القصف الجوي الاستراتيجي للقوة الجوية العراقية

31 ديسمبر , 2016

بعضاً من ادوار اسلحة الجو العراقية في الحرب مع ايران  (1980  – 1988)

القصف الجوي  الاستراتيجي للقوة الجوية العراقية

الحلقة الثالثة عشرة

د علوان العبوسي

30 / 12 / 2016

 

 

هناك ادوار أخرى رئيسة ذات أبعاد أستراتيجية مهمة بعيدة  المدى تعد  مكملة للادوار التي ذكرتها في الحلقات السابقة تقع مسؤولية القرار عليها من قبل القادة السياسيين بغرض حسم المواقف الاستراتيجية المهمة والخطيره المؤثره على ألامن القومي للبلد  ، وذلك باستخدام قوة القاصفات الثقيلة وطائرات متعدد المهام  ضد الاهداف البعيدة التي تشكل العمود الفقري للقدرة الاقتصادية والعسكرية ألايرانية وقد ادت نتائج التعرض لهذه الاهداف وضع نهاية سريعة وحاسمة  للحرب ، أذكر  أهمها في الفقرات التالية  .

1 .القصف الجوي  الاستراتيجي باستخدام القاصفات الثقيلة

كما اشرت يقع ضمن تنظيم تشكيلات القوة الجوية العراقية جناح قاصفات مؤلف من السربين العاشر والسادس والثلاثون وقد الحق به عدد من طائرات B6D الصينية  وهي شبيهه بالطائرة   تي يو/16لكنها مطوره لحمل صواريخ نوع ( C601 )  ضد الاهداف  البحرية اضافة لحمولتها العالية من القنابر (9 طن) .

 

اطلاق صاروخ سلك وورم

 

قبل  بداية الحرب مع ايران كانت النية استخدام طائرات  تي يو/22 من قاعدة مصيرة في  عُمان تجاه بعض الاهداف الايرانية لتامين نوع من المباغتة الاستراتيجية  ولكن بعد استطلاع ممر الاقلاع والهبوط  وجد انه قصير نسبياً ولا يلبي عملية الاقلاع بحمولة قصوى للطائرة المذكوره علية تم الغاء هذا الاستخدام ونفذت  كافة مهامها من قاعدة تموز الجوية  ، وقد سبق ان خططت قيادة القوة الجوية استخدام هذه الطائره في العديد من الاهداف الاستراتيجية البعيدة الا انه بعد تكبدها خسائر غير مقبولة نتيجة وهنها في المناورة وعدم توفر ابسط الاجهزة الملاحية ووسائل الحرب الالكترونية بحيث اصبحت هدفاً سهلاً للمتصديات الايرانية ( تم اسقاط طائرتين من قبل وسائل الدفاع الجوي الايرانية في يوم واحد  اضافة الى طائرتين اخرى تحطمت داخل الاراضي العراقية اثناء التدريب )  ادى الى ايقاف استخدامها على الاقل في المراحل الاولى من الحرب ، في الحقيقة اسباب ذلك كثيره اهمها قصور  معرفة قيادة القوة الجوية ( شعبة القاصفات )بمواصفات وامكانيات هذه الطائره بشكل دقيق  وعدم اعترافها بذلك حيث اتهمت آمري الاسراب وجناح طيران القاصفات   بالقصور في  قيادتهم لاسراب القاصفات رغم كفائتهم المهنية  ، اما طائرات تي يو/16فقد تم اشراك اربع طائرات من السرب العاشر  في الضربة الجوية  الشاملة الاولى ضد مطار خاتمي في منطقة اصفهان ادى الى ارتطام احداها باحد الجبال القريبة من هذه  القاعدة  استشهد على اثرها طاقمها المؤلف من ستة افراد …على العموم حدد الطيران القتالي لهذه الطائرات لفترة محدودة ولمهام محددة خاصة بعدها استمر طيرانها  وقد ابلو بلاءً حسناً وكانت نتائجها مؤثره جداً في المعارك التي شاركت بها منها معارك شرق البصرة وحقول مجنون واليوم العظيم وتاج المعارك والفاو ومعارك التحرير الكبرى …الخ  .

