الدور الاستراتيجي للقاصفات العراقية
3 مايو , 2025اللواء الطيار الركن دكتور
علوان العبوسي
2 ايار 2025
ا
ونحن في رحاب الذكرى 94 لتاسيس القوة الجوية العراقية نستذكر البعض من الادوار الاستراتيجية في تحقيق الاهداف المهمة اثناء الحرب العراقية – الايرانية ( ١٩٨٠ – ١٩٨٨) ومدى تأثيرها على الامن القومي من خلال استخدام قوة القاصفات الثقيلة ضد الأهداف الايرانيه البعيدة التي تشكل العمود الفقري للقدرة الاقتصادية والعسكرية وقد ساهمت نتائج التعرض على تلك الأهداف في وضع نهاية سريعة وحاسمة للحرب. تتالف قوة القاصفات ضمن تنظيم تشكيلات القوة الجوية العراقية من سربين هما ( العاشر مسلح بطائرات Tu 16 قاصفة متوسطة اقل من سرعة الصوت و السادس والثلاثون مسلح بطائرات Tu22 قاصفة متوسطة أسرع من الصوت مطلع العام ١٩٨٧ أضيف الى السرب العاشر اربعة طائرات قاذفة صواريخ صينية الصنع نوع B6D شبيهة بالطائرة Tu16 لكنها مطورة لحمل صواريخ نوع (C601) و(C611) ضد الأهداف البحرية إضافة لحمولتها من القنابل 9 طن بدون صواريخ
و ٤طن قنابل مع صاروخين في الواجبات المركبة . في بداية الحرب خططت قيادة القوة الجوية استخدام طائرات TU22 في مهاجمة اهداف اقتصادية مهمة قرب مضيق هرمز وبندر عباس باستخدام طائرات Tu22من مطار مصيرة في عُمان لتأمين نوع من المباغتة الاستراتيجية ولكن طول المدرج لا يؤمن الاقلاع باقصى حموله وعليه تم إلغاء الفكرة ..فقد استمر الاستخدام ونفذت كافة الواجبات من قاعدة تموز الجوية في الحبانيه مع متطلبات تنفيذ الخطة الناتجة من تقدير الموقف الجوي كلفت اسراب القاصفات في مهام ستراتيجية اتجاه اهداف بعمق ايران يوم ٢٢ أيلول ١٩٨٠ كانت قاعدة مهر اباد في طهران قاعدة خاتمي في اصفهان ، قاعدة شيراز في مدينة شيراز قاعدة شاروخي في همدان ) على مدى استمرار الحرب كانت واجبات الاسناد والتجريد قائمة ومستمرة لما يلبي طلبات الجيش على جبهات القتال وخاصة في المعارك الكبرى حتى يوم تحقيق النصر العظيم …بعد اكمالي دورة كلية الحرب العليا في اكاديمية ناصر بمصر وعودتي للعراق بُلغت في 15 أب 1985 بالالتحاق فوراً بمنصب آمراً لقاعدة تموز الجوية ومنها بدأت رحلتي في هذه القاعدة التي تمثل ثلث القدرة الجوية أن جاز التعبير، حيث يتمركز فيها مختلف انواع الطائرات القتالية ، مثل المتصديات ، الهجوم الارضي ، القاصفات ، الاستطلاع ، الاسناد الجوي القريب وبحجم ١١ سرب قتالي في حينها أوجزني مدير الحركات الجوية اللواء الطيار الركن حسن الحاج خضـر بما مطلوب مني أن أهتم بشكل خاص على متابعة أداء القاصفات للسـربين 10،36
لإنجاز واجباتها نهاراً وليلاً على وفق محدودياتها لاهميتها في المعارك الحالية والمستقبلية كما تم بحث موضوع توخي دقة القصف الاستراتيجي العميق لطائرات الميج 25 من السـرب 97 وامور أخرى عامة تتعلق بجوانب الاستخدام القتالي لباقي الأسراب الموجودة في القاعدة .
