حادثتين في ربوع كردستان العراق

30 مارس , 2014

بقلم فارس من السمتيات المقاتلة

في 2 مايس 1979 كنت برتبة رائد طيار وقد  أجريت اخر مهمة لي  في شمال الوطن  بقاطع قلعة دزة  – قرناقو – وكنو بعد ايقاف القتال الذي استمرحوالي العام  وانتهاء حركات شمال العراق للفترة 1974 – 1975 .

التحقت بعدها بدورة معلمي الطيران( FIS) في وحدة معلمي الطيران  بقاعدة الرشيد الجوية آمرها الرائد الطيار المرحوم خالد شفيق  ومعه من المعلمين الرائد الطيار موفق فاضل (في المهجر حالياً ) والنقيب الطيار الشهيد جاسم كاظم ،  وقد  استمرت الدورة  لغاية نهاية عام 1979 وهي دورة متقدمة ولمعلميها  الفضل الكبير في مستقبلي كطيار ومدرب طيران ، لااخفيكم  وجدت صعوبة بالغة في اجتياز التدريب العملي بسبب عدم ممارستنا التدريب منذ أنتهاء الدورة المتقدمة للطيران التعبوي عام 1975  لمشاركاتنا  المستمرة  بحركات  الشمال في السرب 30 الويت/ 3 من جناح طيران الجيش الاول في K1 – كركوك  لكونه السرب المقاتل  الوحيد في القوة الجوية آنذاك  يتسلح بهذه الطائرات وهذه احدى مساويء عدم وجود فرصة لاعادة التنظيم والتدريب بينما كانت اسراب طائرات المي/8 تعود الى مقراتها بعد انتهاء واجباتها الاعتيادية  لاعادة التنظيم وادامة التدريب وممارسة  الحياة الطبيعية لمنتسبيها طيارين وافراد يتناوبون  التواجد في كركوك.

photo-2

 

بعد تجاوز الدورة بنجاح تم تخويلنا كمدربين طيران  عددنا  8 مدربين التحقنا في السرب 22 الويت/ 3  بمدرسة طيران السمتيات للتدريب الاساسي كمدربين طيران (وهو نفس السرب الذي تدربت به التدريب الاساسي والمتقدم )  وهي محطة اخرى طورت فيها معلوماتي  والفضل يعود الى آمر المدرسة حينها العقيد الطيار  المرحوم  كاكة فريدون عارف ، وآمر السرب الرائد الطيار الشهيد فاروق عبد المحسن الكرم  استشهد عام 1988 بصاروخ معادي على الطريق السريع محمد القاسم قرب بغداد الجديدة أثناء عودته من مدرسة المعلمين في الصويرة ، كنت اتمنى ان تتاح لي فرصة تخريج ولو دورة واحدة  للتلاميذ المستجدين ولكن أشتراكي بدورة امري الاسراب الحتمية  لشهري اذار ونيسان 1980 (وهي دورة من شروط الترقية الى رتبة اعلى ) كانت مؤجلة من الرتبة السابقة   لاعود بعدها الى تلاميذي ولم استمر معهم سوى 10 ايام عدت بعدها  الى  السرب 30 في كركوك  للحاجة الماسة  للطيارين وللحقيقة والانصاف  فقد وجدت التشجيع والتعاون من قبل امر السرب والطيارين الاقدمين فيه للاستفادة مما تعلمته في دورة المعلمين ، كنت امارس الطيران معهم ومع آمر السرب لتعطشهم لمعرفة اساليب  التعليم وممارسة طيران التدريب المحرومين منه منذ سنيين فكان دافع لي للمزيد من اعطاء الدروس وممارسة الواجبات القتالية ايضاً خاصةً  بعد التحاق عدد من الطيارين الاحداث مما يتطلب رعايتهم وتدريبهم لاعدادهم  ليكونوا طيارين فعالين وبدات حركة دؤوبة ونشطة  وروح جديدة في السرب .