القاصفات تحقق النصر في معركة اليوم العظيم 1986   (1)

بعد فترة قصيرة من ايقاف طيران القاصفات واعادة التاهيل  ازدادت ثقة قيادة القوة الجوية بسربي القاصفات 10 و36 وباشرت تكليفهم بالمهام القتالية  بعد تامين حماية جوية لهما من قبل المتصديات   بعد شل الدفاعات الجوية الايرانية ( من بطريات هوك ارض –جو وغيرها في منطقة وحول الهدف  )، ومن هذه المهام دورها في معارك ( اليوم العظيم  )  حيث أحبطت هجوماً ايرانياً  واسع جداً كان يؤدي الى احتلال أجزاء أخرى من جنوب العراق بعد احتلال الفاو وذلك في يوم 25 – 26 كانون الاول ( ديسمبر ) 1986 حيث حشدت أيران قوات كبيره  تعادل فرقتين مشاة على جبهتي الفيلق الثالث والسابع بدءً من الفاو حتى شمال القرنة في خطوة لاحتلال محافظة  البصرة وما حولها ، انتبهت لذلك القيادة العامة للقوات المسلحة العراقية وفوراً بدأت الاستحضارات الواسعة للمعركة المقبلة وقد انذرت  كافة القواعد الجوية الجنوبية لاحتمال معركه قادمة حاسمة ، يروي آمر قاعدة تموز(الحبانية) الجوية   تفاصيل هذه المعركه( ( في يوم 22/12/1986 انذرت قاعدتنا  كافة اسرابها البالغ عددها 10 اسراب قتال لاحتمال اشراكها بعمليات جوية /برية مشتركة تم التخطيط لها مع قاطع عمليات  الفيلقين الثالث والسابع  ،

في الساعة 2200 يوم 24 /12/1986 أوعزت قيادة القوة الجوية تسليح اربع طائرات تي يو/22حمولة قصوى ( 9 طن قنابر شديدة الانفجار) بمهمة قصف حشود إيرانية قرب مدينة المحمرة ، وفي الساعة 0100 يوم 25 /12/1986 نفذ الواجب ، وأثناءعودة طائراتنا الاربعة ناداني قائد التشكيل المقدم الطيار (ل ط ) آمر السرب/ 36  طالباً ادامة زخم القاصفات لكون الحشود الايرانية  تتزايد بمنطقة المحمرة وهي تتقدم على المحور ديزفول – الاحواز- المحمرة ، فوراً تم تجهيز 4 طائرات تي يو/22قادها كلا من الرائد الطيار (ك م ) آمرالسرب/ 10 والرائد الطيار ( قائد قرش  ) والرائد الطيار(م ع أ) والنقيب الطيارقصي عبد الزهره ومعهم الملاحين (ف ح ) و( ع ز ) واخرين لاتحضرني اسماؤهم ، وتم تنفيذ الواجب في الساعة 0400 من نفس اليوم ، ولاهمية المعركة وخطورتها تم الايعاز للسربين 10 /36 الاستمرار بتنفيذ الضربات الجوية طوال  يوم 25 /12/1986،  على المحور المشار اليه آنفاً وحتى صباح يوم 26/12/1986 باستخدام خليط من قنابر ضد الاشخاص والدروع ، بعد هذا اليوم ابلغنا السيد قائد القوة الجوية الفريق الطيار حميد شعبان ان السيد رئيس الجمهورية اتصل به مُهناً القوة الجوية بالدور المشهود الذي قامت به في هذه المعركه التي حُسمت لصالح القوة الجوية  قبل  ان تبدأ وطلب منه تقديم شكره للطيارين وتكريمهم  وبناءً عليه اطلق عليهامعركة اليوم العظيم حيث حسمتها قاصفات القوة الجوية العراقية ومعها الاسراب المتصديه 96 ،87 (ميج/25) مكبده القوات الايرانية افدح الخسائر  دون مساهمة فعاله من القوات البرية العراقية )).  ومن المعارك الفاصلة الاخرى التي كان للقاصفات الاستراتيجية الدور الريادي فيها هي ( معركة تاج المعارك 1985 و  معركة الحصاد الاكبر في 9 كانون الثاني (يناير) 1987  ولغاية منتصف شباط(فبراير) 1987 حيث ابلت القاصفات بلاءً حسناً بزخم يومي لايقل عن 20 طلعه بحمولة قصوى ، كما كان للقاصفات دورها المميز في معارك تحرير الفاو ومعارك التحرير الكبرى ومعركة حلبجة والتي سارد اليها لاحقاً ) ….اما دور طائرات B6D القاصفة حاملة صواريخ (سلك وورم )  سارد اليها ايضاً في فقرة ارباك خطوط مواصلات ايران البحرية .

 

القاصفات في معركة اليوم العظيم - 2

 

  1. airforce - يناير 19th, 2017 at 8:38 ص

    تشكر ادارة موقع شهداء سلاح الجو العراقي الاستاذ مهند عبد الجبار الشيخلي لدوره الواضح في اسناد الموقع بالتصاميم التشبيهية لمعظم المقالات فله منا كل التقدير والامتنان