القصف السوقي( الاستراتيجي)باستخدام الطائرات القاصفة
كان لزاما عليّ منذ التحاقي للقاعدة تنفيذ وصايا معاون قائد القوة الجوية للعمليات اللواء الطيار الركن سالم سلطان البصو ومدير الحركات الجوية اللواء الطيار الركن حسن الحاج خضـر الخاص بمتابعة تدريب الأسراب 10 و36 علماً في ذلك الوقت ان طائرات B6D لم تصل إلى العراق في حينه) وقد كانت تلك الطائرة موضع اهتمامي لمعرفتي باهميتها وقدراتها الصاروخيه التي تؤهلها لانجاز العمليات البحرية في عمق الخليج العربي ليلا ضمّن محدودياتها المتاحة . ولما تقدم رسمت نهج عمل خاص للتعامل مع هذه الأنواع من الطائرات التي لم يسبق لي أن عملت أو مارست الطيران عليها، سوى سماعي من امري وضباط هذه الأسراب بالقول أن أسرابهم لم تحض بثقة قيادة القوة الجوية لأسباب معينة منها عدم متابعة مديري الشعب المختصة بشؤون الطائرات القاصفة في مديرية التدريب الجوي ومديرية الحركات الجوية لمتطلبات عملهم وعدم دقتهم في تقديم المشورة الصحيحة الى هيئة ركن القيادة عن الادوار القتالية الكبيرة لهذه الطائرات بشكل دقيق مما أنعكس ذلك على أداء هذه الأسراب تدريبياً وتعبوياً..في الحقيقة أن الطائرات القاصفة TU22 , TU16 تمتلك قدرات تدميرية عالية بالامكان الاستفادة منها عند توفر الظروف الملائمة أو تحت حماية المتصديات لواجبات معينة في العمق باسناد وسائل الحرب الألكترونية وصواريخ الأخماد (ضد رادارات توجيه صواريخ ارض-جو) وهذا الذي حصل لاحقا بتامين ممر الكتروني امن للقاصفات باتجاه اهدافها بواسطة طائرات السوخوي 22 الحاملة لصواريخ الاخماد اتجاه صواريخ هوك الايرانية وكانت التعبئة المستخدمة أستخدام طائرتين لتأمين ذلك باسلوب ( IN , OUT ) واثبت ذلك الاستخدام قدرة فاعلة في تامين حماية للقاصفات باتجاه اهدافها ..كان حينها آمر السـرب العاشر الرائد الطيار ك م وآمر السـرب السادس والثلاثون المقدم الطيار ل ط بالاضافة الى عناصر السرب الاخرى منهم الطيارين والملاحين والمقاتلين الجويين ) وكذلك المهندسين والفنيين لهذه الطائرات يمتازون بالكفاءة والاخلاص في اداء واجباتهم وقد عملوا بدقه عالية ونفذوا العديد من الواجبات القتالية طيلة فترة الحرب مع ايران.هكذا كانت بدايتي مع أسراب القاصفات؟ وكما اشـرت آنفاً أن اختصاصـي العام طيار هجوم أرضـي أشتركت بدورات متقدمة في الطيران تختص بأساليب القتال الجوي والقصف وأمتلك خبرة بالتدريب المتقدم فضلاً عن مشاركاتي العديدة في مهام الطيران التعبوية ،مما ساعدني أن أفهم عن قرب وبصورة عامة ما يجري بأسراب القاصفات ولكي يكون فهمي أكثر وتصوري أدق حتى اقترب أكثر يتطلب ممارستي الطيران على هذا النوع من الطائرات ولاهمية وصعوبة قيادة طائرة TU22 قررت ان ابدأ عليها اولاً، وعلى هذا الأساس قمت بدراسة الطائرة بشكل جيد ثم مارست الطيران بالمدربة الأرضية (Simulator) ثم انتقلت إلى الطائرة ونفذت الطيران العملي بالطائرة المزدوجة مع آمر السـرب ومعاونه وآمري الرفوف ومعظم الملاحين في السـرب كما نفذت طلعة قصف حقيقي على ميدان الرمي بالارتفاعات الواطئة والمتوسطة.