في 8 آب 1980 صادف الايام الاخيرة من شهر رمضان المبارك ، وبعد الانتهاء من تدريب الطيارين الاحداث استلم السرب واجب فوري كلفت به بشكل شخصي لعدم وجودة طيارين آخرين لانشغالهم بواجبات منذ الصباح في القاطع الشمالي .

خلاصة الواجب البحث عن 11 خبير  بولوني  بضمنهم امرأة تم اختطافهم  وهم يعملون ضمن شركة لانشاء احد المشاريع في شمال الوطن قرب جمجمال أثناء  ممارستهم ألسباحة في مضيق (باسرة ) بين حوض جمجمال سنكاو وحوض قرة داغ .

اقلعت  عصر ذلك اليوم  بتشكيل من طائرتين مسلحتين بمدفع رشاش عيار (20 ملم ) وهو السلاح الرئيس لطائرة الالوت /3 ، اتجهت مباشرة الى المضيق لاجد عجلة (باص )صغير تحترق قرب النهر المتفرع من حوض قرة داغ…لم تكن هناك اية معلومات عن اتجاه المختطفين هل هو باتجاه سنكاو وهو امر مستبعد لكونها منطقة مكشوفة او التوجه عبر المضيق باتجاه حوض قرة داغ ثم الاتجاه اما الى دربند خان او باتجاه  طاسلوجة ودوكان….دخلت في المضيق وفتشت المنطقة حسب تقديري لامكانية رصد حركتهم بالاتجاهين  استمر البحث لحين قرب نفاذ الوقود  عدت الى كركوك وقدمت تقرير المهمة بنتيجة البحث .

يوم 9 اب تم توزيع الواجبات ليوم 10 اب وتضمن تكليف 4 طائرات الويت/ 3 بتشكيلين مع طائرات مي/ 8 لنقل قطعات الانزال بالتواجد في مقر اللواء في جمجمال  مع الضياء الاول  واستلام الايجاز بالواجب من هناك  .

مع الضياء الاول وصلنا الى جمجمال واوجزنا بالواجب وهوعملية حصر حوض قرة داغ من مضيق باسرة  باتجاه دربند خان على سلسلة الجبال المشرفة بين حوضي قرة داغ وسنكاو وانزال القوة الارضية بواسطة طائرات مي/8 هناك وتقوم طائرات الالويت/3 المسلحة بتامين وحماية عملية الانزال كما تقوم قطعات لواء قرة داغ بمسك السلسلة الجبلية المطلة على سهل شهرزور باتجاه دربندخان وباسناد طائراتنا المتواجدة كمفرزة دائمية  بمطار (شيخ وصال ) في السليمانية  حيث يتم انزال القطعات بواسطة طائرات مي/ 8 ثم يجري تفتيش حوض قرة داغ من قبل القطعات الارضية بعد وصول معلومات استخبارية بان المختطفين والرهائن قد اجتازو يوم 8 آب مضيق باسرة وباتجاه دربند خان ومعهم الرهائن وواسطة نقلهم (بغل) واحد فقط  ، كان واجبي حماية طائرات  مي /8 اثناء انزالها القطعات الارضية على قمم السلسلة …باشرت القطعات من اللواءين التنفيذ حسب الخطة وبعد انزال الوجبة الاولى وعودة طائرات الصولة الى جمجمال لنقل الرفعة الثانية قررت الانحدار الى سفح السلسلة بعد حساب تقدير المسافة التي يمكن ان يقطعها المختطفين تتبعت الطريق النيسمي قرب قرية خيوة ، (يمتاز حوض قرة داغ بكثافة الاشجار بما يؤمن ستر جيد من الرصد الجوي)  ، كما يوجد  قرب احد القمم بقايا بناء قديم يقال بانه كان قصر لنوري السعيد رئيس الوزراء في العهد الملكي ، قسّمت المنطقة الى مربعات حول الطريق النيسمي وبدأت افتش فيها  ، بعد وصول طائرات الصولة بالرفعة الثانية تركت التفتيش  وامنت حماية الانزال ثم عدت الى التفتيش وبارتفاع واطيء وسرعة قليلة وكانني في ممارسة تدريبية للبحث والتفتيش ، (يمتاز المقاتلين الاكراد من خلال التجربة في القتال معهم بضبط النار بشكل جيد مما يجعل امكانية العثور عليهم صعبة ) وفجأة بهذه الاثناء لمحت وبين الاشجار الكثيفة شخص يحمل بندقية على كتفه يقفز لتغيير مكانه  ناديت على المقاتل الجوي الذي معي بالمدفع 20 ملم  أفتح النار وأقصف المنطقة فهم تحتنا اجابني المقاتل لا ارى شيء لارميه على ماذا ارمي اجبته وبعصبية مشط المنطقة تحتنا فلا مجال للتاخير وفعلاً بدأ بالرمي وفي نفس الوقت ناديت على الطائرة الثانية من التشكيل يقودها النقيب الطيار الشهيد علي خضير فرحان (استشهد عام 1991 في هور الحويزة )  انهم تحتنا باشر بالرمي لكنه  اعترض ايضاً بانه لا يرى شيء فعلى ماذا ارمي اجبته مشط المنطقة تحتنا..وناديت على التشكيل الذي يسند انزال لواء قرة داغ قرب دربند خان  وكان بقيادة الرائد الطيار اياد جاسم  (اغتيل عام 2008 والرائد الطيار م ا ) بترك منطقة تفتيشهم والالتحاق بطائراتنا فوراً ،  لكي لا نترك المنطقة خالية من المراقبة لقرب نفاذ عتادنا وفعلا التحق بنا واشترك في الرمي ثم اضطررت ألانسحاب بعد نفاذ العتاد الى مقر لواء قرة داغ لكونه اقرب من جمجمال  (آمره عقيد لا اذكر اسمه لنا علاقة جيدة به من خلال الواجبات التي كنا ننفذها من هذا اللواء   وهو ضابط غاية بالادب والخلق والطيبة ، شكله يشبه الممثل سليم البصري كنا ندعوه حجي راضي تحببا به) .

