهة خاصة به، وقدرات متطورة لشن العمليات السيبرانية الهجومية والدفاعية. ستوفر هذه الشبكات معلومات تؤمن فهما مشتركا للبيئة العملياتية ومشاركة المعلومات أفقيا وعموديا إلى جميع فروع القوات المسلحة والشركاء-كما تقوم الشبكات بعمليات إدارة المعلومات والتعامل معها بدءً من المحطة الرئيسية وصولا إلى الحافة الأمامية للقوات في الميدان. إن القدرات السيبرانية الهجومية والدفاعية باستخدام الذكاء الصناعي تحمي الشبكات الصديقة وتخلق نوافذ وفرص عمل لها وبنفس الوقت تقوم بإرباك جهود العدو وحرمانه من استخدام المجال الالكترومغناطيسي.

  • الدفاع الجوي ضد المقذوفات والصواريخ

تتخذ الآن الخطوات اللازمة للدفاع عن المواقع الرئيسية وتامين دفاعات جوية وصاروخية ملائمة لحماية قوات المناورة من خلال تحديث منظومات الدفاعات الجوية قصيرة المدى ومنظومات الدفاعات الجوية عالية الارتفاع لمنطقة مسرح العمليات (ثاد THAD)، بالإضافة إلى تطوير أنظمة الحماية المحمولة على العجلات المتقدمة. ستعتمد إمكانات البقاء للوحدات على نجاح وانتشار هذه الإمكانات والقدرات. وباعتبار هذه القدرات من العناصر ( المُمَكِّنَة Enabler) فان النيران المطلقة من البر ستؤمن الإسناد لقادة القوات المشتركة وتوفر لهم خيارات اكثر وبنفس الوقت تحمي القوات ضد هجمات المقذوفات المعادية والوسائط الجوية المأهولة وغير المأهولة . وكرادع، فان انفتاح هذه القدرات ومعرفتها من قبل العدو سوف يجهض محاولاته لتجزئة القوات المشتركة الصديقة.

  • شراسة المقاتلين Lethality of the Combatants

تعتبر الحضيرة والفصيل حجر الزاوية بالنسبة للقوات المسلحة. وتقاس كفاءة الجيش بكفاءة جنوده ومقدرتهم على العمل والتنفيذ بدنياً وفكرياً. لذا ينبغي أن تتلاءم قدرات المقاتلين مع أسلحتهم وتجهيزاتهم إذا ما أريد لهم النجاح في معركة عالية الشدة. وينبغي الموازنة بين شراسة المقاتلين وبين قدرتهم على القيام بالنار والحركة Fire and movement وهم يحملون أسلحتهم ومعداتهم ومنظوماتهم الحديثة. وضمن مفهوم الشراسة Lethality يتم حالياً صناعة أسلحة خفيفة تطلق أعتدة وذخائر ذات مديات ابعد ودقة وتأثير أكبر باستخدام منظومات جديدة للسيطرة على النيران ونوعية العتاد وتصميم السلاح. كما سيؤدي استخدام الروبوتات المأهولة وغير المأهولة والملابس والبدلات الحديثة إلى تحسين قدرة الجندي على المناورة من خلال تخفيف الثقل الواجب عليه حمله وبنفس الوقت زيادة مدى عمل الوحدات الصغرى ودرجات استجابتها للأوامر.

  • التصميم التنظيمي:

تم تشكيل جحفل لواء (قوة واجب Brigade Task Force) تجريبي باسم جحفل لواء الأوساط المتعددة (MDTF) Multi Domain Task Force وبالتعاون مع قيادة الجيش الأمريكي في المحيط الهادي. وسيكون لهذا الجحفل القدرة على الانفتاح وإدارة واستخدام قدرات جديدة مثل النيران الدقيقة بعيدة المدى، والدفاع الجوي والصاروخي، ومهاجمة الشبكات المعادية وحماية الشبكات الصديقة. ومن نافلة القول أن هذا التنظيم ما زال تجريبيا لكنه يمثل خطوة رئيسية نحو إنجاح فكرة المعركة متعددة الأوساط

  • قيادات ومفارز ميدانية جديدة لتوحيد الجهود :