أما بالنسبه لطائرات B6D فقد اطلعت على اسلوب عملها القتالي بعد دخولها الخدمه نفذت الطيران مع أمر السـرب الرائد الطيار ك م والرائد الملاح ف ح واخرين مما مكنني من فهم أسلوب طيرانها في الارتفاعات الواطئة والعالية وسـياق إطلاق صواريخ C601 سلك وورم جو – سطح، إلّا أني لم امارس الطيران على الطائرة TU16 لأنها مماثلة بالقيادة لطائرة B6D.لقد استفدت من هذه الممارسات البسـيطة وجعلتني اقرب إلى الأسراب القاصفة 10،36 ولاحظت من خلال ذلك أن فيها من الطيارين والملاحين والمقاتلين الجويين ما هو مفخرة للقوة الجوية من حيث الشجاعة والاقدام والطاعة والخلق العالي ولكن كانت تنقصهم ثقة القيادة بعملهم عندما حصلت بعض الإخفاقات التي وقعوا فيها في بداية الحرب ، وأنا أعتقد ان سبب ذلك تقصير هيئات ركن القاصفات في مديرية التدريب الجوي والحركات الجوية كما اشـرت آنفاً لم تؤدي دورها بكفاءة مما اخفقوا في تقارب وجهات النظر بين القيادة وأسراب القاصفات،( كان لقيادة القوة الجوية فهم خاطئ في بعض المعلومات خاصة عن الطائرة Tu22 تمثلت بتيسر العديد من اجهزة ملاحة وتشويش ايجابي ضد الدفاعات الجوية المعادية ولكن العكس صحيح هذا في الحقيقة كنت المسه من بعض طياري القاصفات الأكفاء الذين كانت أمانيهم أن يكون نهج آمريهم كنهج أسراب الهجوم الأرضي ، وقد لمست في بعض المهام
سلوك البعض من هيئات الركن في قيادة القوة الجوية دون ادراكهم لواقع القاصفات في بعض الواجبات الخطرة رغم محاولتي بيان الواقع في الاستخدام الصحيح .كانت القيادة العراقية تبحث عن طائرات ذات قدرات تاثير بحري بالاضافة لطائرات السوبر اتندر التي استاجرها العراق من فرنسا ومن بعدها طائرات الميراج المحورة للاغراض العمليات البحرية (F1EQ5)، وكان المعوق الرئيس في ذلك ان مجلس الامن أصدر أمراً الى الدول المنتجه للاسلحة الاستراتيجية ذات التدمير العالي بان لا تبيع هكذا سلاح الى دولتي الصراع في الخليج وهي العراق وايران ..ومع ذلك كان العراق يقوم بشراء تلك الاسلحة باسم الاردن ولهذا الغرض كانت اتصالات مباشرة مع المرحوم جلالة الملك حسين والمرحوم الرئيس صدام حسين توصلت ان المملكة ستقوم بمهمة الشراء وتزويد الطواقم المتدربة في الصين بجوازات سفر اردنية , وللعودة لما مضى استمرت القوة الجوية بسعيها للحصول على الطائرة المؤثرة في العمليات البحرية من حيث المدى وقدرة التاثير فقد وقع الخيار على قاذفة الصواريخ الصينية طراز B6D ذات المدى البعيد وحمولة صاروخين طراز C601 المضاد للاهداف البحرية الثابته والمتحركة ومن خواص الصاروخ الذي تحمله وزنه الكلي ٢،٥ طن ، وزن الراس الحربي ٥٧٦ كغم انفجار عالي ، مدى اطلاقه ١٠٠ كم ، ارتفاع طيران الصاروخ ١٠٠ أو ٧٠ متر وسرعته 0.9 ماخ بسياق توجيه اطلق وانسى
fire & forget يعني توجيه ذاتي لنفسه من لحظة مغادرة الطائرة حتى اصابة الهدف فقد اشترى العراق اربع طائرات بعقد موقع بين الصين والمملكة الاردنية الهاشمية وتم ايفاد الطواقم الجوية والهندسيه والفنية للتدريب بجوازات سفر اردنية.
وبعد اكتمال صناعة الطائرات تم نقلها الى العراق ابتداء من مطار هلومجي شمال الصيني يقود الطائرات طواقم عراقية وبموافقات طيران باسم القوة الجوية الاردنية للمرور في اجواء الدول والهبوط ببعضها لاغراض التزود بالوقود وبرمز نداء RJAF وكان تسلسل نقل الطائرات بعد استلامها وفق التسلسل المبين في ادناه.