 

هبطت بطائرتي في مقر لواء قرة داغ ومباشرة تركت الطائرة واسرعت نحو امر اللواء وكنت منفعلا جدا بسبب الاحداث  واخبرته بانني وجدتهم ويجب تطويق المنطقة وعدم التفريط بالجهد بعد حصارهم فيها  وعدم السماح لهم بالتملص ، اخذ يهدئني بخلقه وطيبته  ويقول لي تمهل قد تكون على خطأ او سوء تقدير أجبته بانفعال وعصبية باني متاكد مما رايت وعليك إيصال المعلومة ، وهنا وصل المقاتل الذي معي في الطائرة وقال لي بان الطائرة مصابة اصابات مباشرة وخطرة بالجسم والريّش الرئيسية ( الاجنحة المتحركة ) والفنيين يطلبون ريّش جديدة بدلا من المتضررة عليه الطائرة بهذه الحالة غير صالحة للطيران ، اصطحبت امر اللواء للطائرة المتضرره وعاينت كثرة الاصابات وخطورتها وكانت الدليل على صحة كلامي فاقتنع الرجل وأخبر المراجع  بتحويل الجهد الى منطقة تواجد المختطفين والرهائن ،  واشعار مقر الجناح في كركوك بالاحتياجات اللازمة لتصليح الطائرة  وتم ارسال  المواد المطلوبة مع مهندس السرب والفنيين  بواسطة طائرة مي/ 8 لاصلاح الطائرة .