وكما انه خلال فترة تطوير مفهوم المعركة البرية الجوية وجعلها قابلة للتطبيق، تم تشكيل مفارز ميدانية للتنسيق وقيادات جوية ودفاع صاروخي لتنسيق العمليات بين الوسطين البري والجوي، فان مفهوم المعركة متعددة الأوساط يتطلب تشكيل قيادات أو مفارز ميدانية جديدة قادرة على تنسيق العمل عبر الأوساط جميعها[34]. فمثلا فان وحدات تنسيق النيران لقوات الجيش المستقبلية ستؤمن لجحفل اللواء المشترك المستقبلي مفرزة واحدة تتمكن من توحيد وتنسيق النيران المنطلقة من الأوساط المتعددة مثل سطح – سطح (البرية والبحرية)، وسطح – جو، والكهرومغناطيسية والفضاء السيبراني. تقوم هذه (المفارز) بدمج القدرات النارية البحرية الحديثة والقوة الجوية ومشاة البحرية وقوات العمليات الخاصة، لتؤمن للقائد الميداني خيارات مرنة ومتعددة من اجل ضرب العدو وستر وإسناد مناورة القوات المشتركة.

  • قوات ذات قدرات محسنة:

وفي الوقت نفسه فان القوات البرية ذات القدرات المحسنة على المناورة والقتال القريب ستمكن القوات المشتركة من التفوق على أو اختراق المواضع المعادية المتفرقة والمنتشرة والمختفية والمستورة من رصد وسائط استحصال الهدف Targeting للقوات الصديقة. إن القوة المشتركة المؤلفة من قوات برية متجحفلة كفؤة ومؤثرة، ستجبر العدو على أن يكشف مواضع قواته المنتشرة والمستترة، ومن ثم تدحره في القتال البري، أو أن يواجه التدمير بسبب النيران الصديقة المشتركة إذا ما تحشد، أو أن يفقد السيطرة على الأراضي المهمة إذا ما حرك قواته ونقلها.

  • القدرة على العمل في مختلف الظروف الصعبة:

إن المعركة متعددة الأوساط مفهوم جديد للقتال مصمم للتغلب على إمكانات الخصوم التي أشرنا اليها، وتجنب انعزال الأوساط وتفتيت جهود القوات المتجحفلة والاحتفاظ بحرية العمل. وعلى القوات المشتركة أن تكون قادرة على اختراق الدفاعات المعادية في أي وقت ومكان يتم اختياره، وفي أكثر من وسط قتالي من خلال خلق فرص عمل أو نوافذ عمل لتحقيق التفوق في الوسط المطلوب من اجل تمكين المناورة داخل المجال الدفاعي المتكامل المعادي. إن سرعة حدوث وتطور الأحداث السياسية في العالم اليوم سوف لن تترك وقتا كافيا للقوات العسكرية لتوفير خطط مناسبة بموجب السياقات الحالية للعمل ألا وهي سياقات العمل التعاوني بين الصنوف والخدمات، بل يتطلب الأمر توحيد كل الإمكانات، وفي هذا فرق بين التعاون بين الإمكانات وبين توحيد الإمكانات، وذلك من خلال إيجاد حلول متكاملة صالحة للتطبيق في جميع الأوساط الممكنة قبل إن تبدأ المعركة. وينبغي إن تعمل القوات الجديدة حسب مفهوم (الكشف-والرمي (Sensor-shooter، أي أنها تكون قادرة على اتخاذ القرار المناسب حال اكتشاف التهديد وباي مستوى مهما تدنى ذلك المستوى ضمن الهرم التنظيمي وذلك من خلال اطلاع الجميع على صورة العمليات العامة الجارية.

  • أهمية التفوق النوعي في العنصر البشري والتدريب الراقي:

 لابد من القول إن العنصر الأساس الفاعل والمزية الكبرى التي يمكن بواسطتها مجابهة التهديدات المعاصرة ستكون النوعية الفردية المتفوقة لمقاتلي القوات المسلحة وتدريبهم الراقي من أجل أن تتمكن القوات الصديقة من العمل بكفاءة في البيئة القتالية المعاصرة والاستفادة من الإمكانات الفنية والعلمية الحديثة التي تتطلبها المفاهيم الجديدة للقتال في القرن الحادي والعشرين، واستخدام القدرات والإمكانات الجديدة التي تصاحب هذا المفهوم. من هذا المنطلق يكون مفهوم المعركة متعددة الأوساط Multi Domain Battle هو المفهوم الجديد الملائم للاستفادة من مزايا التفوق في التدريب ونوعية المقاتلين وتطبيق المبادئ القتالية التي ثبت نجاحها والتي يمكن أن تتوائم مع التقنيات الجديدة، وتطبق من قبل القوات العسكرية واستراتيجياتها.