• الطائرة الاولى المرقمة 518 نقلت في شهر حزيران ١٩٨٦ ، من قبل الطاقم الموضحة صورهم ادناه بعد ان استحصلت الاردن موافقات الطيران عبر اجواء الباكستان والهبوط في قاعدة مسرور للتزود بالوقود ، ثم الهبوط في المملكة العربية السعودية ومبيت ليلة واحدة في قاعدة الظهران الجوية ،كانت خطة الطيران الهبوط النهائي في مطار الملكة علياء( لم يتم الهبوط في هذا المطار واستمر الطيران الى قاعدة تموز الجوية في الحبانية
• الطائرة الثانية المرقمة 519 في شهر تشرين الاول 1986 ، من قبل الطاقم والمهندسين الموضحة صورهم في ادناه ، بنفس اسلوب نقل الطائرة الاولى الى قاعدة تموز الجوية في الحبانية.
الطائرة الثانية
• الطائرة الثالثة المرقمة 520 في شهر كانون الاول 1986 ، من قبل الطاقم الموضحة صورهم في ادناه ، بنفس اسلوب الطائرات السابقة الى قاعدة تموز الجوية في الحبانية.
• الطائرة الرابعة المرقمة 521 في شهر شباط ١٩٨٧ ، من قبل الطاقم الموضحة صورهم مع المهندسين والفنيين في ادناه ، بنفس اسلوب الطائرات السابقة الى قاعدة تموز الجوية .
بعد ان أكتمل وصول الطائرات سبق ذلك اكمال كافة المتطلبات الفنية والقتاليه، وهكذا بدأت رحلتنا مع الطائرة الجديدة B6D حاملة صواريخ جو- سطح سلك وورم كان علينا أن نقوم بتجربة الاطلاق على هدف بحري وبالمواصفات الفنية للصواريخ والطائرة فاقترحت قيادة القوة الجوية ان تجري التجربة نهارا باطلاق صاروخ حقيقي على أحد الأهداف الإيرانية في الخليج العربي والقريبة نسبياً من مياهنا الاقليمية يوم 22 نيسان 1987عيد تأسـيس القوة الجوية ..بارتفاع ٤٠٠٠ م نفذه آمر السـرب العاشـر مع الملاح ف ح وكانت النتائج جيدة وتم إصابة الهدف من مسافة٧٩ كم قامت طائرة الميراج المرافقه تصوير الضربه فديوياً ثم تلى ذلك طلعة أخرى على جزيرة خرج الإيرانية ليلا يوم 19 حزيران 1987بارتفع ٤٠٠٠ م تم تدمير فرضة التحميل الرئيسية للرصيف الغربي للجزيرة صورته طائرة MG25 صباح اليوم التالي تلت ذلك العشـرات من الطلعات تجاه السفن المعادية التي كانت تدخل الخليج العربي حيث تتصدى لها طائرات B6Dوتدمرها في مواقعها، لازلت أذكر ذلك الواجب الذي نفذناه تجاه أحد نأقلات النفط العملاقة مقابل جزيرة سـري يوم 12 شباط 1988
اكثر من 1000 كلم حيث استمر اشتعال النيران فيها ما يقرب أربعة أيام فضلاً عن الواجبات التي كانت توجه على جزيرة لافان وغيرها من الأهداف الاستراتيجية المهمة وايضاً واجبات الصيد الحر ..أحياناً كان وقود الطائرة لا يكفي للذهاب والعودة إلى القاعدة لكون الهدف خارج مدى عملها تعبوياً قبالة حدود قطر والامارات مما كنا نضطر إلى إن يكون هبوط الطائرة بعد تنفيذ الواجب في قاعدة الإمام علي الجوية قرب محافظة الناصـرية حيث يتم تزودهم بالوقود والعودة الى قاعدة تموز الجوية.
للأمانة والتاريخ يجب أن أقول كلمتي كقائد قاعدة عاصـرت تنفيذ واجبات السـرب العاشـر بطائرات B6D خاصة، وفي بداية كلامي احيي أبطال هذا السـرب من طيارين وملاحين ومقاتلين كما احيي طياري وملاحي السـرب 36 الذين مارسوا أيضاً الطيران على هذه الطائرة B6D لما قاموا به للفترة 11987-1988ن أدوار بطولية قل نظيرها في باقي الأسراب وذلك لأسباب كثيرة أهمها عزيمة واصـرار وشجاعة الطاقم على تنفيذ الواجب في ظروف تعبوية صعبة جداً تتمثل بالاتي:-
• قلة سـرعة الطائرة 500-600 كلم/ساعة وهذه سـرعة واهنة تجاه مقاتلات العدو.