استمرت المعركة بعد تضييق الحصار على المختطفين ، بعد الظهر قدت تشكيل اخر وأجريت الاسناد اللازم ورمي المنطقة التي يتواجد بها المختطفين لحين نفاذ الذخيرة واستلام تشكيل اخر للواجب بدلا مني  ثم توجهت  الى جمجمال مقر اللواء الذي كان واجبي الاساسي اسناده ، ومن هناك توجهت الى غرفة الحركات وخلال شرحي لامر اللواء الاحداث وصل المقاتل ليخبرني بان الطائرة مصابة بعدة اصابات وعلي معاينتها لبيان امكانية الطيران بها استاذنت آمر اللواء وبعد فحص الطائرة قررت بامكانية العودة بها الى كركوك….بعد وصولي الى الجناح توجهت الى غرفة الحركات لكتابة تقرير المهمة حضر امر الجناح العقيد الطيار ابو زينب (امري واستاذي واخي الكبير ذو الخلق العالي )وبعصبية قال لي  ( تاليها وياك ما راح اتجوز ؟ ) كل يوم طائرتك مصابة ماذا اقول لاهلك لو قُتلت هذا اليوم ؟…..اجبته قبل اسبوع كان مؤتمر صحفي لرئيس الجمهورية في اربيل واجاب احد الصحفيين بان حجم  التمرد في الشمال محدود وقليل بحيث لايذكر وسينتهي قريبا ، فماذا سيكون التاثير الاعلامي  على سمعة العراق لو وصل هؤلاء الرهائن الى وسائل الاعلام  او ظهروا على شاشات التلفزيون للمساومة عليهم  وتقديم التنازلات من قبل العراق؟ وبالمقابل من هو فلان (يعني انا ) لو قتلت ومن سيذكرني اعلاميا وما هو تاثير تحطم الطائرة واستشهاد قائدها على موقف البلد؟نظر لي قال (ابقى بهذا العقل ) بكل لطف ، في اليوم التالي كلفت بالواجب في جمجمال وكان اول يوم عيد الفطر بعد شهر من الصوم….استفسرت من امر اللواء عن كيفية انتهاء العملية واطلاق سراح الرهائن فاخبرني بان مع الغروب حصلت مفاوضات لاطلاق سراحهم  مقابل فك الحصار عن المختطفين وفسح المجال لهم لاخلاء خسائرهم وجرحاهم دون ان  اعلم عن عددهم وحصل التفاهم واطلق سراح المختطفين و كون اليوم التالي  هو اول ايام العيد تقرر فسح المجال لانسحابهم وحقن الدماء في اول ايامه ،  كانت منطقة المعركة قرب بركة ماء وكان الرهائن يغطسون بها خلال الرمي  والرعب بادي عليهم  ، وللتاريخ اعترف بعد هذه السنين الطويلة بان تصرفي ورد فعلي كان متسرع  ورغم انه قد ادى الى نتيجة ايجابية ولكن كان ممكن ان يصاب الرهائن او يجري تصفيتهم ولكن الاصح كان يجب محاصرتهم وترك الامور لصاحب القرار دون اللجوء الى الرمي شبه العشوائي  دون ان نرى الهدف ، على اية حال هذه دروس تعلمنا منها الكثير  كنا ناخذها بنظر الاعتبار ونتجنبها  في طلعاتنا اللاحقة .

 

الحادثة الثانية

ظهر يوم 3 آب 1980 وخلال  الايام العشرة الاخيرة من شهر رمضان كلفت بقيادة تشكيل من طائرتي الويت/ 3 معي في الطائرة الثانية النقيب الشهيد علي خضير المذكور في الحادثة الاولى ، مع  تشكيل من طائرتي مي/8 بقيادة امر سرب الرائد الطيار الركن الشهيد رياض علي زمام  (استشهد عام1982 عندما كان امراً لجناح طيران الجيش الرابع في العمارة ) معه احد آمري الالوية مع قوة منقولة في الطائرتين  بالتوجه الى معسكر ديانة لتنفيذ واجب يجري ايجازنا هناك .

تضمن الايجاز في ديانا القيام بواجب استطلاع و تفتيش الشريط الحدودي  سيدكان – لولان – وبيركمن – وخنيرة والمثلث الحدودي  العراقي الايراني التركي والمرحلة قراهم هناك حيث يمنع تواجد اي  شخص في المنطق المحرمة من  الشريط الحدودي وباعماقه المختلفة ويعرض نفسه  للقتل دون انذار.

