التعرض الجوي على مصفى طهران النفطي

31 يناير , 2017

 

التعرض الجوي على مصفى طهران النفطي

الحلقة 16

د علوان العبوسي

31 /1 /2017

 

لم يتعرض مصفى طهران النفطي  بعد الضربة الشاملة الاولى في 22/9/1980 الى اية ضربة جوية اخرى  ، وعلية قررت القيادة السياسية العراقية  توجيه ضربة جوية مؤثره لهذا المصفى لعلها  تشكل ضغطاً اخر على ايران يفرض عليها  إيقاف القتال، كان لهذا المصفى  قلبان  احدهما للعزل والاخر للتكرير  ، وقد تم تامين حمايته ضد التهديدات الجوية المعادية  بشكل جيد  ،  جرى التخطيط ، للواجب هذه المرة من  قاعدة صدام ( الكيارة)  الجوية بدلا من قاعدة ابي  عبيدة( الكوت) الجوية  وبطائرات الميراج/ف1  لاستثمار  الجبال والوديان لأغراض المخادعة الجوية والتمويه ، ومع ذلك فكان الواجب ليس سهلا لطول المسافه والطيران المنخفض  وطبيعة التضاريس الطبيعية خلال خط الرحلة ،  كانت الفكرة العامة  لقيادة القوة الجوية ان ينفذ الواجب باربعة طائرات ميراج ، طائرتان لضرب قسم العزل والاخريان  لضرب الجزء الخاص بالتكرير تسندها اربع  طائرات للأرضاع الجوي .  وكان الإيرانيون يتوقعون ان أي ضربة في العمق ، لا سيما الى مصفى طهران تتم من قاعدة أبى عبيدة الجوية ، وهنا كان من الممكن ان يرصدوها عبر مراصدهم المتقدمة ، ولذلك كان اختيار قاعدة صدام موقفاً سليماً لا سيما وان خط الرحلة في الاراضي العراقية كان يمر عبر سلاسل جبلية وبعض الوديان وهي ذات فائدة كبيرة لاخفاء طائرات الضربة ولكن المشكلة الان تتمثل بالإرضاع الجوي في المناطق الجبلية ولكن بعد دراسة الخريطة تبين ان هناك منطقة مستوية بين السلاسل الجبلية تؤمن الإخفاء عن الكشف الراداري المعادي بعد اجتياز السلاسل الجبلية العراقية والإيرانية تشكل فسحة يمكن ان تنفذ عملية الإرضاع فيها ، ولقد تم تحميل طائرات الضربة بـ اربع  قنابر زنة 400كغم (مظلية) لكل طائرة مصممة للرمي الأمين من الارتفاعات المنخفضة  جداً مع خزانات وقود احتياطية  .

التنفيذ

في الساعه 1000 يوم 27 /2/1988 اقلعت عشر طائرات من قاعدة صدام الجوية  باتجاه الهدف (مصفى طهران) بأسلوب الطيران الواطئ ، وكانت سلسلة الجبال ذات القمم البيضاء الشاهقة تساند  تشكيل الضربة كحارس أمين من الكشف الراداري المعادي  ، وبعد هذه السلسلة بدا سهل بسيط ، عنده قام التشكيل بالإرضاع المطلوب بنجاح ثم  استمرت أربعة طائرات  باتجاه  مصافي طهران المدافع عنها  جيداً  وعادت باقي الطائرات من حيث اقلعت . كان المصفى يقع بالقرب من مطار طهران الدولي ، وعندما اقترب التشكيل من طهران بان  المصفى بابراجه اكبر مما كان يتوقعه التشكيل  ، وبعد استمكان الهدف توزع التشكيل على العوازل والمكررات  انقضت طائرات التشكيل على الهدف محققين المباغتة التامة وتدمير الاهداف المحددة في المهمة دون مقاومة كما كان متوقع وعاد التشكيل باتجاه قاعدة ابي عبيدة الجوية جنوباً لاغراض المخادعة وبعد حين   بدل اتجاهه الى الشمال الى قاعدة صدام الجوية  عند  بحيرة  دربنديخان  كانت في انتظاره الطائرات المتصدية  لتامين الحماية  كما كانت هناك خمس طائرات ميراج من اجل ارضاع طائرات الضربة اثناء العودة فوق الاراضي العراقية الذي تم بنجاح ،عادت كافة طائرات التشكيل بسلام (1) .

(1). علوان العبوسي : القدرات والادوار الاستراتيجية لسلاح الجو العراقي في 1931- 2003 استيضاح شفوي من الفريق الطيار الركن خلدون خطاب : الاكاديميون للنشر : عمان : ص ص 239- 240 .

%d9%82%d8%b5%d9%81-%d9%85%d8%b5%d9%81%d9%89-%d8%b7%d9%87%d8%b1%d8%a7%d9%86

 

تصميم تشبيهي  للضربة الجوية على مصفى طهران