• الواجبات القتالية كافة كانت تتم بالارتفاع الواطئ 50 متر فوق مياه الخليج العربي ليلاً.والتسلق باتجاه الهدف الى ارتفاع ٢٠٠٠ م وبمسافة ٢٠٠كم ويتم الاطلاق عن بعد ١٠٠ كم عن الهدف وهذا بحد ذاته مخاطرة وتحدي.
• عدم وجود وسائل حماية سلبية اوايجابية في الطائرة وبدون غطاء جوي.
• غالباً ما تكون الأجواء رديئة فوق الخليج العربي لاسـيما بالارتفاع الواطئ.
• حجم الطائرة الكبير وضعف مناورتها تجاه الطائرات المقاتلة المعادية.
يعني هذا ان الطائرة واهنة أشد الوهن في حالة التصدي لها من قبل العدو وبالامكان إسقاطها بسهولة ولكن حفظ الباري العزيز القدير والتخطيط الجيد وأسلوب التعاون والتنفيذ البناء والصبر والمطاولة والشجاعة الفائقة للطاقم خلال ساعتين في الذهاب ومثلهما في العودة يجعل من هذه النخبة من الأبطال أكثر بطولة من غيرهم للأسباب التي ذكرتها آنفاً، ولو قارنا ذلك بالطائرات المقاتلة لكان واجب الطائرة المقاتلة اسهل بكثير منها سواء من ناحية الوقت والتسلسل، الحماية الذاتية، المناورة… الخ, فضلاً عن ذلك كان أسلوب التنسـيق مع قيادة القوة الجوية يتم بصورة مشتركة مع قائد القاعدة . فرضت ظروف القتال سياق تعامل مع القوات البحرية الامريكية للأسطول الخامس بعد حادث شاء ان يعقد الموقف في 17 أيار 1987. قامت طائرة عراقية من طراز فالكون 50 المحورة اليرموك او سوزان باطلاقها صاروخين نوع اكزوست على الفرقاطة الأمريكية يو إس إس ستارك (USS Stark) العائدة الى الاسطول الخامس أثناء وجودها في المنطقة المحرمة التي اعتبرها العراق منطقة قتل شمال الخليج العربي، أدى الهجوم إلى مقتل 37 بحارًا أمريكيًا وإصابة 21 آخرين، وتسبب في أضرار جسيمة للفرقاطة، وقد اعتذرالعراق واعلن إن الهجوم كان حادثاً غير مقصود.في ظروف بيئة عمليات معقدة..
الطائرة اليرموك أو سوزان
بعد هذا الهجوم اتخذ الأسطول الخامس قرار بعدم دخول طائرة B6D إلى الخليج لكونها تشكل خطر عليهم تجنباً لاحتمال تكرار حادثة ستارك وعليه تم مفاتحة القيادة العراقية باتخاذ الاجراءات اللازمة للحد من ذلك . شكلت لجنه بين الجانبين العراقي والاميركي بم وكان ممثل القوة الجوية العراقية الفريق الطيار الركن سالم سلطان واللواء الطيار الركن رياض الراوي شارك معهم الرائد الملاح فيصل حمادي ممثل السرب العاشر استمرت اجتماعات اللجنة اسبوعين في وزارة الخارجية وتوصلت اللجنة الى قرار تطبيق سياق التعاون مع الاسطول الخامس تم الاتفاق اعلامهم بتواجد طائراتنا في المنطقة على ان تكون بعيدة عن الاسطول بمسافة لاتقل عن 15 ميل ، وخارج المنطقة المحذورة التي اعلن عنها العراق في عام 1982 .