خلال التفتيش وبعد تجاوز قرية لولان تم التوجه نحو الشرق باتجاه قرية خنيرة المرحلة قرب الحدود الايرانية  وخلال التفتيش شوهد احد  الرعاة مع خيمة في المنطقة المحرمة فصدر لي أمر تنفيذ التعليمات وقتل من يتواجد مع الحيوانات ، واستمر تشكيل طائرات مي/ 8 بتسلق الجبل للوصول الى الحدود الايرانية ….لم اناقش لعدم جدوى النقاش اوعزت الى الطائرة الثانية  وبجملة واحدة (علي خضير  افعل  كما افعل ) لم يسأل اويناقش لوجود تفاهم بيننا نتيجة الواجبات الكثيرة التي كنا ننفذها سوية ، اوعزت  للرامي بالرمي صليتين  بعيدا عن الخيمة وقد  نفذ ما طلبته منه وكذلك فعل قائد الطائرة الثانية والغاية من ذلك  تحذير الراعي بترك المنطقة ثم اقتربت منه  وافهمته بالاشارات ان غادر المنطقة تركناه  ، تَبٍعنا تشكيل  مي/8 …وفي قمة الجبل شوهدت عجلتين وعدد من الخيم وتواجد لاشخاص عديدين قرب الحدود مع ايران علما بان الطريق كان من ايران لعدم وجود اية نياسم صالحة لسير العجلات داخل الحدود العراقية  ، المنطقة توجد بها تيارات هوائية نازلة  شديدة السرعة  خاصة عندما  يكون الوقت عصرا وتكون السفوح داخل العراق في الظل مما تؤدي هذه التيارات  الى سحب الطائرة نحو الارض عند عدم تقدير اتجاه الريح بشكل جيد ، توجد قرب القمة خمسة برك ماء تصب الواحدة بالاخرى لتشكل بالنهاية نهر يسير نحو سفح الجبل من ناحية الحدود العراقية والجبل اجرد لا توجد به اشجار وقد سبق سقوط  طائرة مي /8 قرب احدى البرك عند محاولة الهبوط  وكانت تحمل وزير الاعلام حينها الاستاذ طارق عزيز  حين كان يستطلع المنطقة لبناء (تلفريك ) في محاولة لاستغلال المنطقة سياحيا لممارسة رياضة التزحلق على الجليد ، ولا يزال حطام الطائرة موجود وممكن مشاهدته ،  تم الايعاز الى الطائرة الثانية مي/8 للنزول واعتقال المتواجدين وحرق الخيم والعجلات….عند تقرب الطائرة للنزول فقد قائدها السيطرة عليها بسبب التيارات النازلة مما ادى الى سقوطها وانقلابها دون ان تحترق  او تتحطم بشكل كامل  ، وهنا كان الحدث المؤثر فقد هرع المتواجدين من الاكراد في المنطقة لانقاذ الجنود المصابين وطاقم الطائرة  وابعادهم بسرعة عنها  تحسباً من انفجارها واخذوا يقدمون العلاج والماء للمصابين.

photo-1

عاد قائد تشكيل المي/8 الى سيدكان وافرغ حمولة الطائرة من القوة المنقولة  وعاد الى المنطقة وهبط  قرب الطائرة الساقطة  لالتقاط  القوة  والعودة بهم الى ديانة ، اتصلت بقائد الطائرة الثانية وقلت له  (ما اسرع الجواب اقصد رعاية الباري عز وجل والهامنا في  انقاذ الراعي من مصير محتوم ) والذي حصل هونتيجة عملنا مع الراعي ، بينما كان واجب القوة المنقولة حرق الخيم والعجلات واعتقال الاشخاص المتواجدين في القمة  وهم الذين انقذوهم وقدمو الرعاية لهم ، عدنا  الى ديانة وخلال العودة راقبت الطائرة الثانية وكانت امامي وقد هوت ولامست الارض بقوة وتمكن قائدها من معالجة الحالة بشكل صحيح واستمر بالطيران والعودة الى ديانه للتزود بالوقود ثم الى كركوك وعند النزول في المطار اخبرته بمشاهدتي لطائرته تهوي واسلوب معالجته الناجح لها اخبرته بان كل ما حدث ونجاة ركاب الطائرة ونجاته شخصياً كلها نتيجة عدم تنفيذنا لامر قتل الراعي  وهي درس لنا في المستقبل لاستخدام عقولنا وانسانيتنا عند توفر الظرف الملائم عند تنفيذ الاوامر .