 

سابعا: تبدل تسمية المفهوم إلى العمليات متعددة الأوساط.

 Multi Domain Operations MDO[35]

منذ اليوم الأول لطرح هذا المفهوم لأساليب القتال المتوقعة في القرن الحادي والعشرين، بدأت المناقشات الجادة حوله ما بين تأييد أو رفض أو تعديل. وكانت نتيجة آخر هذه المناقشات هو تبديل التسمية إلى (العمليات متعددة الأوساط) بدلا من (المعركة متعددة الأوساط). وكما مبين أدناه:

من المعلوم أن المعارك Battles تمكن المقاتلين أن يحصلوا على الوقت وان يحتلوا الأهداف، لكنها غير كافية لريح الحرب أو تحقيق النصر النهائي فيها. لأن الحرب الحديثة لا يمكن الانتصار فيها بالمعارك فقط،، بل بواسطة الحملات المستمرة والمنافسات والتي تتعاقب بسرعات متغيرة دخولا وخروجا من وإلى دورات الصراع المسلح. إن تحقيق النصر في الصفحة التنافسية لا يتحقق جراء الانتصار بمعركة Battle، بل يتحقق جراء الانتصار بحملات وعمليات عسكرية متكاملة Operations. . إن العمليات هي فعاليات عسكرية اشمل كثيرا من المعارك، يتم من خلالها تجميع وتوحيد نتائج الأعمال والمعارك التعبوية لتحقيق هدف مشترك، والعمليات هي الجسر الواصل بين المستوى التعبوي والاستراتيجي من مستويات فن الحرب[36]. إن الأسباب الرئيسية لتنبني تسمية مصطلح العمليات متعددة الأوساط Multi Domain Operations هي أولا: ضرورة إن تتحدث جميع فروع القوات المسلحة بموجب لغة مشتركة وواضحة المعاني والمفاهيم للجميع لضمان الفهم الواضح للأفكار المطروحة، وذلك لا يكون إلا اذا كانت المصطلحات المستخدمة تعني مفهوما واحدا بالنسبة لجميع فروع القوات المسلحة، وثانياً: إن القوات المسلحة لا يمكنها إن تحقق النصر لوحدها، بل هي بحاجة إلى الإمكانات والقدرات التي تمتلكها الدولة أيضا، مما يوسع المفهوم ويجعله يشمل أبعاداً اكبر من الأبعاد التي تعطيها كلمة المعركة ، وثالثاً: أن الربح في الصراع المسلح لا يقتصر ابدأ على مجهودات القوات المسلحة فقط ، فضمن بيئة العمليات الحالية والمستقبلية البازغة والتي تدور على مستويات الدول تكون جهود الدولة والحكومة بما فيها وزارة الخارجية وكافة الوكالات الحكومية ضرورية لربح المواجهات التي تحدث ضمن مرحلة المنافسة والتي تمتاز بمواجهات بمستوى الصراع واطئ الشدة أو الأعمال التي لا ترقى إلى مرحلة الصراع التام أي الحرب، وعليه فان استخدام مصطلح ( العمليات متعددة الأوساط Multi Domain Operations – MDO ) هو الأفضل والأكثر انطباقا وتعبيرا عن المفهوم القتالي الجديد بدلاً من مفهوم ( المعركة متعددة الأوساط Multi Domain Battle – MDB )

 

الخاتمة

يعتبر هذا الموضوع من المواضيع الجديدة في تطور الفكر العسكري العالمي، وهو وان كان قد تم طرحه من قبل المفكرين العسكريين الأمريكان، لكنه يشمل الأساليب الجديدة للقتال لكافة القوى المتصارعة في عالم القرن الحادي والعشرين، سواء كانت أمريكية أم غيرها، بل انه يشمل القوات غير النظامية والمليشيات المسلحة والقوات شبه العسكرية، وذلك لان جميع هذه القوى سوف تستخدم التقنيات الحديثة التي أتاحتها التطورات المعاصرة في الصناعة والابتكار والتي تمت الإشارة إليها في متن هذا المقال. ومن الضروري من هذا المنطلق إن يفهم هذا كافة المهتمين بشؤون السياسة والدفاع الوطني والعسكريين والمثقفين العرب، وما هذه الدراسة إلا محاولة لإلقاء نظرة سريعة جدا على اهم مرتكزاته وأسسه التي ما زالت تتطور وتتفاعل وليس ادل على ذلك من تبديل المصطلح من ( المعركة متعددة الأوساط Multi Domain Battle MDB) إلى( العمليات متعددة الأوساط Multi Domain Operations MDO )  وقد كُتِبَت حول الموضوع العديد من المقالات والبحوث ( باللغة الإنجليزية) ونُشِرَت في المنشورات العسكرية والاستراتيجية الأمريكية والأوربية، كما صدرت كراسات رسمية ضمن الجهود العملية لتحويل المفهوم Concept إلى عقيدة Doctrine . وينبغي لمواكبة هذا المفهوم الاستمرار في متابعته ودراسة ما ينشر عنه، بل المشاركة بتطويره، مع الأخذ بالاعتبار الظروف المحلية التي قد يطبق فيها، من قبل قوات الدول العربية والتي سوف يتعين عليها العمل في بيئة الصراعات في القرن الحادي والعشرين اذا ما أريد لها الاستمرار في بقاءها فاعلة ومؤثرة.