من مدونة اللواء الملاح الركن فيصل حمادي ادرج الاتي -:
بعد اصابة الفرقاطة ستارك وقبل دخول طائرة B6D عمليات الخليج العربي القتاليه اشعَرت الحكومة الامريكية الحكومة العراقية بان استخدام هذه الطائرة يشكل خطراً على الاسطول الخامس في الخليج العربي ولا نريد كارثة ستارك ان تتكرر وعليه قبل زج الطائرة بالعمليات القتاليه يتطلب وضع سياقات صحيحة لسلامة الطرفين وفعلاً شكلت لجنتين وعلى مستوى عالي تتمتع كل منهم بصلاحية الرئيس لمناقشة الموضوع وللضرورات والاهمية كان المترجم دكتور سعدون مترجم السيد رئيس الجمهمرية…تتألف اللجنتين من مستويات عالية في الدولة كل منهم وقد مثل القوة الجوية المرحوم الفريق الطيار الركن سالم البصو معاون قائد القوة الجوية للعمليات والمرحوم العميد الطيار الركن رياض الراوي مدير الشعبة الاولى مديرية الاستخبارات الجوية وكنت أنا برتبة رائد وأصغر عضو عمراً ورتبه ممثل عن السرب العاشر المسلح بطائرات B6D مسؤليتي الاجابة على الاسئلة الفنية والقتالية والتعبوية عندما يوجه لي سؤال فقط ، واصلت اللجنتين مهمتها باجتماعات متواصله في مبنى وزارة الخارجية معهد التدريب الدبلوماسي في الطابق الخامس من الوزارة وتم التوصل الى سياق مشترك بين الطرفين وكما يلي:-
• تقوم القوة الجوية العراقية باشعار الاسطول الخامس بوجود عمليات ضد اهداف بالخليج العربي وفي منطقة القتل التي حددها العراق مسبقا وقبل ١٢ ساعة من الواجب دون اعلامهم نوع ومكان الهدف.
• يحدد الاسطول الخامس ذبذبة الاتصال ورمز النداء بين الطرفين وعلى الطائرة العراقية بالتعريف عن نفسها حال وصولها فوق جزيرة فيلكة الكويتيه عند طلب الاسطول منها بالتعريف عن نفسها حسب الارتفاع والاتجاه والسرعة.
• في حال تعذر تأمين الاتصال بين الطرفين ولأي سبب كان لايحق للطائرة مواصلة طيرانها وعليها الغاء الواجب والعودة عندما تلامس خط العرض 29N المثبت على الخارطة والمار بحقول نفط ابو علي وتحديداً بين الكويت والسعودية وحصل ذلك عدة مرات علماُ ان الطائرة العراقية تتكلم على التردد المتفق عليه والامريكي لا يجيب ومن المتوقع حجته بانه لن يسمع مما يفرض على الطائرة الالتزام والعودة واعتقد ان السبب مقصود وليس الاتصال تحسباُ منهم للاسوء.
• على الطائرة عند تنفيذ المهمة والعودة ان تخبر الاسطول الخامس انها فارغة من الاسلحة ( clean ) لكي يسمح لها بالمرور قرب القطع البحرية التابعه له.
• على الطائرة المتوجهه نحو الهدف تجنب الاقتراب من القطع البحرية الامريكية بمسافة لاتقل عن ١٥ ميل بحري ان كان بطلب من الفرقاطه او بالمشاهده من قبل الطائرة بصرياُ او رادارياُ..
الحقيقه استمر التعامل بتلك السياقات بشكل سلسل ولم يتعرض اي من الطرفين لاي احتكاك او خطر، علماً ان نفس السياق طبق على طائرات الميراج التي تدخل عمليات الخليج ،واخيراُ اقول ان العمليات البحرية بالرغم من عملها لمسافات طويله ليلاً وبيئة عمليات معقدة من خلال تواجد الاسطول الخامس والسفن التجارية والقطع البحرية الامريكية المرافقة للسفن التجارية المتوجهه نحو الكويت مع تداخل بيئة الاتصالات التجارية والعسكرية في المنطقة وضغوطات الحرب المعقدة الا ان القوة الجوية العراقية واجهت تلك المعاضل بكل شجاعة واستبسال وحققت نتائج مهمه ساعدت على التسريع في ايقاف الحرب وقد شهد المنصفون ان القوة الجوية العراقية قاتلت بشجاعة فاقت التصور وصبراً تجاوز المعقول عندما اجبرت الاسطول الخامس الامريكي بالخضوع للواقع وخلاف ذلك يعتبر عدو مشمول بالاستهداف والتدمير عند تماسه مع منطقة القتل التي حددها العراق وكما حصل للفرقاطة ستارك وتدميرها …والتي عبر عن اصابة ستارك احد ضباط البحرية الامريكية بالقول انها كانت في المكان والزمان الخطأ
المجد والخلود للشهداء الابطال والعمر الطويل للاحياء.
اترك تعليقك