في اليوم التالي انتقلت لجنة (سلامة الطيران ) الى منطقة الحادث للتحقيق عن سقوط الطائرة وبحماية الاشخاص الذين انقذو ركاب الطائرة امس وامنوا الحراسة لها ولجنة التحقيق وكانت حالة انسانية ودرس لا انساه لتجاوز الاوامر التي يمكن ان اتعامل معها حسب قناعتي دون المجازفة بنتائجها….استمر هذا النهج في السرب فلم يكن هناك اي اشتباك الا اذا كان مع مسلحين …دفع احد الطيارين ثمن هذا النهج بان اصيب بيده ولا زال معاقا  نتيجة محاولته التحقق من تسلح الشخص المتواجد في المنطقة المحرمة  الذي عاجله باطلاق النار عليه واصابته (ولهذه الحادثة رواية سيأتي ذكرها ان شاء الله تعالى)

هاتين حادثتين توضح ما كنا نصادفه  خلال واجباتنا وتحملنا للمسؤولية  كوننا نقرر لوحدنا ونتحمل النتائج سلبية كانت او ايجابية وهذه احدى معظلات الطيارين فلا مجال لهم للاستشارة وانما يجب سرعة اتخاذ القرار وبشكل فردي ثم التنفيذ  وتبين لنا مدى طيبة شعبنا الكردي.

  1. اردلان - سبتمبر 15th, 2015 at 8:10 ص

    مرحبا.. شكرا على هذا السرد..سمعت عن حادثة سقوط طائرة في سيدكان وقيام راعي هناك بمساعدة الطيار وايوائه بعيدا عن سيطرة المسلحين ثم تهريبه… هل هس هذه الحادثة.. اتمنى ان تحدثنا عن قصة الطيار الذي اصيب بيده لان الصحف في اربيل تحثت عن عن مسلحا كرديا اسقط طائرة بالثمانينات بنيران ندقية ونشر الخبر في الصحافة انئذ…هل هو نفس الخبر

    شكرا لك

  2. Ardalan - سبتمبر 15th, 2015 at 9:17 ص

    مرحبا
    الصورة المرفقة بلمقال اليست في مهبط الطائرات بجبل حسن بك المطل على ديانا (جنوب سيدكان)

  3. الاسم الصقر - أبريل 17th, 2016 at 10:07 ص

    اكتب تعليقك هنا الصورة في مهبط السمتيات في قرية لولان.
    يظهر في الصورة قائد الفرقة و ابن الشيخ محمد رشيد لولان والطيارين الصقر وماول خضر وعدد من ضباط الركن
    اما الصورة الثانية فهي في اليوم ذاته الطيارين مع نجل الشيخ رشيد لولان

  4. الاسم الصقر - أبريل 17th, 2016 at 10:15 ص

    اكتب تعليقك هنا
    شكرا جزيلا الحادثة ليست هي المقصودة وانما تم اعادة الطيارين وركاب الطائرة في اليوم ذاته بعد ان قدم الاخوة الاكراد المتواجدين هناك الرعاية الصحية ( المتوفرة لديهم ) واستقبلوا لجنة التحقيق في اليوم التالي .
    اما حادثة الطيار الذي اصيب بيده فقد تمكن من اعادة الطائرة الى مكان امين وتم اخاءه والطائرة ولم تسقط الطائرة .. وحاليا الطيار المذكور يشغل منصب اعلامي في العراق بعد الاحتلال ويده اليمين معوقة واعمل معي بشكل متواصل لحين ان تمكنت من نقله الى بلدته كضابط تجنيد