 

 

Abstract

Multi-Domain Operations MDO

This paper deals with a new fighting concept which was presented in 2016 by General David Perkins USA army, now retired, in the name Multi-Domain Battle (MDB) . It is a very important subject for every politician, Strategist, military thinker, and all those concerned with defence studies to understand. This is the first time that this subject is written in Arabic.

21st Century conflicts need new concepts and doctrines taking into consideration the new technologies, Strategic and geopolitical environment, evolving peers adversaries and new social changes in the whole world. The central idea of this concept is the future operations must be fought in all Domains, these domains are (Land, Maritime, Air, cyberspace, and space). All the capabilities of the forces fighting in these domains should be converged to achieve the goal of the war or conflict, offensive or defensive. To do this , the concept should be developed into a Doctrine. There are many new requirements for the new concept to be successful, most important of all is a better combatant with better training and equipment, convergence of capabilities, resilient forces, freedom and semi-independent operations down to the lowest level of military formations. The concept has evolved from MDB to MDO Multi-Domain Operations. Practical applications are on the way in the form of wargames and practical exercises with the newly formed BCT (Brigade Combat Team). It will be some more time before this new doctrine is adopted.

 

 

 

 

الهوامش والمصادر

[1] https://mail.google.com/mail/ca/u/0/#inbox/FMfcgxwBVzsMdKNrvfdQXgwLdkWXvVzn

تم في بداية شهر اذار ( مارس) 2019 ، تقديم مشروع قانون الى الكونجرس الأمريكي لاصدار قانون انشاء قيادة القوات الفضائية ، واضافتها كفرع خامس من فروع القوات المسلحة الأمريكية . راجع مقال Jim Garamone  والمنشور على الموقع الالكتروني غلوبال سيكيورتي

[2] general S. townsend US Army . Accelerating Multi Domain Operations , MR. Special eddition Sept.- Oct. 2018

[3] https://www.rand.org/topics/cyber-warfare.html تم الولوج إلى الموقع يوم 19 / 1 / 2019

[4] https://fas.org/irp/doddir/army/fm3-12.pdf

[5] https://fas.org/irp/doddir/army/fm3-12.pdf

FM-3-12 Cyberspace and Electronic warfare operations, April 17, HQ department of the Army

[6] نفس المصدر اعلاه

 

[7] Jp 1-02 Military dictionary 2012 US Army , pp, 175

[8] علاء الدين حسين مكي خماس، العقيدة العسكرية وجوانبها، دار أكاديميون للنشر، عمان 2018، ص 181

[9] المصدر نفسه

[10] العقد، جمع عقدة، تعبير أو مصطلح يشمل مجموعة من الأدوات والتجهيزات والأسلحة والأشخاص، والتي تكون نظاما SYSTEM متكاملاً. وفي المجال العسكري الحديث موضوع بحثنا هذا، فالعقدة تكاد تتشابه مع (الجحفل) إذا ما فكرنا بالقطعات المقاتلة، كما أنها تشمل مراكز مقرات القيادة والسيطرة العملاتية والإدارية، وكل ماله علاقة بالإدارة الحربية واللوجستية.

 

[11] ريتشارد هاركنت، حرب المعلومات والردع، مجلة كلية الحرب الأمريكية، باراميترز Parameters، خريف 1999، ص 93-107

[12] نفس المصدر

[13] المصدر نفسه.

[14] الهاكرز Hackers، مصطلح يصف قراصنة شبكات المعلومات، ومخربي البرامج، ومقتنصي المعلومات أو مخربيها بواسطة مختلف الوسائل، وبشكل خاص على شبكات الأنترنت.

[15] السبرانية، مصطلح يتضمن مجموعة وسائل الاتصال والمواصلات وأساليب إيصالها إلى مقاصدها، بما فيها المعلومات نفسها. وهو علم حديث، يستخدم في علوم الاتصالات والمواصلات

[16] ريتشارد هاركنت، المصدر السابق.

[17] نفس المصدر أعلاه.

[18] David Perkins , MR, Jul-Aug 2017, p8

[19] Multi-Domain Battle (Evolution of Combined Arms for the 21st Centry) 2025-2040 version 1 Dec. 2017, pp 2

[20] نفس المصدر أعلاه، ص 2 ،

[21] نفس المصدر ، ص 77.

[22] نفس المصدر ، ص 45.

[23] نفس المصدر، ص 87.

[24] David Perkins , MR, November-December 2017, p10

[25] نفس المصدر ، ص 10

[26] Multi-Domain Battle (Evolution of Combined Arms for the 21st Centry) 2025-2040 version 1 Dec. 2017, pp  9

[27] الجنرال ديفد بيركنز ، المصدر السابق .

[28] الذئب المنفرد lone wolf تعبير حديث ظهر في العقد الأخير من خلال القتال ضد المنظمات الإرهابية، التي تحتفظ عادة بمقاتلين ومؤيدين لها داخل أقاليم العدو وهم يعملون بشكل مستقل وبدون حاجة إلى توجيهات مركزية من قيادة التنظيمات الإرهابية التي لا تعرف أماكن تواجدها الجغرافية عادة .

[29] الأسلحة غير القاتلة، وأيضاً تدعى بالأسلحة الأقل قتلاً. هو اسم يجمع الأسلحة التي الهدف منها ليس القتل، على سبيل المثال الرصاص المطاطي، قنبلة الصدمة اليدوية، الغاز المسيل للدموع ورشاش الفلفل . هذا النوع من الأسلحة يستخدم غالباً من قِبل عناصر الشرطة خلال أحداث الشغب والحالات المشابهة، حيث يكون العنف القاتل ممنوعاً.  إن اسم الأسلحة الأقل قتلاً يأتي من أن الشخص لا يستطيع أبداً أن يضمن بأن السلاح ليس بقاتل، كالرصاص المطاطي الذي من الممكن أن يؤدي إلى القتل.  من بين الأسلحة الجديدة الأقل قتلاً والتي تتم دراستها حاليا يوجد سلاح الليزر، الأسلحة تحت الصوتية، سلاح الدوامة و سلاح طاقة موجهة. https://ar.wikipedia.org/wiki/ تم الولوج الى الموقع يوم 21/1/ 2019

 

[30] مقتطفات من مقال الجنرال ديفد بركنز المنشور في مجلة ملتري ريفيو العدد نوفمبر-أكتوبر 2017 والمعنون

Multi Domain Battle – the advent of Twenty –First- Centry – War

[31] MR- Jul-Aug , Multi Domain Battle , driving change tp win the future , p 8 Gen David Perkins,

[32] بالنسبة للزمن، فالمقصود انه في ظل الظروف المتصورة لتنفيذ المعركة متعددة الأوساط والتي أصبحت عالمية الشمول، فقد تجري عملية ما في وقت معين لكنه يشمل مناطق زمنية Time Zone مختلفة او متعددة من المناطق الزمنية المعروفة والمقسمة لها التوقيتات العالمية للكرة الأرضية.

[33] الحماية الفعالة او Active protection تعبير يصف أنواع من الصفائح المدرعة الحديثة والتي تغطي بدن الدبابات او عجلات القتال المدرعة والتي تمتاز انها تنفجر دافعة العصف الانفجاري إلى الأمام عند إصابتها بمقذوف خارق للدروع من نوع المقذوفات الجوفاء مثل مقذوفات ( ار بي جي )  او ما شابه. لكن هذه الدروع تبقى واهنة تجاه العتاد الخارق للدرع بواسطة الطاقة الحركية Kinetic energy (المقذوفة الخارقة الاعتيادية)

[34] David Perkins ، المصدر السابق.

[35] الجنرال تاونسند . مرجع سابق

[36] تدار الحرب عادة على ثلاثة مستويات هي الاستراتيجي والعملياتي والتعبوي .